لماذا يهاجم بايدن شركات النفط؟.. “كراسي الكونجرس الموسيقية”
هاجم الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم السبت، شركات النفط العملاقة، واتهمها بتحقيق أرباحا ضخمة على حساب الأمريكيين (على حد قوله).
وأشار بايدن خلال ظهور نادر مشترك مع نائبة الرئيس كاملا هاريس في حفل جمع تبرعات قيمته مليون دولار في ولاية بنسلفانيا إلى تراجع الأسعار في محطات البنزين من الذروة التي وصلت إليها خلال الصيف وقال إنه يمكن إحراز مزيد من التقدم إذا خفضت شركات الطاقة الأسعار “لتعكس ما تدفعه مقابل برميل النفط”.
وقال بايدن “هذه الأرباح الزائدة تعود إلى مالكي الأسهم ومديريهم التنفيذيين بدلا من الذهاب إلى خفض الأسعار في محطات البنزين والتخفيف عن كاهل الشعب الأمريكي”.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن الأسبوع الماضي، عن خطة لبيع ما تبقى من كميات جرى سحبها من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي في البلاد بحلول نهاية العام والبدء في تجديد المخزون في إطار مساعيه لخفض أسعار البنزين المرتفعة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني.
“لعبة كراسي الكونجرس الموسيقية”
تشهد الولايات المتحدة انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والتي يُعاد فيها انتخاب أعضاء مجلس النواب جميعاً (البالغ عددهم 435عضواً) مُقابل ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، أي 35 مقعداً من أصل 100.
ويشبه الوضع الآن في الانتخابات البرلمانية الأمريكية “لعبة الكراسي الموسيقية” التي يتنافس فيها الحزبين الجمهوري والديمقراطي على الفوز بأكبر قدر من المقاعد الإضافية في مجلسي النواب والشيوخ.
والجمهوريون لا يحتاجون إلا إلى الفوز بعدد 6 مقاعد إضافية في مجلس النواب، وبمقعد واحد إضافي في مجلس الشيوخ، ليحظوا بالأغلبية الحزبية داخل الكونجرس، خصوصاً أن التراجع الاقتصادي لأداء إدارة البيت الأبيض بقيادة بايدن القادم من الحزب الديمقراطي، يصب في صالح الجمهوريون الذين التفوا مؤخراً حول الرئيس السابق دونالد ترامب بعد محاولات اقتحام منازله الأخيرة.
وتواجه إدارة بايدن مناخاً سياسياً عدائياً وموقفاً صعباً مع الإحباط الواسع نتيجة الأداء الاقتصادي الضعيف، واستمرار ارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار؛ فقد بلغ التضخم أعلى مستوى له منذ 40 عاماً ووصل إلى 9.1% في يونيو/ حزيران الماضي، ممَّا يؤدي إلى انهيار قيمة ومكاسب أجور جميع العاملين من الطبقة المتوسطة ومنخفضة الدخل.
شعبية بايدن تتراجع
وفي منتصف يوليو/ تموز الماضي أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة (CNN) الأمريكية، أن ما يقرب من 7 من كل 10 أمريكيين يرون أن بايدن لم يُولِ اهتماماً كافياً لقضايا الأمة الأكثر إلحاحاً، وبلغت نسبة تأييد الرئيس في الاستطلاع 38%.
وفي نهاية شهر يوليو، وجد استطلاع آخر أن 75% من الناخبين الديمقراطيين يريدون من الحزب أن يرشح شخصاً آخر غير بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
ليست المرة الأولى
يوم الجمعة 9 سبتمبر/ أيلول 2022، اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن صناعة النفط الأميركية، وشركة إكسون موبيل (Exxon Mobil) على وجه الخصوص، باستغلال نقص الإمدادات لتضخيم الأرباح.
وقال بايدن، الذي تولى منصبه متعهدًا بتقليل اعتماد الولايات المتحدة على الوقود الأحفوري، إنه يأمل في تسريع إنتاج النفط، الذي من المتوقع أن يصل إلى مستويات قياسية في الولايات المتحدة العام المقبل.
لكنه وجه أيضًا تحذيرًا للقطاع، الذي قفزت أرباحه مع زيادة الأسعار، مشيرًا إلى أن المستهلكين يدفعون مقابل أكثر من مجرد ارتفاع تكاليف العمالة والشحن.
وقال بايدن في كلمة ألقاها أمام عمال الموانئ وممثلي النقابات في ميناء لوس أنجليس “حققت إكسون أرباحا هائلة هذا العام”، مُضيفًا أن شركات النفط الأميركية لا تستخدم الأرباح في التنقيب عن المزيد ولكن لإعادة شراء الأسهم.
وأضاف “لماذا لا يقومون بالتنقيب؟ لأنهم يكسبون المزيد من الأموال من دون إنتاج المزيد من النفط”.
وخاطب Exxon Mobil قائلا إن عليها “البدء في الاستثمار والبدء في دفع ضرائبها”.
وفي بيان صدر في وقت سابق من اليوم ذاته حول بيانات التضخم لشهر مايو/ أيار، انتقد بايدن صناعات النفط والغاز والتكرير الأميركية لاستغلالها “التحدي الذي خلقته الحرب في أوكرانيا كسبب لجعل الأمور أسوأ بالنسبة للعائلات، من خلال جني أرباح مفرطة أو رفع الأسعار”.
وأصبح ارتفاع التكاليف صداعًا سياسيًا لإدارة بايدن، التي اتخذت عدة إجراءات في محاولة لخفض الأسعار، وشمل ذلك سحبًا قياسيًا من الاحتياطيات الاستراتيجية الأميركية، وإعفاءات من القواعد المتعلقة بإنتاج البنزين في الصيف، والتعويل على دول منظمة أوبك الرئيسية لزيادة الإنتاج.
وحث بايدن الكونجرس على إصدار تشريع لخفض تكاليف فواتير الطاقة والأدوية والشحن.
السعودية تحذر من التلاعب بالأسواق
قال الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، الثلاثاء الماضي، إن بعض الدول تستخدم مخزوناتها من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي كورقة للتلاعب بالأسواق في حين أن الغرض الأساسي منها هو تخفيف أي نقص في الإمدادات.
وأضاف الوزير في كلمة أمام مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض: “من واجبي أن أوضح أن خسارة مخزونات الطوارئ قد تكون مؤلمة في الأشهر المقبلة”.