“قلاع الرعب” في أوروبا.. تاريخ من الأساطير والأشباح
في الكثير من الأفلام، تبدو مشاهد الرعب حقيقية، لكن المرء دائما ما يقنع نفسه بأنها مجرد مشاهد مصنوعة حتى يخفف من وطأتها عليه، لكن قصص الرعب المصورة لها نماذج في الحياة الواقعية.
وفي أوروبا، ارتبط العديد من القلاع التاريخية بالقصص المخيفة، وأشباح لنساء ورجال وحتى حيوانات تعرضت للقتل أو التعذيب في هذه المباني في عصور مختلفة، وفي التقرير التالي تستعرض “العين الإخبارية”، عدداً من أبرز تلك القلاع..
قلعة “شاتو دي بريساك”
تقع القلعة في وادي نهر لوار في فرنسا، وتعد أطول قلعة في البلاد، وغالبا ما يشار إليها باسم “عملاق وادي لوار”، حيث تتكون من سبعة طوابق و٢٠٤ غرف.
ومع سطوع الشمس، وملامسة أشعتها جدران القلعة، تبدو شاتو دي بريساك مكانا رومانسيا جدا، إلا أن الحقيقة غير ذلك.
فقبل ٦٠٠ عام، حدثت واقعة قتل صعبة، حيث قتل الكونت جاك دي بريز زوجته، شارلوت، وعشيقها بيير دي لافرن بعد أن اكتشف خيانتها.
ومنذ ذلك التاريخ ارتبطت بالقلعة قصص مخيفة، عن بكاء روحي شارلوت ودي لافرن، طوال الليل، وظهور أشباح القتيلين للزوار ليلا، ولا تزال هذه القصص ترعب الناس حتى اليوم.
قلعة “موشام”
تعود القلعة إلى عام ١١٩١، وتقع بالقرب من مدينة سالزبورغ غربي النمسا، وتعرف بشكلها ومعمارها الساحر، لكن أيضا بالأساطير المخيفة التي تحيط بتاريخها.
وفي الفترة بين 1534 و1762، دونت كتب التاريخ فترة من التجارب القاسية التي مرت بها قلعة موشام، حيث خضع فيها الآلاف من النساء لجلسات تعذيب دموية، ونفذ فيها ٦٦ عملية إعدام.
ويعتقد السكان المحيطون بالقلعة أن أرواح القتلى والمعذبين لا تزال تسكنها، وأشباحهم تظهر للزوار، لذلك تغلف القلعة حتى اليوم قصص وأساطير مرعبة.
قلعة “روسل”
بنيت قلعة روسل أو ريشيل باللغة البولندية، في الفترة بين 1350 و1401 ميلادية، وتقع في بولندا.
وكانت القلعة تستخدم في البداية في الأغراض العسكرية، وتعامل كحصن، وتحولت لسجن في فترة من الفترات، لكن في عام 1806 تعرضت القرية المحيطة بها لحريق هائل دمرها بالكامل.
واتهمت السلطات سيدة تدعى بربرة سودونك، كانت معروفة بأعمال السحر والشعوذة بالوقوف وراء الحريق.
وخضعت سودونك الحامل في ذلك الوقت لجلسات تعذيب واغتصاب في القلعة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
واليوم، تحولت القلعة لفندق، لكن إدارته تنصح النزلاء بعدم زيارة الطابق السفلي بسبب الأساطير المخيفة التي تحيط به.
ويعتقد الناس في المنطقة الملاصقة للقلعة بأن شبح سودونك لا يزال يظهر في الطابق السفلي، ويسعى للانتقام.
قلعة “بريدغاما”
تعود قلعة بريدغاما للقرن الـ١٢، وتقع في قرية تحمل نفس الاسم في سلوفينيا، وبنيت القلعة التي تعد أجمل قلاع العصور الوسطى في أوروبا، فوق مغارة، وتضم العديد من الممرات السرية.
ووقعت المئات من عمليات التعذيب في أحد غرف القلعة في فترات مختلفة من التاريخ، وفي 1480 ارتكب الامبراطور فريدرش الثالث جريمة قتل مروعة داخلها، حيث قتل حامي القلعة الكونت أراسموس وهو جالس على المرحاض.
ويعتقد أن شبح الكونت أراسموس يظهر في غرف القلعة ليلا، ما يجعلها مخيفة جدا للزوار، خاصة في المساء.
قلعة “ليب”
تاريخ قلعة “ليب” التي شيدت قبل ٨٠٠ عام في أيرلندا، دموي للغاية، ويعتقد أن صاحبها ذبح أولاده وشقيقه داخلها.
وفي مطلع القرن العشرين، عثر عمال على غرفة سرية تضم العديد من الهياكل العظمية لسجناء تمكنوا قبل قرون من الهروب من غرفة التعذيب، ليجدوا نفسهم في غرفة بلا منافذ ويموتون بالاختناق.
وترتبط القلعة بقصص العديد من الأشباح حتى اليوم، بما في ذلك شبح لفتاة صغيرة تدعى إميلي، وشبح “السيدة الحمراء” التي تمسك خنجرا في يديها، وشبح الوحش، وهو نصف خروف ونصف رجل.
قلعة “هاوسكا”
تعد قلعة هاوسكا مخيفة بشكل كبير رغم أنها لا تملك تاريخا من القتل والتعذيب، فالقلعة التي تقع في التشيك، بنيت في النصف الثاني من القرن الثالث عشر، لتغطية ثقب عملاق في الأرض، كان السكان يعتقدون أنه مدخل للعالم السفلي وليس له نهاية.
وكان الاعتقاد السائد وقت تشييدها إنها تغلق هذا الثقب وتبقي الشياطين تحت الأرض، لكن الأساطير المحيطة بالقلعة حتى اليوم تقول إن الشياطين يطوفون حولها ليلا، وغالبا ما يرى المارة سيدة بيضاء تقف في شرفتها.
قلعة “فورسغارد”
شيدت قلعة فورسغارد عام 1510، في أقصى شمال الدنمارك لصالح أحد النبلاء يدعى يعقوب إنسن، وفي 1578 نقل الملك فريدرك الثاني ملكية القلعة لصالح عائلة الأميرة، إنغبورغ سكيل.
ووقعت سكيل في حب القلعة بشكل مبالغ فيه، حتى إن أحد الأساطير تقول إنها قتلت المهندس الذي صممها، حتى لا يبني أي قلعة مثلها.
وبعد وفاة سكيل عام 1604، ظل شبحها يرعب ساكني القلعة لسنوات، ما دفعهم لنقل جثمانها بعيدا عن “فورسغارد”، لكن الأمر لم ينته، ولا يزال شبح الأميرة يرعب زوار القلعة حتى اليوم، كما أن بقعا من الدماء تظهر في أحد أركان القلعة رغم عمليات التنظيف المستمرة.