قصة هروب جندي إسرائيلي من البرازيل.. متهم بـ«جرائم حرب» في غزة
جندي إسرائيلي وصل إلى البرازيل كسائح قبل أسبوع، بعدما أنهى فترة خدمة في غزة شارك خلالها في ارتكاب «جرائم حرب»، وفق اتهامات موجهة إليه وطلبت المحكمة توقيفه.
لكن يبدو أن الجندي الإسرائيلي المسرَّح الذي خدم في الاحتياط أثناء الحرب، والمطلوب في البرازيل تمكن من الفرار من البلاد صباح الأحد، بحسب تقرير للقناة الـ14 الإسرائيلية.
ويقول أقارب عائلة الجندي للقناة إنه في الليل غادر إلى دولة مجاورة، دون تحديد وجهته.
وقال والده للصحيفة: “أمس، الساعة 17:00 بعد الظهر، اتصل بي ابني وقال إن صديقه المقرّب تلقى رسالة عاجلة من القنصلية، مفادها: ‘تم إصدار مذكرة اعتقال بحقك'”.
وأضاف الأب: “طلبت منهم الهروب فورًا، وعدم البقاء هناك ولو للحظة واحدة”.
وتابع: “بمجرد تلقيهم المكالمة من القنصلية، بدأوا البحث عن طريقة للخروج من البرازيل. وفي الساعة الخامسة صباحًا، تلقينا رسالة مفادها أنهم تمكنوا من عبور الحدود. ولكن منذ ذلك الحين، لم يعد لديهم أي مأوى أو استقبال”.
واستطرد: “ابني كان في منطقة ماورو دي ساو باولو، وكان هناك إسرائيليون في كل مكان، والجميع يتحدث العبرية. وشعروا وكأنهم في وطنهم، دون أي علامات معادية لإسرائيل. كان كل شيء هادئًا، حتى وصلت هذه الرسالة، وتحولت الرحلة إلى كابوس. فجأة أصبحوا من المطلوبين”.
واختتم الأب قائلاً: “أعتقد أنهم سيجدون طريقة للعودة إلى ديارهم بأمان”.
وكانت محكمة برازيلية اتحادية أمرت بتوقيفه والتحقيق معه بعد أن تقدمت مؤسسة هند رجب بشكوى تتضمن مقطع فيديو وصورًا تظهر الجندي الإسرائيلي أثناء حرب غزة.
الاتهامات وسبب المحاكمة
وقدمت مؤسسة هند رجب للمحكمة وثائق عن نشاط الجندي في الحرب في غزة.
وكان المشتبه به أحد الناجين من مهرجان نوفا الموسيقي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ووفقًا للتقارير، تمكن من مغادرة البرازيل قبل اتخاذ أي إجراء قانوني ضده.
وقالت المؤسسة، التي سميت على اسم فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 6 سنوات قيل إنها قتلت بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء الحرب، إن الحكومة البرازيلية قررت اتخاذ إجراء بعد تقديم شكوى ضد الإسرائيلي الذي وصل إلى البرازيل قبل أسبوع.
وفي شكواها، ذكرت المؤسسة أن أفعاله كانت جزءًا من جهد أوسع نطاقًا يشمل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وفقًا للقانون الدولي.
وقدمت المؤسسة مقاطع فيديو ومواقع جغرافية وصورًا تظهر قيام الإسرائيليين بوضع متفجرات والمشاركة في تدمير “أحياء بأكملها” في غزة، والتي زعم أنها كانت تؤوي النازحين من غزة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقالت المؤسسة: “تثبت هذه المواد بما لا يدع مجالاً للشك التورط المباشر للمشتبه به في هذه الأعمال الشنيعة”.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “متروبوليس” الإلكترونية، فقد أوضحت محامية برازيلية أن “التحقيق في البرازيل بدأ لأن البلاد وقعت على ميثاق روما”.
وقالت: “أي دولة وقعت على ميثاق روما ملزمة بضمان التحقيق في الجرائم مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وتقديم مرتكبيها للعدالة”.
ودعت البرازيل إلى اعتقال المشتبه به على الفور قبل أن يفر من البلاد و”يدمر الأدلة”، مضيفة أن العائلات التي دمرت منازلها انضمت إلى الشكوى.
تحذير من الجيش الإسرائيلي لجنوده
والشهر الماضي، حذر الجيش الإسرائيلي الإسرائيليين الذين خدموا في القتال في غزة من أنهم قد يتعرضون لإجراءات جنائية في الخارج، وحثهم على إزالة أي منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي قد تظهرهم أثناء الحرب.
وقد حدد الجيش نحو 30 حالة من الإجراءات الجنائية التي تم رفعها ضد أفراده. وأُجبر ما لا يقل عن ثمانية جنود، بمن فيهم بعض الذين سافروا إلى قبرص وسلوفينيا وهولندا، على المغادرة على الفور.