“كورونا” يتسلل من أوروبا إلى البلدان العربية في ملابس “البالة”
تزداد المخاوف في المنطقة العربية من انتقال عدوى فيروس كورونا من أوروبا إلى البلدان العربية، وتحاول بأقصى السبل معرفة من أي قنوات ممكن أن يتسرب من خلالها الفيروس.
وتعاظمت المخاوف في الفترة الأخيرة من انتقال الفيروس عبر ألبسة “البالة” التي تباع في أغلب الدول العربية، والتي يتم استيرادها من الدول الأوروبية.
وتصدرت الشارع المصري هذه المخاوف، وحذر عدد من أعضاء مجلس النواب المصري من استيراد أو إدخال أي شحنات من الملابس البالة “المستعملة” القادمة من الخارج، خوفا من احتوائها على فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد 19”.
وبحسب “اليوم السابع” المصرية، فقد طالب النواب الجهات المعنية باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع تهريب هذه الألبسة من الدول الأوروبية.
وتقدمت عضو مجلس الشعب المصري النائبة منى الشبراوي، ببيان عاجل إلى رئيس الوزراء المصري، ووزيرة التجارة والصناعة، للعمل على إصدار القرارات التي تمنع استقبال أو إدخال أي شحنات من الملابس البالة “المستعملة” من دول أوروبا.
وقالت الشبراوي في بيانها: “لا بد أن نضع في الاعتبار ونحن في طريقنا لمكافحة خطر انتشار فيروس كورونا، أنه لن يصل إلينا فقط من خلال القادمين من الخارج، بل قد يصل إلينا من خلال الشحنات المستوردة والتي من بينها الملابس “البالة” أو المستعملة والتي يتم جلبها من دول أوروبا وبيعها إلى المواطنين في مصر بأسعار زهيدة”.
ونوهت الشبراوي أن ملابس البالة هي بالأساس ملابس مستعملة من الأوروبيين، وقد يكون أصحابها توفوا في وقت سابق نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا المستجد في ظل تفشيه في دول أوروبا.
وأضافت النائبة أن هذه الحالة تتطلب الانتباه الكبير لهذه الكارثة، وإصدار قرار بمنع استقبال أي شحنات من الملابس المستعملة القادمة من الخارج، أو إخراج الشحنات الموجودة بالحجر الصحي بمطار القاهرة.
وقال النائب محمد وهب الله، الأمين العام لاتحاد عمال مصر، وعضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إنه على الجهات المعنية ووزارة الصحة متابعة موضوع استيراد ملابس “البالة”، وتحديد ما إذا كانت تنقل العدوى فعلا، لأنه في حال تأكيد ذلك، فإنها تشكل خطورة كبيرة على البلاد ويجب إيقافها لحين انتهاء الأزمة.
ونوه وهب الله إلى أن هذه الشحنات منها ما دخل البلاد عبر المنافذ الرسمية في الجمارك، ومنها ما يتم تهريبه، لذلك لابد من تشديد الرقابة على منافذ الجمارك والموانئ.
وعلى الرغم من أن جميع الدراسات التي حصلت في الأشهر الأخيرة حول فيروس كورونا المستجد، والتي أكدت انتقاله من خلال قطيرات الهواء عند العطاس والسعال، أو ملامسة الأنف والوجه والعين، إلا أن المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، نوه إلى أن الفيروس يمكن أن ينتقل عبر المواد والأشياء مثل الألبسة، إذا أصابها التلوث، وأشارت إرشادات المركز إلى أن الفيروس قد يظل حيا من ساعات إلى أيام على الأسطح المصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد، بما في ذلك الملابس، لكن لم تؤكد أي دراسة إلى هذا اليوم، الزمن الدقيق الذي يمكن أن تعيش فيه الفيروسات في “البالة” والتي تعتبر بيئة مناسبة له بسبب رطوبتها في أغلب الأحيان.
وتنتشر محلات بيع ثياب البالة في أغلب الدول العربية كمصر ولبنان وسوريا وتونس والمغرب وليبيا وغيرهم، ويرغبها أغلب المواطنين نظرا لأسعارها الزهيدة وجودتها العالية مقارنة بالملابس الجديدة.
وتصدر إلى الدول العربية من مناطق مختلفة في أوروبا، كبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، وتصنف إلى عدة مستويات من ناحية الجودة والتسعيرة.