قوة تابعة للسراج تنفي تعرض باشاغا للاغتيال.. ماذا يحدث في طرابلس؟

قدمت قوة تابعة لحكومة الوفاق الليبية رواية أخرى بشأن تعرض وزير داخليتها لمحاولة اغتيال، الأحد، واتهمت بالمقابل حراسته بقتل أحد عناصرها.

وقال جهاز دعم الاستقرار التابع لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج إن قوة تأمين باشاغا فتحت النار على عناصرها عن طريق الخطأ أثناء مرور موكبه بطريق جنزور غربي العاصمة الليبية طرابلس.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة داخلية الوفاق تعرض وزيرها فتحي باشاغا لمحاولة اغتيال مؤكدة مقتل أحد لمهاجمين واعتقال اثنين آخرين.

وقال الجهاز، في بيان، إن حراسات الوزير قامت بإطلاق النار فورًا على السيارة المصفحة التابعة للجهاز بدون وجه حق مما أدى إلى مقتل أحد منتسبيه ويدعى رضوان الهنقاري من مدينة الزاوية وإصابة آخر.

وأكد الجهاز أن ما حدث هو سوء تنسيق وتصرف من قبل حراسات باشاغا، نافيًا وجود أي محاولة لاغتياله، متعهدًا بملاحقة المتورطين في إطلاق النار على موظفيه.

وفي السياق ذاته كشفت مصادر عن وجود تحشيدات كبرى لعدد من المليشيات منها جهاز دعم الاستقرار بقيادة عبدالغني الككلي.

والعلاقة بين السراج ووزير داخليته متوترة على خلفية صراع نفوذ للهيمنة على الغرب الليبي، وسبق أن أقال رئيس حكومة الوفاق غير الدستورية باشاغا العام الماضي قبل أن يتراجع تحت ضغط المليشيات الموالية للأخير.

محاولة العودة للمشهد

من جانبه، رأى المحلل العسكري والسياسي الليبي محمد الترهوني، أن ما حدث زوبعة الهدف منها إعادة تسويق باشاغا.

وكان باشاغا مرشحا لرئاسة الحكومة الانتقالية في الانتخابات التي جرت في جنيف مؤخرا وخسرت قائمته أمام قائمة محمد المنفي.

وقال الترهوني، إن باشاغا يحاول زعزعة الأمن والتأكيد أنه الوحيد القادر على حلها للتواجد في السلطة التنفيذية الجديدة المنتخبة وبقاءه وزيرا في الحكومة المقبلة.

ويجري رئيس المجلس الرئاسي المنفي ورئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة مشاورات مكثفة لتشكيل حكومة انتقالية تقود البلاد لإجراء الانتخابات أواخر العام الجاري.

ويقول المحلل العسكري والسياسي الليبي أن هذه المحاولة لن تكون الأخيرة وستكون هناك عمليات أخرى من باشاغا، متوقعا أن يقوم بزج قوة داخل العاصمة طرابلس لفرض أمر واقع جديد ينحرف بالمسار السياسي إن لم يضمن مكانا به.

وأشار إلى أن إدراك باشاغا لغيابه عن حسابات السلطة التنفيذية الجديدة دفعه لاختلاق زوبعة الاغتيال من أجل إعادة طرح اسمه على الطاولة.

ويحاول السراج استمالة قادة المليشيات في طرابلس، لنسج خيوط حلف قوي لمواجهة باشاغا، بحسب مراقبين.

وتنظر مليشيات طرابلس إلى عملية صيد “الأفاعي” التي أطلقها باشاغا، الشهر المنصرم، على أنها الأداة التي سيثأر بها الأخير منها، لذا وحدت صفوفها، وتحركت نحو العاصمة طرابلس، لإفشال أي حوار سياسي.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي الليبي ناصف الفرجاني أن ما جرى (الإعلان عن محاولة اغتيال باشاغا) متوقع، وقد يتكرر مع شخصيات أخرى في ظل فوضي السلاح في الغرب الليبي.

وأوضح المحلل السياسي الليبي في حديثة  أن تلك المحاولات تأتي لإفشال مشاريع تحقيق الاستقرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى