آخر الأخبارتحليلات و آراء

قيادة طوارئ فلسطينية

محمد حسين كاتب فلسطيني

بعد عملية السابع من أكتوبر النوعية التي وجهت ضربة قوية للمنظومة الأمنية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية، وضربت بالعمق وظيفته كقاعدة استعمارية متقدمة خاصة بعد حضور كل الأساطيل لحمايته من الانهيار، لقد حققت عملية السابع من أكتوبر نصراً استراتيجياً معجلاً بانتظار النصر المؤجل بمعركة طوفان الأقصى، التي كبدت الاحتلال الصهيوني خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، وخسائر اقتصادية غير مسبوقة، وأسقطت كل أهداف العدوان حتى اللحظة المتمثلة بالقضاء على المقاومة واستعادة الأسرى، لقد أعادت معركة طوفان الأقصى الاعتبار للقضية الفلسطينية على مستوى الشارع العربي والإسلامي والعالمي، وأدخلت الكيان الصهيوني في أزمة الخيارات للتعامل مع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة بفضل صمودهما الأسطوري . لذلك برع الحليف الاستراتيجي للكيان الصهيوني أمريكا بطرح سيناريوهات متعددة للتعامل مع غزة ما بعد الحرب بغض النظر عن نتائجها، ( عودة السلطة الفلسطينية، وجود قوات عربيةو دولية )

انطلاقاً من مجريات الأحداث والتي تؤكد غياب منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية عن المشهد بسبب الضعف والتآكل التي يعانيان منها، ولعدم استغلال أي فراغ ممكن أن تستغله القوى المعادية لفرض أجندتها، طرحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مبادرة لتشكيل قيادة طوارئ فلسطينية مؤقتة من الفصائل الرئيسة تكون بمثابة مرجعية مؤقتة عليا للشعب الفلسطيني، تكون مهمتها وقف العدوان والتصدي له، وتوفير مقومات الصمود للشعب الفلسطيني لتثبيته في وطنه، كسر الحصار وإدارة قطاع غزة ما بعد الحرب، وتبادل الأسرى، وتهيئة الظروف المناسبة لإنهاء الانقسام الفلسطيني عبر عملية انتخاب للمجلس الوطني الفلسطيني، والتشريعي والرئاسي بمشاركة الجميع،

تكون مدخلاً مهما لتفعيل وتطوير وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وقائدة نضاله، باعتبار أن المرحلة هي مرحلة تحرر وطني،
لقد بات ملحاً على ضوء التطورات الحاصلة والتضحيات الجسام الغير مسبوقة للشعب الفلسطيني أن تجري مراجعة سياسية شاملة لكل المسار السياسي السابق، لاشتقاق استراتيجية مواجهة شاملة، فمعركة طوفان الأقصى هي سلسلة نوعية من نضال الشعب الفلسطيني يجب أن يبنى عليها لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في كنس الاحتلال من الأرض الفلسطينية كاملة وعودة اللاجئين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى