لغزاةٍ لا يفهمون … إلى غزة أسطورة الكارثة والبطولة …

تطاردني الطائرات
وأنا أطارد ظلّي
ليلاً أجوب دمائيَ الثكلى
ودمي يطارد قاتلي
شمسُ الظهيرة
تلسعُ الكحل المُقام
على عيون الفاتحين
وعيونهم تعبت
من السهر البليد
وأنا تطاردني الظّنون
ببحيرة الهم العنيد
وأنتم تعرفون ما أعرف
وتهيأون كل مجزرة
لتنال من فرحي وعرسي
وتدمرون بحقدكم
حياتي في غدٍ
يومي وأمسي
وترتبون القتل
بالهاتف المحمول
وتدّعون بأنكم
نبعٌ من الحبِّ العتيد
وأنكم كنتم وما زلتم
عُرضةً للقتل والإنكار
وتدّعون بأنكم
مُتّم مراراً
بخناجر الأغيار
هذا دمي
يراقص حقدكم
رقصة الموت
الذي لا ينتهي
ويشهد أنني المقتول
في كل الأماكن وبكل وقت
بلا سببٍ أموت
لستم بحاجة
كي تبرّروا ما تفعلون
وأنا الذي ما زلت
مطلوباً بالساحات
بشوارع القتل الفسيح
وبغرفة النوم المريح
بأحلام الصغار
ما زلت مطلوباً
حيَّاً وميتا
عن طريق الهاتف المحمول
لا ذنب لي
غير حبي لبلادٍ سكنتني
لحمي يدافع عن دمي
ودمي يدافع عن خوابي الزيت
وأنا أدافع
عن غدٍ آتٍ
يُنجبه يومي وأمسي
وأنت عن مَن تدافع ؟
عن ظلمٍ وعن ظلمات
عن كُرهٍ
يعدو وراء الحب في الطرقات ؟
عن رصاصٍ
يبحث عن براءة الأطفال
في الشُرفات
قل لي
عن مَن تدافع ؟
يا مدجّجاً
بالحقد المسلح
بالكره والبارود ؟!
معادلة واضحة
لا تجمعنا
منتهى الحب البسيط
وآخِر الكره المعقد
أيها القاتل قل لي
عن مَن تدافع
لا أمس لك
اليوم لك
لا غد لك
ما أجهلك !!!
هذي نصيحتي الأخيرة
خذ ما شئت
من هذي الحياة
وارحل
قبل أن تغرق
في دمي
ارحل
قبل أن أغرق
في دمك
ارحل
ثَمَ وقت للنجاة
ما أجهلك
أرحل … ارحل … ارحل
خالد فهد .. شاعر فلسطيني.. مقيم في ألمانيا