“كلارينيت”.. تحمل فكرة السلام التي يفتقدها المجتمع السوري
تضع الكاتبة الكردية السورية، لارا أيوب، في روايتها الأولى “كلارينيت” مساحات تأويلية جديدة وتجريبية حول الشتات السوري، وأثر الحرب التي خلقت عوالم مغايرة ومباغتة، بينما تحاول أن تعيد بناء الأحداث وترتيب الوقائع في معمار فني تقوده الشخصيات التي تربطهم التغريبة ومشاعر الفقد.
وتقول أيوب عن تجربتها الأدبية الأولى في تصريحات صحفية: إن رواية “كلارينيت” هي محاولتي الأولى في المجال الأدبي، تحتوي على 106 صفحات، استغرفت كتابتها قرابة العام ونصف العام، تقديم العمل الأدبي يحتاج إلى جهد كبير لما يبذله الكاتب من سرد أحداث واقعية نشاهدها في حياتنا اليومية وترتيبها في عالم الخيال لتغدو رسالةً إلى العالم.
وتابعت: أن الكتابة كانت الوسيلة الوحيدة التي أردتُ تقديم أفكاري وإيصال رسالتي من خلال بثّ ما تؤمن به روحي في عالم “كلارينيت” الذي عاشت فيه شخصيات متعددة ومختلفة، لأصل بهم في نهاية المطاف إلى ما يربطهم رغم اختلافهم.
وأشارت أيوب إلى عنوان روايتها، العتبة الأولى للنص، والذي هي آلة موسيقية نفخية، فتقول: “لآلة الكلارينيت دور ورسالة في الرواية، عازف الكلارينيت يعرف كم ينفخ فيها من أحزان وأفراح ويعرف كم تتسع لانكسارات صاحبها وانتصاراته.
حاولت أيوب أن تسرد في روايتها أحداث علاقة حب تنشأ بين لاجئين من دينين مختلفين في رحلة الهروب من الحرب، حيث يواجهان صعوبات عدّة ليس فقط في حبهن بل في أحداث أخرى تتصدّى لهما.
تدور أحداث الرواية في السنوات العشر الماضية وتعودُ بالقارئ إلى دروب الحرب ورحلة اللجوء، إذ تعيشُ شخصياتها أدواراً صعبةً، كلّ شخصية تحملُ قصة لاجئ مختلف وتروي كيفية العيش مع الثقافات الأخرى وأيضاً تُبيّن مدى تأثير الوباء على حياة البشر. فمنذ القدم وإلى اليوم تنشبُ الحروب لتقتل الجميع دون تمييز، الرواية تحملُ فكرة السلام التي فقدناها ونفتقدها بشدة.
هي محاولة ليست بسهلة أن يعود الكاتب للورق والرواية في عالم يعجّ بالمنصّات والكتب الإلكترونية، هنا وعن الصراع بين الواقع والعالم الافتراضي في روايتها تقول الكاتبة: الواقع الذي نشاهده لا يختلف كثيراً عن العالم الافتراضي، ربما لو لم أعش زمن الحرب والوباء لكنتُ بالغتُ في الخيال حتى أكمّل أحداث روايتي، لكنني عاصرت الاثنين لذلك أعتقد أنّ الرواية واقعية أكثر من أن تكون خيالية، وكل منعطفات حياتنا أصبحت مرتبطة بالعالم الافتراضي، أعتقد أنّه عالمٌ حقيقيٌّ أكثر من كونه افتراضياً فقد نقل مآسينا طيلة الحرب.
وتسرد الكاتبة عن محاولتها نقل الأحداث بواقعية وحيادية: لقد حاولت أن أنقل الأحداث من موقف حيادي لم يعيش الحرب حتى أكون منصفةً في الأحداث، أما شخصياتي فهي من رحم الحرب السورية ستراهم مجبولين بالأسى السوري، في عام 2011 بدأتُ بكتابة سلسلة قصص قصيرة تحت عنوان “الحبّ في زمن الحرب”، متأثرةً بالحرب السورية كثيراً.
أكدت أيوب الكتاب جوهرة ثمينة لا تقتلها الوسائل الإلكترونية، وأنا بقناعتي أنّ الكتاب الناجح والذي يحملُ رسالةً إلى العالم هو مَنْ يسوّق لنفسه إذا وصلت هذه الإصدارات إلى القارئ بالشكل المطلوب، بمعنى أنّ قارئاً واحداً كفيل بتعريف كتابك إلى كُثر، وأؤكد أنّه مهما بلغ العالم الإلكتروني من اتساع يبقى هناك في كل بقاع الأرض قرّاء يبحثون عن الكتب”.