كتب ترد على مزاعم اكتشاف موقع سفينة نوح بتركيا
قال عدد من علماء الآثار التاريخية إنه تم تحديد موقع وجود “سفينة نوح”، مشيرين إلى أنهم ينوون نشر صور من شأنها أن تؤكد أنها مدفونة في منطقة جبلية شرق تركيا.
وذكر أفراد الفريق، الذي يقوده الجيوفيزيائي النيوزيلندي، جون لارسن، ومهندس الحاسوب وعالم الآثار الأمريكي، أندرو جونز، والمخرج وصائد الآثار المعروف التركي، جيم سيرتيسين، أنهم تمكنوا من تحديد نموذج ثلاثي الأبعاد لسفينة نوح، من خلال دراسة جسم غامض تحت الأرض بمنطقة الجبال في موقع دوروبينار، الذي تم الكشف عنه يوم 11 سبتمبر 1959.
وأشار الفريق إلى أنه من السابق لأوانه التأكيد بكل ثقة أن الموقع يحتوي على سفينة نوح، وهذا الأمر يتطلب إجراء دراسة موسعة بدعم أكبر من قبل الحكومة وبمشاركة أبرز الباحثين من الجامعات الرائدة في العام.
وبحسب كتاب ” مختصر تاريخ العراق (تاريخ العراق القديم) 1-6 ج1″ تأليف علي شحيلات وعبد العزيز الياس الحمداني، فإن أحد المصادر السومرية المدونة فى النصوص المسمارية هى ملحمة جلجامش، فإذا صحت قراءة اسم الجبل الذى رست عليه سفينة نوح أثناء الطوفان فى هذه الملحمة بأنه جبل نيموش” ومعناه بالسومرية “جبل الخلاص”.
وورد اسم الجبل الذى الذى رست عليه سفينة نوح أيضا باسم “جبل نصير” فى أخبار الملك الآشورى آشور ناصر بال الثانى (883-859) ق.م، وإنه يقع بموجب اخبار الملك التى دونها إلى جنوب وادى الزاب الأسفل.
وجاء اسم الجبل بحسب رواية المؤرخ البابلى بيروسس “برعوشا” الذى عاش فى القرن الثالث قبل الميلاد باسم جبل “الكوردين” أى بمعنى جبال جورديان، كما ذكر أنه فى أرمينيا وإن أجزاء السفينة لا تزال باقية.
أما المآثر السريانية وهى من المصادر الآرامية المسيحية التى دونها المسيحيون من بعد الميلاد، فتؤكد أن الجبل التى رست عليه سفينة نوح هو جبل الجوادى، ويرى الكتاب سالف الذكر أن هذا يتوافق مع ما ذكر فى القرآن الكريم، حيث تم إثبات رسو السفينة على جبل الجودى فى الآية 44 من سورة هود، ولكن لا يوجد دليل على أن الجبل الذى رست عليه السفينة كان يسمى بالجودى أيضا قبل الطوفان.
وشدد الكتاب على أن العرب والأجانب لم يذكروا أين موقع هذا الجبل، ولم يؤكدوا موقعه فى جنوب تركيا، بينما يرى بعض الباحثون بأنه جبل “بيره مكرون” الجبل الشهير فى منطقة السليمانية باتجاه مدينة أربيل العراقية، الذى يبلغ ارتفاعه حوالى 9 آلاف قد فوق مستوى سطح البحر.
وبحسب كتاب “101 أسطورة توراتية: وكيف ابتدع الكتبة القدماء التاريخ التوراتي” جاري جرينبرج، فوفقا لرواية سفر التكوين (8: 4) استقرت سفينة نوح على قمة جبل “أراراط”، بالنسبة للكثيرين كان موقع رسو سفينة نوح هو “جبل أراراط” لكن الكتاب المقدس يقول أنه حدث على قمة من قمم الجبل المذكور سلفا، فهو لم يحدد أيهم، فى المنقطة التى تضم الحدود الحديثة لـ تركيا، روسيا، إيرا، العراق.
ومع ذلك فإن سفر التكوين (11: 2) يلمح إلى أن الناجين من الطوفان رسوا فى موقع بعيد كل البعد عن هذا المكان، ووفقا للآية رحل الناجون غربا من موقع شرق “بابل” حى وصلوا إليها.
بينما يرى كتاب “التأريخ التوراتي.. والتاريخ. الكتاب الثاني، التأريخ التوراتي المزيف” تأليف إسماعيل ناصر الصمادي، أن سفينة نوح حطت على جبال أرارات فى أرمينيا حاليا، وحدث فى ارتحالهم شرقا أنهم وجدوا بقعة أرض شنعار وسكنوا هناك، حسبما جاء فى تكوين 11، وأرض شنعار هى المنطقة الجنوبية من بلاد الرافدين فى محافظة البصرة حاليا.
وهناك إحدى التصورات الإسلامية بأن نوح الذى كان يعيش فى بلاد الرافدين، دفعت الأمواج سفينته بقوة من بلاد الرافدين إلى منطقة الحجاز، وبالذات نحو البيت العتيق، وهو المواقع الوحيد الذى لم تغمره المياه، ولذا سمي بالعتيق، لأنه أعتق مكان على الأرض، وقد طافت سفنية نوح حوله، ثم دفعته الأمواج نحو الشرق لتستوى فى النهاية إلى إحدى الجبال بمنطقة الموصل بالعراق حاليا.