قرار شجاع من شركات طيران ألمانية.. هل يعيد الحياة للقطاع؟

تسعى شركات الطيران في ألمانيا إلى تعويض الخسائر التي تكبدتها خلال الأشهر الماضية بسبب إجراءات العزل المتخذة للحد من تفشي فيروس كورونا.

من جهتها خطت عدة شركات طيران ألمانية خطوة لكسر العزل المفروض، وعرضت سعة 15% من مقاعدها، وطالبت المسؤولين برفع التحذيرات الشاملة من السفر بالنسبة للدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، للتعافي من آثار الجائحة.

قال ماتياس فون راندوف، الرئيس التنفيذي للرابطة الاتحادية لشركات النقل الجوي الألمانية إن سعة المقاعد التي تعرضها شركات الطيران في يونيو/حزيران الجاري تمثل نحو 14- 15% من السعة المعتادة، بالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.

وأضاف فون راندوف: “وهذا عرض شجاع من الشركات، ونتمنى أن تزيد الحجوزات تبعا لذلك”.

وتوقع فون راندوف زيادة الطلب بصورة تدريجية، وقال إنه لهذا السبب يطالب برفع التحذيرات الشاملة من السفر بالنسبة للدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ويوم الأربعاء الماضي، قرر مجلس الوزراء الألماني تمديد التحذير من السفر إلى أكثر من 160 دولة من خارج الاتحاد الأوروبي، حتى نهاية أغسطس/آب المقبل، مع إمكانية تطبيق استثناءات لبعض الدول التي انحسر فيها انتشار فيروس كورونا المستجد على نحو كاف.

في الأسبوع الماضي ألغيت تحذيرات السفر بالنسبة لـ31 دولة أوروبية في الخامس عشر من الشهر الجاري، منها الدول الـ26 الشركاء لألمانيا في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى بريطانيا والدول الأربع الشركاء في منطقة شينجن من خارج الاتحاد الأوروبي وهي أيسلندا والنرويج وسويسرا وليختنشتاين.

وسيتم إلغاء التحذير من السفر لـ29 دولة في الخامس عشر من الشهر الجاري، بينما سيتأخر رفع التحذير بالنسبة لإسبانيا والنرويج بسبب استمرار العمل بقواعد حظر دخول الأجانب في هاتين الدولتين.

ومطلع الشهر الجاري، أكد اتحاد النقل الجوي الدولي “إياتا”، أن إجراءات المساعدة المالية التي اتخذتها الحكومات منعت إفلاس الشركات، رغم ارتفاع الخسائر إلى 95 مليار دولار خلال عامين.

وتوقع “إياتا”، أن تتكبد شركات الطيران خسائر صافية تفوق قيمتها 84 مليار دولار خلال سنتها المالية 2020 وأكثر من 15 مليارا أيضاً في العام 2021، جراء تفشي فيروس كورونا المستجدّ.

والمنظمة التي تضمّ 290 شركة طيران، قالت إن الشركات تضررت كثيراً جراء إغلاق الحدود الذي فُرض في كافة أنحاء العالم للحدّ من تفشي وباء كوفيد-19

الخسائر الأكبر تاريخيا

وقال مدير عام الاتحاد ألكسندر دو جونياك إن “خسائر هذا العام ستكون الأكبر في تاريخ الطيران”.

وأضاف “على سبيل المقارنة، خسرت شركات الطيران 31 مليار دولار خلال الأزمة المالية الكبيرة في عامي 2008 و2009”.

وحذّر من مستوى ديون شركات الطيران في المستقبل، فقال “دخلت شركات الطيران العام 2020 في وضع مالي جيد نسبياً”.

وأشار إلى أن “إجراءات المساعدة المالية التي اتخذتها الحكومات منعت إفلاس الشركات، إلا أنها زادت الديون من 120 إلى 550 مليار دولار، أي حوالى 92% من المداخيل المتوقعة في عام 2021”.

وشدد على ضرورة “أن تعمل الحكومات والقطاع معا على تطبيق التوصيات الصحية” لمنظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو”، لأن المسافرين سيعودون إلى الطائرات ما إن تفتح الحدود مجدداً”.

وأكد “علينا أن نكون مستعدين، عند استئناف النشاط، لتطبيق التدابير في كافة أنحاء العالم” بهدف “منح الركاب الثقة للسفر”.

ونشرت منظمة الطيران المدني الدولي الأسبوع الماضي مجموعة توصيات صحية لقطاع الطيران، نبهت فيها إلى ضرورة استخدام الأقنعة الواقية وفحص حرارة الركاب وتعقيم الطائرات.

ويوصي التقرير الدول والمطارات وشركات الطيران بتطبيق التدابير غير الإلزامية، لكنها ثمرة توافق واسع يضفي “سلطة تجعلها مرجعا عالميا”.

وطالب “إياتا”، في مارس/آذار الماضي، مجموعة العشرين، بضرورة التحرك سريعا لمنع إلحاق أضرار لا يمكن التعافي منها بشركات الطيران التي هزتها أزمة فيروس كورونا.

وتوقع “إياتا” أن تفقد شركات الطيران العالمية، في أبريل/نيسان الماضي 314 مليار دولار من الإيرادات بسبب الفيروس في 2020، ارتفاعا عن تقديره السابق في 24 مارس/آذار الماضي بأن الإيرادات المفقودة ستكون 252 مليار دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى