قيمة المسروقات تفوق المليار دولار.. التحقيق مع بعض حُرَّاس قصر دريسدن بزعم تسهيل نهب بعض محتوياته
قالت تقارير إن أربعة من حُراس القصر الملكي في دريسدن يخضعون للتحقيق بسبب تورطهم المزعوم في عملية سرقةٍ كبيرة لمجوهرات يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، وفقاً لما ذكره ممثلو النيابة العامة الألمانية.
إذ يشك المحققون منذ فترةٍ طويلة في أنَّ السرقة، التي تعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، نُفِّذت بالتعاون مع شركاء يعملون داخل المتحف. ووفقاً لممثلي النيابة العامة، تضم مجموعة المشتبه بهم حارسي أمن كانا يعملان في الساعات الأولى من صباح يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 حين وقعت السرقة. ويقول المحققون إنَّ الحارسين لم “يتخذا رد فعل كافياً” عندما اتضح حدوث اقتحام، ولم يفعلا شيئاً لمنع السرقة، وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
كواليس عملية السرقة: يعتقد ممثلو النيابة أنَّ اثنين من حراس الأمن الآخرين قد ساعدا اللصوص. ويعتقدون أن أحدهما، الذي قُبض عليه في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، ربما سرَّب معلوماتٍ عن تصميم الغرف في متحف Grünes Gewölbe أو المدفن الأخضر، بالإضافة إلى معلوماتٍ متعلقة بالنظام الأمني للمتحف.
ممثلو النيابة يشتبهون أيضاً في أنَّ حارس الأمن الرابع، الذي فتَّشت الشرطة شقته، تلاعب بنظام الإنذار لمساعدة اللصوص.
من جانبه قال يورغن شميدت، ممثل النيابة الرئيسي في هذه القضية، لصحيفة Bild الألمانية: “لقد أبدى المشتبه بهم إشارات تعاونية في البداية وقالوا إنَّهم يريدون التحدث إلى المحققين، لكنَّهم احتفظوا بعد ذلك بحقهم في الصمت”.
هذا ويُعتقد أنَّ سبعة أشخاص قد تورطوا في السرقة.
متحف المدفن الأخضر: جديرٌ بالذكر أنَّ متحف المدفن الأخضر يضم إحدى أكبر مجموعات الكنوز الفنية في أوروبا. وتشمل المحتويات المسروقة ثلاث مجموعات من المجوهرات الماسية قال مديرو المتحف إنَّها “لا تُقدَّر بثمن”. فيما قدَّر بعض الخبراء قيمتها بحوالي 1.14 مليار دولار. وإذ صُهِرت هذه المجوهرات، فمن المرجح أن تجلب مبلغاً يتراوح بين 114 و228 مليون دولار.
من جانبها حثَّت ماريون أكرمان، مديرة المجموعات الفنية التابعة للدولة في دريسدن، اللصوص على عدم تقسيم المجموعات إلى قطع، قائلةً إنَّ “القيمة المادية لا تعكس المعنى التاريخي”.
توقيت وقوع السرقة: تجدر الإشارة إلى أنَّ السرقة وقعت بعد اندلاع حريق في إحدى لوحات توزيع للكهرباء، مما أدى إلى تعطيل مصدر الكهرباء الرئيسي للمتحف ونظام الإنذار.
حيث صوَّرت إحدى كاميرات المراقبة رجلين وهما يقتحمان متحف المدفن الأخضر بعد تحطيم إحدى نوافذه، ثم قطعا شبكةً معدنية حاجزة، وحطَّما إحدى خزانات العرض. ويُعتقد أنَّ اللصوص استخدموا السيارة المحترقة التي عُثِر عليها في مرآب السيارات للهرب.
مكونات المتحف: يُذكَر أنَّ متحف المدفن الأخضر يتكون من 10 غرف تحتوي على حوالي 3 آلاف قطعة من المجوهرات وغيرها من التحف. وقد تعرَّض المبنى لأضرار جسيمة خلال الحرب العالمية الثانية، لكنَّه خضع للترميم بنجاح، قبل أن يُعاد افتتاحه في عام 2006.
من جانبه قال ميخائيل كريتشمر زعيم ولاية ساكسونيا، التي تعد مدينة دريسدن عاصمتها، بعد وقوع السرقة إنَّ اللصوص لم “يسرقوا المتحف فحسب، بل الشعب الساكسوني أيضاً”.
إلى ذلك تعد هذه العملية ثاني سرقة لأماكن رفيعة المستوى في ألمانيا في السنوات الأخيرة، بعد سرقة عملة ذهبية عيار 24 قيراطاً وزنها 100 كيلوغرام من متحف بوده في العاصمة الألمانية برلين في عام 2017.