قفزة قياسية في أسعار النفط.. إليك الأسباب

سجلت أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة، قفزة قياسية إذ اختتمت العقود الآجلة للخام الأمريكي مايو/أيار محققة مكاسب شهرية كبيرة، بدعم من آمال في أن اتفاق التجارة الأمريكي الصيني سيظل كما هو وتراجع إنتاج الخام.

وجرت تسوية العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم يوليو/تموز عند 35.49 دولار للبرميل، إذ قفزت 1.78 دولار، بما يعادل 5.3%.

وأغلق خام برنت تسليم يوليو/تموز عند 35.33 دولار للبرميل بزيادة 4 سنتات، لكن عقود أغسطس/آب الأكثر نشاطا أنهت الجلسة عند 37.84 دولار للبرميل، بارتفاع 1.81 دولار، أو 5% تقريبا، بحسب رويترز.

وشهد كلا الخامين ارتفاعات شهرية كبيرة بسبب هبوط الإنتاج العالمي وتوقعات بنمو الطلب، إذ تتحرك أجزاء من الولايات المتحدة، بما في ذلك مدينة نيويورك، ودول أخرى في اتجاه استئناف الأنشطة بعد إجراءات عزل عام مرتبطة بفيروس كورونا.

وسجل غرب تكساس الوسيط أكبر زيادة شهرية على الإطلاق عند 88% بعد أن جرى تداوله الشهر الماضي بقيم سالبة. وسجل برنت ارتفاعا بنحو 40%، وهو أكبر صعود شهري منذ مارس/آذار 1999.

الأسباب

وتتلخص أسباب الارتفاع القياسي في أسعار النفط في نقاط عدة، أبرزها تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الإجراءات الأمنية في هونج كونج، والذي جاء أقل من المتوقع مما أعطى مؤشر إيجابي للمستثمرين بتراجع حدة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، والسبب الثاني هو خفض إنتاج النفط وفقا لخطة مجموعة أوبك+ بقيادة السعودية، وأيضا بدء عودة الحياة الاقتصادية في العديد من الدول، وتراجع عدد حفارات النفط والغاز الأمريكية والكندية.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إدارته ستبدأ في إلغاء المعاملة الخاصة لهونج كونج ردا على خطط الصين فرض تشريع أمني جديد بالإقليم، لكنه لم يقل إن المرحلة الأولى من اتفاق التجارة بين واشنطن وبكين عرضة للخطر.

وهدأ ذلك المستثمرين في النفط القلقين من أن يصيب انهيار العلاقات التجارية استهلاك النفط بمزيد من الضرر.

وقال جون كيلدوف الشريك في أجين كابيتال مانجمنت بنيويورك “كان هناك الكثير من الهلع قبل المؤتمر الصحفي هذا، لذلك يبدو وكأن التصور الأسوأ لن يتحقق”.

ونزل عدد حفارات النفط والغاز الأمريكية بمقدار 17 حفارا إلى مستوى منخفض قياسي عند 301 هذا الأسبوع، بحسب بيانات من شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة تعود إلى عام 1940.

أوبك تعيد استقرار سوق النفط

وانتعشت أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة توقعا لتحسن الطلب بعد أن قلصت جائحة فيروس كورونا الاستهلاك العالمي نحو 30%. ويشهد الاستثمار تراجعا وتعوض تخفيضات إنتاج أمريكية أثر تخمة المعروض، لكن الطلب لم ينتعش بشكل كامل بعد.

وتدرس السعودية وبعض منتجي أوبك الآخرين تمديد تخفيضات إنتاجية غير مسبوقة في ضخامتها حتى نهاية 2020.

وأعلنت السعودية والإمارات والكويت، في 11 مايو/أيار الجاري، تعميق تخفيضات إنتاج النفط في يونيو/حزيران المقبل، فوق الحصص المقررة في اجتماع أوبك+ منتصف الشهر الماضي.

وتهدف التخفيضات إلى التعجيل بالتخلص من تخمة الإمدادات العالمية وإعادة التوازن إلى سوق النفط.

وأصدرت السعودية إعلانا مفاجئا بأنها ستزيد طوعيا تخفيضات إنتاج النفط اعتبارا من أول يونيو/حزيران بمقدار مليون برميل يوميا، وانضمت إليها الإمارات بالإعلان عن 100 ألف برميل تخفيضات من إنتاجها، قبل أن تعلن الكويت عن تعميق تخفيضها بنحو 80 ألف برميل يوميا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى