لماذا ذكر ويليام شكسبير فلسطين فى مسرحيته الشهيرة عطيل؟
يحاول الكثيرون من أبناء الغرب وأصحاب الفكر الصهيونى إنكار تاريخ فلسطين الثقافي والفنى والأدبى والمعرفى وتأثيرها الكبير في الوجدان العالمي منذ آلاف السنين لكن ما ينكر ذلك ويدحضه أن فلسطين أتى ذكرها في الكثير من الأدبيات الغربية حتى أن الكاتب البريطانى الشهير والمسرحى الأبرز فى التاريخ ويليام شكسبير ذكرها في مسرحياته.
لكن كيف ذكر شكسبير فلسطين في مسرحية عطيل، لقد جاء ذكرها تحديدًا في الفصل الرابع بالمشهد الثالث حيث تقول واحدة من شخصيات المسرحية وهى إيميليا ليديسيدموفا: أعرف سيدة بالبندقية كانت ستمشى حافية القدمين إلى فلسطين، وهو ما يؤكد أن فلسطين كانت بلدًا معروفة فى الأدبيات الغربية بل ومعروفة كثقافة لها تاريخ.
يذكر أن مسرحية عُطيل هى مسرحية تراجيدية مؤلفة من خمسة فصول لـ شكسبير تتحدث المسرحية عن موضوعات متعددة وتركز بشكل أهم عن الصراع بين الخير المتمثل بشخصية عطيل والشر متمثلاً بشخصية ياجو إضافة إلى مواضيع أخرى مثل الغيرة والخيانة وغيرها، وقد نقلها إلى اللغة العربية الشاعر خليل مطران.
ويذهب النقاد إلى أن المسرحية كتبت فى سنة 1603م وبأنها مستوحاة من قصة قمر الزمان ومعشوقته فى حكايات ألف ليلة وليلة.
تدور أحداث المسرحية فى مدينة البندقية الإيطالية حيث تدور مواجهة بحرية مع الأسطول التركى فى الجهة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط قرب جزيرة قبرص فيتم الاستنجاد بالقائد الفذ عُطيل ذو الخبرة العسكرية لإنهاء هذا التوتر، يقوم عُطيل بالتجهز والسفر مع جيشه لتنتقل أحداث المسرحية إلى جزيرة قبرص.
ركز شكسبير فى هذه المسرحية على الأحداث الدرامية حيث نرى تغير واضح فى شخصية عُطيل بسبب الإشاعات الصادرة من ياجو حامل الراية تدفعه للجنون والبحث عن حل لمواجهة والتحقق مما سمع.
ويعد خليل مطران أول من ابتكر اسم “عُطيل” عند ترجمته مسرحية شكسبير الشهيرة، وهو الاسم الذي ظل وسيظل شائعاً فلم نسمع أحداً يقول (أوثيلو) أو “othelo” وهو اسم المسرحية الأصلى وقد سار في ذلك على نهج القدامى في التعريب، وبذلك لم يترك مجالاً لاسم آخر ينافسه، وقد اختار مطران اسم عطيل لأنه كان يرى أن “عطيل” اسم معروف في شمال أفريقيا.