لاجئون يعثرون على جثث جديدة في نهر يفصل تيغراي والسودان.. وجدوا عليها آثاراً صادمة من التعذيب
حيث نقلت الوكالة عن لاجئين من تيغراي، أن “الجثث التي عُثر عليها في الأيام الأخيرة كانت منتفخة وتغيَّر لونها، وتعرَّض بعضها للتشويه، وضمن ذلك أعضاء تناسلية مقطوعة وعيون مفقوعة وأطراف مفقودة، وتم العثور على جثث آخرين وأيديهم مقيدة أو أصيبوا بأعيرة نارية”.
ووفقاً لرابطة تيغراي، فقد تم انتشال جثتين، الجمعة، و4 آخرين، السبت.
كانت رابطة تيغراي قد تأسست حديثاً من لاجئي تيغراي في ولاية كسلا، شرقي السودان، لمساعدة اللاجئين الآخرين الذين فروا من الصراع إلى السودان، كما تساعد في البحث عن الجثث ودفنها.
من جهته، قال الطبيب الإثيوبي تيودروس تيفيرا، إنه شاهد بنفسه “لاجئين ينتشلون عدة جثث من النهر خلال الأسبوع الماضي”.
تيفيرا أضاف أن الرابطة تواصلت مع السلطات السودانية في المنطقة وجماعات إغاثية أخرى، من ضمنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ للمساعدة في جهود البحث على طول النهر، وتحديد هوية الجثث وأسباب وفاتها.
ضحايا الحرب المتواصلة في “تيغراي”
يشار إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين تم العثور على نحو 50 جثة في نهر سيتيت، الذي يجري عبر بعض المناطق في إقليم تيغراي المضطرب منذ 9 أشهر، من جرّاء الحرب المندلعة هناك.
يعدّ نهر سيتيت هو خط الحدود الفعلي حالياً بين الأراضي التي تسيطر عليها قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي والأراضي التي تسيطر عليها قوات إقليم أمهرة المتحالفة مع الحكومة الاتحادية في إثيوبيا. كما أنه يفصل في نقطة أخرى بين السودان وإثيوبيا.
أثار الاكتشاف الأخير مخاوف من إلقاء مزيد من الجثث في نهر سيتيت، المعروف في إثيوبيا باسم نهر تكازي.
يشار إلى أن رقعة الحرب في إقليم تيغراي اتسعت مؤخراً لتطول أقاليم أخرى بعد 9 أشهر من القتال المتواصل.
جدير بالذكر أنه في 13 يوليو/تموز الماضي، أعلنت السلطات السودانية ارتفاع عدد اللاجئين الفارين من النزاع في “تيغراي”.
فمنذ اندلاع حرب تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فرَّ أكثر من 60 ألفاً من الإقليم إلى السودان، حيث لا يزال الآلاف في مخيمات مؤقتة على مسافة قصيرة من النهر؛ على أمل سماع أخبار عن عائلاتهم من الوافدين الجدد.
كانت اشتباكات بالإقليم قد اندلعت، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بين الجيش الإثيوبي و”الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي”، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم، رداً على هجوم استهدف قاعدة للجيش.
أما في الـ28 من الشهر ذاته، فأعلنت إثيوبيا انتهاء عملية “إنفاذ للقانون” بالسيطرة على الإقليم بالكامل، رغم ورود تقارير عن استمرار انتهاكات حقوقية في المنطقة منذ وقتها، حيث قُتل آلاف المدنيين.
فيما تمكنت قوات “الجبهة الشعبية”، في يونيو/حزيران الماضي، من استعادة السيطرة على عاصمة إقليم تيغراي (شمال)، مدينة مقلي، ما وجَّه ضربة موجعة إلى الحكومة الإثيوبية التي نفذت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حملة عسكرية بالإقليم.