لم يجدوا مأوى ولا طعاماً لأيام.. امرأة بريطانية تساعد لاجئين سوريين بإسبانيا رحّلتهم المملكة المتحدة قسراً
قامت امرأة بريطانية مقيمة في إسبانيا بتقديم المساعدة لـ 11 لاجئاً سورياً، شُرّدوا في شوارع مدريد لأيام دون مأوى أو طعام، وذلك بعد أن رحّلتهم حكومة المملكة المتحدة بالقوة إلى إسبانيا، بعد أن دخلوا إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة قادمين من كاليه في فرنسا.
باربرا بومفريت، وتعمل مستشارة المسؤولية المجتمعية للشركات في غرناطة، قالت لصحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 7 سبتمبر/أيلول 2020، إنها تشعر بالخجل مما فعلته الحكومة البريطانية.
أشارت بومفريت للصحيفة إلى أنها أرادت تقديم العون لطالبي اللجوء، خاصةً بعد أن علمت بتركهم في الشوارع، حيث تكفّلت المرأة البالغة من العمر (40 عاماً) بطعامهم وإقامتهم لعدة أيام، ثم أنشأت صفحةً لجمع التبرعات مع زوجها توماس بومفريت من أجل مساعدتهم.
ظروف صعبة جداً: تشير الصحيفة إلى أن مجموعة من السوريين تبلغ 11 رجلاً قد وضعتهم وزارة الداخلية البريطانية على متن طائرة متجهة إلى مدريد الأسبوع الماضي، بعد أن وصلوا لندن على متن قوارب صغيرة قادمين من كاليه في فرنسا، ضمن خطة لوزارة الداخلية لترحيل نحو 1000 شخص ممن وصلوا إلى البلاد بهذه الطريقة.
يقول توفيق حسين، وهو من مكتب محاماة Duncan Lewis Solicitors، الذي مثل طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة على متن القوارب الصغيرة: “تكشف بيانات وزير الداخلية أنّ مُوكّلينا صادقون في المعلومات التي تقدّموا بها، فهم ناجون من التعذيب، وضحايا للاتجار بالبشر، وفارون من الاضطهاد، ويمتلكون كافة الأسباب المشروعة للنظر في مطالباتهم داخل المملكة المتحدة”.
وفي الليلة الأولى من الترحيل قضى بعضهم الليل في الشوارع، بينما وجد القليلون مأوى داخل مركزٍ مُجتمعي، في حين نام أصغرهم (الذي قال لصحيفة Guardian البريطانية إنّه في الـ17 من عمره) على أرضية غرفة المعيشة في منزل أحد النشطاء، حيث قال الناشط للصحيفة البريطانية: “سألته عن ما يحتاجه، فقال إنّ كل ما يُريده هو الاتصال بوالدته”.
من جانبهم، أعرب الـ11 سورياً في مدريد عن امتنانهم لباربرا والنشطاء، لكنّهم قالوا إن وضعهم الحالي غير مستدام. إذ قال أحد طالبي اللجوء (45 عاماً): “أفتقد أسرتي بشدة، لدي أشقاء داخل المملكة المتحدة، لقد سافرنا إلى هناك على متن قوارب صغيرة لأنّنا نُريد أن يلتم شملنا معاً”.
وأردف أنّ بعض أفراد المجموعة من المراهقين الذين يتطلّعون إلى كبار السن مثله: “بعضهم مُجرّد أطفال. وإذا أخبرتهم أنّني سأخرج لاستنشاق بعض الهواء، يشعرون بالقلق ويسألون: أين ستذهب؟ فأُجيبهم مازحاً أنا لست والدكم. ولكنّ ليس هناك شخصٌ آخر ليرعاهم”.
من جانبها، قالت بربارا: “بصفتي مواطنةً بريطانية، أشعر بالخجل من تصرّف حكومتنا التي تركت طالبي اللجوء في الشوارع دون أي مساعدة. وأرى أنّ الفارق الوحيد بيني وبين هذه المجموعة هو الحظ فقط. وإن صرت تعيسة الحظ للدرجة التي أجد فيها نفسي أعيش موقفاً مشابهاً، فأنا أتمنى أن أعثر على شخصٍ أوفر حظاً مني لمساعدتي”.
يذكر أن اللاجئين الذين فرّوا من الصراع في سوريا يمتلكون أرضيةً قوية للحصول على الحماية الدولية. ولكن بموجب تشريع الاتحاد الأوروبي المعروف باسم اتفاقية دُبلن، فإنّ طالبي اللجوء الذين يتأكّد مرورهم عبر دولةٍ أوروبية آمنة قبل الوصول إلى بلدٍ ثانٍ مثل المملكة المتحدة؛ يُمكن أن يُعادوا إلى الدولة الأولى. مع أخذ قضايا مثل التعذيب، والاتجار بالبشر، والروابط الأسرية بعين الاعتبار قبل ترحيلهم من البلد الثاني.