كوريا الشمالية “تأسف” لمقتل وحرق مسؤول جنوبي: كان ذلك في إطار مكافحة كورونا
قال مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية عبّرت، الجمعة 25 سبتمبر/أيلول 2020، عن أسفها لمقتل مسؤول كوري جنوبي، قائلة إن جنودها أطلقوا النار عليه في إطار إجراءات مكافحة فيروس كورونا.
وأكد المسؤول في إفادة صحفية أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بعث برسالة إلى رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن قال فيها إنه ما كان ينبغي وقوع هذا الحادث.
يأتي ذلك بعد أن كشف الجيش الكوري الجنوبي، الخميس، أن قوات كوريا الشمالية قتلت مسؤولاً كورياً جنوبياً كان قد فُقدت آثاره مطلع الأسبوع الجاري، مشيراً إلى أنها بعد أن قتلته سكبت الوقود على جثته وأضرمت فيها النيران.
استجواب وقتل: بيان جيش كوريا الجنوبية أشار إلى أدلة لديه تفيد بأن مفتشاً في وزارة المحيطات ومصائد الأسماك، كان يحاول الفرار لكوريا الشمالية عندما تم الإبلاغ عن اختفائه من قارب صيد، الإثنين الماضي، على بعد نحو 10 كيلومترات جنوبي خط الحدود الشمالية، وهو ترسيم مختلَف عليه لحدود السيطرة العسكرية ويمثل الحدود البحرية الفعلية بين الكوريتين.
بيان الجيش قال كذلك نقلاً عن مصادر في المخابرات، إن الرجل خضع فيما يبدو لاستجواب في البحر إلى الشمال من خط الحدود الشمالية وعلى بعد نحو 38 كيلومتراً من مكان اختفائه قبل أن يُعدم “بأمر من سلطة عليا”.
بعد ذلك، “قام جنود يضعون على وجوههم أقنعة واقية من الغاز بسكب الوقود على جثته وإضرام النيران فيها”، حسبما أفاد بيان الجيش الذي نوّه بأن هذا التصرف قد يكون مرتبطاً بالخوف من فيروس كورونا.
فيما أثارت ملابسات الحادث، بعد النشر عنها، غضباً شعبياً كبيراً في الجنوب، ووصف الرئيس مون قتل الموطن بأنه “حادث صادم ولا يمكن التسامح معه لأي سبب”، مطالباً الشمال بالاعتذار ومعاقبة المسؤولين.
وتعد هذه المرة الأولى التي يلقى فيها مواطن كوري جنوبي حتفه بعد التعرض لإطلاق النار من قبل الشمال، منذ مقتل سائحة كورية جنوبية برصاص حارس كوري شمالي في عام 2008 عندما ضلّت طريقها إلى منطقة محظورة في منتجع جبل كومكانغ على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية.
يشار إلى أن الحرب العالميّة الثانية أفضت إلى انقسام كوريا العظمى وتوزعها بين احتلالين، أحدهما الاتحاد السوفييتي، والآخر أمريكا، إلا أن توجّهت الأمم المتحدة بعد ذلك إلى إقامة انتخابات نتج عنها قيام الكوريتين، حيث قدّم الاتحاد السوفييتي كل الدعم لكوريا الشمالية، بينما قدّمت أمريكا الدعم الكامل لكوريا الجنوبيّة، خلال فترة الحرب الباردة، فيما تزال المناوشات والخلافات الدولية قائمة بينهما إلى الآن.