لماذا تنتج هوليوود نسختين من الفيلم الواحد كل عام؟ ألم تلاحظ ذلك؟!
ليس سراً أنَّ هوليوود تنتج أفلام أكشن سينمائية أقل تنوعاً، ويُعزى ذلك بنسبة كبيرة إلى عمليات دمج شركات الإنتاج الضخمة. ففي عام 2020، أصبحت 5 شركات كبرى فقط هي المتحكمة في غالبية الاستديوهات وتصنع الأفلام الأمريكية ذات الميزانيات الضخمة؛ وهي: ديزني، ويونيفرسال، وكولومبيا، ,باراماونت، ووارنر بروذرز. وسيتراجع هذا الرقم على الأرجح، مع مرور السنوات.
كما أن لهوليوود تاريخاً قديماً حافلاً بالقصص عن كون أعمالها غير أصلية، ومُحرَّفة، وأنها تخشى المخاطرة بقصص جديدة، ورغم وجود عديد من الأمثلة التي تدعم هذه النظرية، فإنَّ الجميع سيتعرف فوراً على ظاهرة واحدة صارخة في هوليود؛ وهي: إصدار فيلمين لهما القصة نفسها تقريباً في العام نفسه.
وما يُعَدُّ أكثر إثارةً للدهشة في ظاهرة الأفلام التوائم هذه هو أنَّ أفكارها تكون في كثير من الأحيان محددة وفريدة جداً لدرجة جنونية. ونحن لا نتحدث فقط عن أفلام متشابهة تفصل بينها عقود من الزمن؛ مثل فيلمي Kramer vs. Kramer وA Marriage Story، أو Roma وWatching Paint Dry؛ بل عن أفلام تفصل بين مواعيد صدورها بضعة أشهر.
إلى جانب ذلك، نحن لا نتحدث هنا عن تشابه أنواع الأفلام العامة فحسب: مثل أفلام الجريمة أو رعاة البقر؛ بل تصبح هذه الأفلام أكثر دقةً في التشابه مثل Mall Cop Comedy ، وظهور أول جزء من فيلم Paul Blart قبل بضعة أشهر فقط من فيلم Observe and Report للممثل سيث روغان.
مثال آخر أورده موقع Distractify الأمريكي، هو فيلما A Quiet Place و Bird Box اللذان يحملان الفكرة نفسها تقريباً، باستثناء أنَّ كل واحد منهما يركز على حاسة مختلفة: السمع والرؤية.
أيضاً، هل تتذكر عام 2014، عندما صدر فيلم The Legend of Hercules قبل أن يلحقه فيلم Hercules للمصارع “ذا روك”؟ الفيلمان كانا مستنسخَين تقريباً، لكن كان أحدهما متوسط المستوى، أما الآخر فكان سيئاً للغاية.
هناك أمثلة أخرى لأفلام توائم مثل The Illusionist وThe Prestige في عام 2006؛ وأيضاً First Daughter وChasing Liberty في عام 2004.
لكن لماذا تستنسخ هوليوود قصة أفلامها بهذا الشكل؟ عرض عدة أشخاص نظريات مختلفة حول سبب ذلك، ويبدو أنَّ أياً منها يمكن أن يكون صحيحاً. ففي بعض الأحيان، حتى ملصقات هذه الأفلام تبدو متشابهة.
إذ فسرت الكاتبة الأمريكية ليلي لينوف، الأمر بأن استوديوهات الإنتاج يتسابق بعضها ضد بعض، لطرح أفلامها في دور العرض قبل احتدام المنافسة. وأضافت في تغريدة على تويتر: “في بعض الأحيان، يؤدي هذا إلى إنتاج نسخ مقلدة رخيصة الثمن؛ في محاولة للاستفادة من الضجة المحيطة بإصدار أحد استوديوهات الإنتاج الضخمة الذي يضم أسماء فنانين كبار”.
لمحت ليلي أيضاً إلى أنَّ “التجسس الصناعي” أحد أسباب ذلك. تفسير روكسي، أحد مستخدمي تويتر، لهذا التوجه المتكرر قد يوضح ذلك قليلاً، إذ يقول إنه في بعض الأحيان، قد تحب الاستوديوهات فكرةً طرحها كاتب، لكن ليس بما يكفي لأن تدفع للكاتب مقابل عمله؛ لذا تلجأ الاستديوهات إلى سيناريو فيلم خاص بها بناءً على الفكرة التي قدمها لهم الكاتب.
ربما تفكرون: “مهلاً، هذه سرقة!”، لكن ما احتمالات أن يتمكن كاتب ما من كسب معركة قضائية ضد استوديو إنتاج رئيسي ضخم؟
إلى جانب ذلك، يُحتمل أيضاً أنَّ تلك الاستوديوهات اعتقدت أنَّ بإمكانها تنفيذ الفكرة أفضل من الكاتب، ولا تريد تكليف نفسها عناء العمل مع كاتب يؤمن برؤيته.
على الرغم من أنَّ هذه الظاهرة صارت واضحة جداً، فإن الموقع الأمريكي يعتقد أنها لن تتوقف في أي وقت قريب، في ظل سيطرة عدد محدود من شركات الإنتاج على أغلب إنتاج هوليوود.