قرصان سابق في عصابة روسية: بوتين الوحيد القادر على ردع الهجمات الإلكترونية ضد أمريكا
قال عضو سابق في عصابة روسية للقرصنة الإلكترونية، إن فلاديمير بوتين هو الشخص الوحيد الذي يملك القدرة على ردع قراصنة الإنترنت المسؤولين عن هجمات الفدية في أمريكا، مؤكداً أن الرئيس الروسي يستطيع فعل ذلك في أسبوعين على أقصى حد إذا إراد.
ففي تصريح لصحيفة The Times البريطانية، الأحد 11 يوليو/تموز 2021، قال القرصان الإلكتروني السابق دميتري سميليانتس: “شخص واحد فقط إذا لاحقهم فسينتهي أمرهم في غمضة عين، إنه بوتين”.
وأشار سميليانتس (37 عاماً) إلى أن “ريفيل” وغيرها من عصابات الجرائم الإلكترونية ليست خاضعة لسيطرة الكرملين، لكنها غالباً محمية من مسؤولين فاسدين في روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابقة الأخرى التي لا يزال لموسكو نفوذ فيها.
حيث أكد سميليانتس من وجهة نظره أن “وقفهم لا يتطلب سوى أسبوعين بقرار سياسي”، مؤكداً أن روسيا إذا أرادت التحرك فبإمكانها أن تفعل وبكفاءة عالية، فأجهزة مخابراتها تملك ما يكفي من الأدوات والمعلومات”، مشيراً إلى أنهم (موسكو) قد عرفوا بأمر هذه العصابات منذ عام 2010.
بحسب الصحيفة، فلدى سميليانتس معرفة قوية بمشهد القرصنة الروسي، فهو عضو سابق في عصابة نفذت عملية اختراق لبطاقات ائتمان بملايين الدولارات من موسكو، وأُلقي القبض عليه في هولندا عام 2012، وسلمته السلطات إلى أمريكا وقضى أكثر من أربع سنوات في السجن الفيدرالي.
وهو الآن يعمل محللاً استخباراتياً في شركة Recorded Future للأمن السيبراني، التي تتخذ من ماساتشوستس مقراً لها. ويقول: “عملت في القرصنة، لكنني الآن أستغل خبرتي للمساعدة في مكافحة جرائم الإنترنت”.
ويقول محللون وقراصنة سابقون إن روسيا ملاذ لقراصنة الإنترنت، طالما أنهم لا يضرون بمصالح موسكو، حيث يؤكد سميليانتس ذلك بالقول إن “موسكو لا تؤذي هؤلاء الناس لأنها تعلم أنهم لا يهاجمون روسيا”.
هجوم كبير جديد
الأسبوع الماضي، تعرضت نحو 200 شركة أمريكية لهجوم إلكتروني موسع، باستخدام برمجيات “الفدية الخبيثة”، وأشارت مؤسسة أمريكية بأصابع الاتهام إلى جماعة مرتبطة بروسيا، يُرجح أنها وقفت وراء هذه الهجمات.
هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، نقلت السبت 2 يوليو/تموز، عن شركة “هانتريس لابس”، قولها إن هذا الهجوم “استهدف شركة تكنولوجيا المعلومات كاسيا في ولاية فلوريدا”، قبل أن ينتشر بين الشبكات المؤسسية التي تستخدم برمجيات الشركة.
كاسيا قالت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إنها تحقق في “هجوم محتمل” على نظمها الإلكترونية، ورجحت المؤسسة المتخصصة بأمن الإنترنت أن “جماعة ريفيل” المرتبطة بروسيا وفيروس الفدية الذي تطوره قد تكون وراء هذا الهجوم.
من جانبها، أكدت الوكالة الأمريكية للأمن الإلكتروني والبنية التحتية، أنها تتخذ إجراءات للتعامل مع هذا الهجوم.
وفيروسات الفدية الخبيثة هي نوع من الفيروسات تصيب أجهزة الكمبيوتر، وبعدها تمنع المستخدم من الوصول إلى نظام التشغيل، أو تشفر جميع البيانات المخزنة على جهاز الكمبيوتر، وتطلب من المستخدم “فدية” أو طلباً خاصاً، في الغالب دفع مبلغ محدد من المال، مقابل فك تشفير الملفات أو السماح بالوصول مرة أخرى لنظام التشغيل.
اتهامات لـ”ريفيل” الروسية
من جانبها، كشفت صحيفة The Independent البريطانية، بعد ذلك بيومين أن مجموعة القرصنة الإلكترونية “ريفيل”، المشتبه بتنفيذها هجوماً إلكترونياً كبيراً ضد شركات أمريكية، قد أغلقت أكثر من مليون جهاز شخصي بعد مهاجمتها ببرمجية “الفدية الخبيثة”، وطلبت 70 مليون دولار تُدفع بالعملة الرقمية “بيتكوين”، لتحرير هذه الأجهزة وتمكين أصحابها من استخدامها مجدداً.
تُعد جماعة ريفيل من أكبر جماعات الجريمة الإلكترونية وأكثرها تحقيقاً للأرباح على مستوى العالم، واستهدفت الجماعة في وقتٍ مبكر من العام الجاري شركة Quanta -أحد موردي Apple- وشركة Acer، لتطالبهما بفديةٍ قيمتها 50 مليون دولار، وفقاً لما ذكره موقع Business Insider.
كذلك فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، اتهم في يونيو/حزيران الماضي، جماعة “ريفيل” بالوقوف وراء الهجوم على أكبر مصنع لحوم في العالم، يقع في البرازيل، وتسبب الحادث في إغلاق عمليات المصنع بأسترالياً، كما أوقف ذبح الماشية في العديد من الولايات الأمريكية.
وجماعة “ريفيل” هي واحدة من 40 مجموعة يتتبعها خبراء الأمن السيبراني، وبحسب ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإنه تم تحديد الجماعة أيضاً على أنها مسؤولة عن هجمات منسقة على منشآت في نحو 20 مدينة بولاية تكساس بأمريكا.
تهدد هذه الجماعة أحياناً بنشر مستندات مسروقة على موقعها الإلكتروني “Happy Blog” إذا لم تستجب الضحية لمطالبها.