قضى أغلب سنوات حياته يحارب الفلسطينيين والآن يدافع عن دولتهم.. رئيس الشاباك السابق يدعو للسلام

في تقرير لها قالت صحيفة The Guardian يوم السبت 13 مارس/آذار 2021 إن عامي أيالون، المحارب الإسرائيلي المتقاعد ورئيس الشاباك السابق صاحب التاريخ الكبير في محاربة الفلسطينيين، يسعى إلى تأسيس مبادرة للسلام مع الفلسطينيين تستهدف إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

عامي أيالون عمره يكبر دولة إسرائيل بثلاث سنوات، إذ قضى الثلثين الأولين من حياته في محاربة الفلسطينيين كعضو في وحدة شايطيت 13، وهي المعادل الإسرائيلي لقوات العمليات الخاصة البحرية، ثم كقائد للبحرية الإسرائيلية، وأخيراً كرئيس للشاباك، وهو جهاز الأمن الداخلي. وقد كان شعاره: “المدافعون عن إسرائيل يجب أن يعملوا في الخفاء”.

كتاب جديد لرئيس الشاباك السابق

تحت العنوان الفرعي How Israel Became Its Own Worst Enemy and Its Hope for the Future، أصدر أيالون كتاباً ساعده فيه الأكاديمي الأمريكي أنتوني ديفيد. وقد تخللت الفصول الأولى روايات عن مآثر غير عادية لشجاعته في ساحة المعركة والتي كانت سبباً في استحقاقه أعلى وسام عسكري لإسرائيل وهو وسام الشجاعة.

في المقابل أمضى أربع سنوات في قيادة القوات البحرية ثم أصبح رئيساً لأحد الأجهزة الأمنية الرئيسية الثلاثة في إسرائيل بعد اغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين. ويصف الكتاب التعاون المكثف بين الإسرائيليين والفلسطينيين في عهد ياسر عرفات لقمع المفجرين الانتحاريين.

فيما يتضمن العديد من الروايات عن عمليات مكافحة الإرهاب التي ستكون مألوفة على الفور لمحبي “Fauda” وهو مسلسل إسرائيلي ناجح يبث عبر Netflix. وليس من قبيل الصدفة أن الواقعية المفرطة للمسلسل قد صُنعت بالاشتراك مع أحد قدامى رجال المخابرات الإسرائيلية، ليئور راز، والذي عمل أيضاً كممثل.

تقاعد أيالون من الشاباك

بعد تكريسه لعقود من الزمن للقضاء على أكبر عدد ممكن من الأعداء، كان لدى أيالون سلسلة من التجليات التي هي الموضوع الحقيقي لهذا الكتاب. بعد أن تقاعد أيالون كرئيس للشباك، ومثل عدد كبير جداً من الإسرائيليين الذين غالباً ما يغفلهم أعداء بلدهم، قرر أن كل ما فعله تقريباً كجندي ومشرف على عملاء سريين قد قلل بالفعل من احتمالات السلام والأمن.

إذ كتب : “كلما استخدمنا تفوقنا العسكري الهائل لضرب السكان الفلسطينيين، زادت قوة حماس. لقد كان شكلاً مختلفاً من المعضلة القديمة المتمثلة في كسب كل معركة وخسارة الحرب. لقد أصبحنا نحن الإسرائيليين مثل المصريين القدماء الذين واجهوا أسلافنا التوراتيين في سفر الخروج: ‘كلما اضطهدوهم، زاد عددهم’ … هذه المفارقة الساخرة غمرتني”.

لكن بعد ثلاث سنوات من تقاعده، تعاون أيالون مع الأكاديمي الفلسطيني، ساري نسيبة، لتأسيس مبادرة السلام المعروفة باسم صوت الشعب. وقد روجت المنظمة لصفحة واحدة من المبادئ تحدد مسار السلام، وتركز على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة حقاً. لقد جمعا معاً مئات الآلاف من التوقيعات، لكن لم يكن لهما تأثير ملموس على عملية السلام.

الحرب الخاطئة

في حين أدرك أيالون أن “قتل قادة الفلسطينيين دون معالجة يأس مؤيديهم هو مهمة حمقاء وتولد المزيد من الإحباط واليأس والمزيد من الإرهاب”.

مضيفاً أنه “كلما انتصرنا في مثل هذه الحرب الخاطئة- قللنا من شأن المجتمع المدني والمعايير الديمقراطية- زاد تحويل مجتمعنا إلى ديستوبيا أورويلية (نسبة إلى رواية “1984” للكاتب الإنجليزي جورج أورويل) حيث لا يمكن التمييز بين الحقيقة والأكاذيب”.

فيما يرفض إلقاء كل اللوم على مسار إسرائيل الخاطئ مع المستوطنين المتطرفين الذين يحتلون الآن جزءاً كبيراً من الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل قبل 55 عاماً في حرب الأيام الستة. وهو يوضح أنه إذا أصبحت إسرائيل في هذه الحالة المظلمة، فلن يكون ذلك بسبب “حفنة من المتدينين المسلحين الذين يجروننا إلى الماضي المظلم. بل ستقودنا الغالبية العلمانية إلى هناك بدافع الخوف والصمت”.

مذكرات أيالون

من ناحية أخرى فإن أيالون سافر عبر إسرائيل، وأجرى مقابلات مع سياسيين ومثقفين وروائيين إسرائيليين وفلسطينيين. من أجل كتابة كتابه، وبالإضافة إلى جانب تقديم حجة مقنعة لحل الدولتين، فإن المذكرات تتضمن تاريخاً مصغراً لإسرائيل نفسها.

فيما يشكو أيالون من أن الفيلم الوثائقي الإسرائيلي، The Gatekeepers، الذي ينادي فيه هو وخمسة قادة أمنيين سابقين آخرين بحل الدولتين، فشل في توفير أي أمل حقيقي في السلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى