لإخراجه من “الاكتئاب” ورفع معنوياته.. فريق ترامب يلجأ للكذب عليه حول نتائج استطلاعات الرأي
يحاول فريق عمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع معنوياته وتهدئته، بعد صدور عدد من استطلاعات الرأي التي تكشف عن تقدُّم منافسه الديمقراطي جو بايدن، إذ أكد مسؤولون سابقون وحاليون في الإدارة الأمريكية أنهم قد يلجؤون للكذب من أجل تهدئته، بعد أن عبَّر عن غضبه من نتائج هذه الاستطلاعات.
وفق تقرير لصحيفة The Raw Story الأمريكية، الخميس 16 يوليو/تموز 2020، فإن أحد المسؤولين السابقين في البيت الأبيض قال إنه “ربما هناك أشياء تفعلها الحملة والبيت الأبيض لتهدئة ترامب، وإذا كانت هذه الأشياء تعمل في النهاية لمصلحة الرئيس وحملته، فإنها تستحق الإقدام عليها”.
صور ترامب: فبالإضافة إلى تقويض الدكتور أنتوني فوتشي، الذي حظي بتأييد شعبي واسع لجهوده في مكافحة جائحة فيروس كورونا، أكد مستشارو الرئيس وحلفاؤه في حديثهم مع ترامب، أن أرقام الاستطلاعات السيئة مزيفة وأن الجماهير المحبة له في انتظاره.
يحب الرئيس بشكل خاص، رؤية صور ومقاطع الفيديو التي تعرض “القوارب الجميلة” التي ترفع أعلام ترامب في أسطول صغير، والتي يرى أنها علامة على أنه سيتغلب على بايدن، وقد شجع هو نفسه المسؤولين على الاستمرار في عرضها له، ونشرها على حساباتهم على بمواقع التواصل الاجتماعي.
وفقاً للمصادر، سأل ترامب في اجتماع، الشهر الماضي: “هل استطلعنا آراء أصحاب القوارب بعد؟”، على الرغم من أن مصدراً آخر أصر على أنه كان “يمزح” فحسب.
ظهرت ثمرات تلك الجهود في التصريحات التي أدلى بها الرئيس يوم الثلاثاء 14 يوليو/تموز خلال مؤتمر صحفي، إذ قال ترامب للصحفيين: “أعتقد أن لدينا أرقاماً جيدة من الاستطلاعات”.
كما أضاف: “هذه ليست استطلاعات مقموعة، بل استطلاعات رأي حقيقية. إن نظرتم إلى السواحل الداخلية في فلوريدا، وإن نظرتم إلى البحيرات، فسترون آلاف القوارب التي تحمل شعار ترامب”.
من يدعمه؟ ومع ذلك، اعترف جون ماكلولين، كبير مسؤولي استطلاعات الرأي لدى ترامب، بأن عدد أصحاب القوارب في الواقع لا يكفي لدفع الرئيس إلى القمة في حملته لإعادة الانتخاب، لكنه ذكر بعض الفئات الديموغرافية الأخرى التي لا يَظهر دعمها دائماً في الاستطلاعات العامة.
قال: “وضعنا أيضاً جيد بين سائقي الدراجات ومُحبي سباقات ناسكار والدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية وطلاب الكليات والمدارس الثانوية من مرتادي حفلات السيارات ولاعبي الغولف والطيارين ومَن يعيشون في بيوت متنقلة على عجلات والمُخيِّمِين وأصحاب المنازل”.
في السياق نفسه، بدأ المساعدون السياسيون دس بعض الاستطلاعات الأقل شهرة بالمواد التي يطَّلع عليها الرئيس في الأسابيع الأخيرة، وأغدقوا الثناء على ارتدائه قناعاً في العلن: على أمل أن يفعل ذلك مرة أخرى.
لكنهم أنفقوا أيضاً مبالغ كبيرة لبث الحملات الإعلانية المؤيدة لترامب في منطقة واشنطن العاصمة، ليس كثيراً بهدف إقناع قاعدة التصويت الديموقراطية الكثيفة في المنطقة، بل للتسرية عن الرئيس الذي يركز على التلفزيون.
وقد حاولت الحملة بقوة إحضار ترامب أمام مؤيديه في التجمعات الانتخابية مرة أخرى، لكن جائحة فيروس كورونا جعلت حتى أقوى مؤيدي الرئيس حذرين من التكدس في الساحات المغلقة؛ لذلك حاول الموظفون إبهاجه بالتفاخر بتقييماته بناء على ظهوره على شاشة التلفزيون.
وفقاً لمسؤولين حالي وسابق، يطلب الرئيس دائماً من مساعديه إطلاعه على نتائج الاستطلاعات كلما ظهر على شاشة التلفزيون لحدث أو مقابلة، ويبدو أنه يسر بالتقارير.
سام نونبرغ، المستشار السياسي السابق، صرح قائلا : “في كثير من الأحيان، لا يرسلون له الأرقام الفعلية، بل يرسلون شيئًا مثل: التقييمات كانت رائعة، لقد فزتَ. وقد تابع تقييماته عن كثب، وكان يريد دائماً الأرقام حتى يتمكن من التغريد بها”