لماذا يضيف علاج ترامب بمركّب “الديكساميثازون” المزيد من الإرباك حول حالته الصحية؟
كان آخر تدخّل من الفريق الطبي المعالج لدونالد ترامب هو البدء في تناول الديكساميثازون، وهو أحد أنواع الستيرويدات التي ثبُت بفضل تجارب التعافي البريطانية أنه مفيد لمرضى كوفيد 19 الذين يعانون من صعوبات مع التنفس.
لكن قرار استخدام الستيرويدات الآن لم يضف سوى المزيد من الارتباك المحيط بحالة الرئيس الصحية، كما تقول صحيفة The Guardian البريطانية. في الطبيعي، يُحفظ التدخل بالديكساميثازون للمرضى منذ أكثر من أسبوع ومن يعانون من انخفاض مستوى الأكسجين.
كيف ذلك؟
إذ قال بيتر أوبنشو، أستاذ الطب التجريبي في كلية لندن الإمبراطورية، وعضو المجموعة الاستشارية لتهديدات الفيروسات التنفسية الجديدة والناشئة التابعة للحكومة البريطانية: “ليس من المعتاد البدء بالستيرويدات بعد فترة قصيرة نسبياً من الإصابة. من الطبيعي أن نحتفظ بهذا لمن ظهرت عليهم الأعراض لمدة أسبوع أو أكثر أو من يمرون بمشاكل تنفسية”.
وقال الأطباء الأحد 4 أكتوبر/تشرين الأول إنه في يومي الجمعة والسبت انخفضت معدلات تشبع الأكسجين مرتين لأقل من 94%، ويتراوح المستوى الطبيعي من 95% إلى 100%. لكن طبيب البيت الأبيض شون كونلي حين سُئِلَ حول ما إذا كانت المستويات انخفضت إلى أقل من 90% في أي وقت، أجاب قائلاً إنها لم تصل أبداً إلى أواخر الثمانينات.
“تصرف غير مسؤول”
وأثار هذا الخبر الجديد المزيد من القلق بين بعض الأطباء بشأن صحة الرئيس، إذ قال نيكولاس كريستاكيس، طبيب وعالم اجتماع في جامعة ييل: “إما أنه مريض أكثر مما صرحوا وحالته تستدعي بوضوح الديكساميثازون، أو أنه ليس مريضاً لهذه الدرجة، وبالتالي سيكون تعاطي الديكساميثازون تصرفاً غير مسؤول”.
واكتشفت الجريدة البريطانية أن هذا العقار يحسن من فرص النجاة، ويقلل من فترة البقاء في المستشفى بين المرضى ذوي الأكسجين المنخفض لدرجة تجعله بحاجة إلى العلاج مع الأكسجين، وكانت نتائجه أفضل في المرضى الذين بحاجة إلى تنفس صناعي.
وجاء هذا الخبر بعد يوم من نشر ترامب مقطع فيديو متفائلاً من مركز والتر ريد القومي الطبي العسكري في ماريلاند يوم السبت الثالث من أكتوبر/تشرين الأول، بدا فيه متحمساً للعودة إلى المعركة والبيت الأبيض في سباق الانتخابات المقبلة.
وربما ظهر على ترامب الشحوب أكثر من المعتاد، لكنه لم يبد منهكاً تماماً، ولم تظهر عليه صعوبة في التنفس، ولم نشهد أي سعال جديد. لكن بينما أعلن الرئيس أنه يشعر بتحسن كبير مقارنة بيوم دخوله إلى المستشفى يوم الجمعة، فقد صرح بأن الأيام القادمة هي “الاختبار الحقيقي”.
وتسببت الرسائل المتضاربة من أطباء ترامب، ورئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، في إثارة الارتباك بالفعل بشأن تاريخ أول مسحة إيجابية للرئيس، والجدول الزمني للرعاية الطبية منذ تشخيصه.
أياً كان الوضع الحالي، ستكون المرحلة الخطرة في نهاية الأسبوع القادم. حيث أفادت التقارير بأن ترامب تلقى الأكسجين في البيت الأبيض قبل الانتقال إلى المستشفى، في إشارة إلى أن الفيروس بدأ في التأثير على الرئة. وقال الأطباء، الأحد، إن مستوى تشبع الأكسجين لديه كان 98%.
وبالإضافة إلى مراقبة العلامات الحيوية للرئيس ومستويات الأكسجين، سيلتقط الأطباء أشعة سينية ومقطعية لصدر الرئيس للتحقق من الضرر الذي لحق برئتيه. ويمكن لهذا بجانب تعداد كرات الدم البيضاء، أن يمنح الأطباء إنذاراً مبكراً حول ما إذا كان المرض يسلك طريقه نحو الخطورة.
والوقت عامل حاسم بالنسبة لاستخدام مضادات الفيروسات وكذلك أيضاً استخدام خليط الأجسام المضادة التي تلقاها ترامب، إذ إنّ ريجين-كوف 2 هو خليط من الأجسام المضادة البشرية، لكنه مُصنع من شركة Regeneron، ويعمل عن طريق التهام البروز البروتيني الذي يخرج من السطح الفيروسي، والذي يستخدمه الفيروس لاختراق الخلايا البشرية. وما يزال العلاج بحاجة للإثبات، لكنه في مرضى التجارب قلل بالفعل من عدد الفيروسات الموجودة بالجسم.
بحاجة إلى أدلة أكثر
ومن المفترض أن تكون هذه أخباراً جيدة للتعافي، لكن لا بد أن يأتي الدليل من تجارب أكبر، وهو ما يحدث الآن في الولايات المتحدة وبريطانيا. وكما قال مارتن لاندراي، أستاذ الطب وعلم الأوبئة بجامعة أكسفورد: “كان العدد أقل من أن يخبرنا هل الأجسام المضادة تحسن من النتائج بالنسبة للمريض، أي هل تقلل من مدة بقائه في المستشفى، أو تقلل من الحاجة للتنفس الصناعي، أو تحسن من فرص النجاة؟”.
هناك المزيد من الخيارات لدى أطباء ترامب، وإذا ظهروا مرة واحدة في الأسبوع، يمكنهم استعراض حالة الرئيس. وعندما يكون المرضى في خطر الإصابة بجلطات دموية، وهي إحدى المضاعفات المعتادة مع الجائحة، يستخدم الأطباء مضادات للصفائح الدموية وربما مضادات للتجلط. وهناك علاج أكثر تجريبية وسيكون من المفاجئ استخدامه، هو الإنترفيرون، وهو علاج تجريبي آخر لم يُثبت بعد، وما يزال قيد التجربة لنعرف إذا كان بإمكانه المساعدة في تنظيم ردة فعل مناعية قوية.