ليلة البيانات السلبية في أمريكا.. بنوك الاحتياط تعترف: الوضع سيئ

بخلاف الخسائر المتوقعة جراء إعصار لورا، أظهرت محاضر اجتماعات مديري بنوك الاحتياط الأمريكية الإقليمية وعددها 12 بنكا  والصادرة اليوم الثلاثاء أن “مديري بنوك الاحتياط الاتحادية بشكل عام أشاروا إلى أن جائحة فيروس كورونا المستجد والتعامل معها تواصل التأثير على النشاط الاقتصادي وبخاصة في ظل الزيادات الأخيرة في أعداد المصابين في بعض المناطق من البلاد”.

وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن مديري البنوك كانوا قد وافقوا خلال اجتماعي حزيران/يونيو وتموز/يوليو الماضيين على استمرار سعر الفائدة الرئيسية عند مستوى 0.25 في المئة.

وأشار بعض المديرين إلى زيادات في النشاط الاقتصادي في بعض الولايات الأمريكية، مع تباين واضح وفقا للقطاعات  والمناطق الجغرافية.

وبحسب محاضر الاجتماعات فإن الإنفاق الاستهلاكي سجل تحسنا طفيفا في بعض المقاطعات مع إشارة المديرين إلى نمو التجارة الإلكترونية  إلى جانب تحول أنماط الإنفاق لدى المستهلكين  نحو قطاعات معينة من تجارة التجزئة  مثل تحسين المنازل والسيارات والأنشطة غير المنزلية.

كما أشار بعض المديرين إلى أوضاع إيجابية بشكل عام في قطاع العقارات السكنية وبخاصة من ناحية إعادة تمويل القروض العقارية وقطاع التشييد.

تراجع ثقة المستهلكين

في سياق متصل أظهر تقرير اقتصادي نشر اليوم الثلاثاء تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة خلال آب/أغسطس الحالي إلى أقل مستوياتها منذ 2014، في ظل تزايد قلق المستهلكين بشأن الوظائف وحالة الأعمال، وهو ما يشير إلى أن الأمريكيين أصبحوا يشعرون بالإحباط في ظل استمرار معدل البطالة المرتفع، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.

وتراجع مؤشر معهد كونفرانس بورد لثقة المستهلكين خلال الشهر الحالي إلى 84.8 نقطة مقابل 7ر91 نقطة خلال الشهر الماضي وفقا للبيانات المعدلة، ليقل عن المستوى المنخفض الذي سجله في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد خلال نيسان/أبريل الماضي وكان 85.7 نقطة.

توقعات جديدة

كان متوسط توقعات المحللين الذين استطلعت وكالة بلومبرج للأنباء رأيهم يبلغ 93 نقطة.

في الوقت نفسه تراجع المؤشر الفرعي لقياس توقعات المستهلكين  بمقدار 3.7 نقطة خلال الشهر الحالي إلى 85.2 نقطة وهو أقل مستوى له منذ 2016. وتراجعت ثقة المستهلكين بشأن الأوضاع الحالية للأعمال بمقدار 11.7 نقطة إلى 84.2 نقطة.

وقالت لين فرانكو كبيرة مديري إدارة المؤشرات الاقتصادية في معهد كونفرانس بورد المستقل إن مؤشر الثقة في الموقف الحالي تدهور بشدة “مع قول المستهلكين إن أوضاع كل من الأعمال والتوظيف  تدهورت خلال الشهر الماضي”.

وأضافت أن ” تفاؤل المستهلكين بشأن النظرة المستقبلية قصيرة الأجل وآفاقهم المالية تراجع أيضا، ويواصل التراجع”.

مجزرة عمال في قطاع الطيران

وليس قطاع الطيران الأمريكي ببعيد عن أزمات الليلة القاسية إذ أعلنت شركة الطيران الأمريكية أمريكان أيرلاينز جروب الثلاثاء اعتزامها شطب ما يصل إلى 19 ألف وظيفة بمجرد انتهاء البرنامج الحكومي لدعم أجور العاملين في شركات الطيران في الولايات المتحدة أول تشرين أول/أكتوبر المقبل.

وذكرت الشركة في بيان وزعته عبر البريد الإلكتروني أنها تعتزم منح حوالي 17.5 ألف عامل إجازة مفتوحة بدون أجر وهو ما يعني أنه سيكون من حقهم العودة إلى وظائفهم عندما تتحسن ظروف قطاع الطيران. في الوقت نفسه ستنفذ الشركة قرار تسريح حوالي 1500 موظف في قطاع الإدارة.

يذكر أن الحكومة الأمريكية كانت قد أطلقت برنامجا لدعم أجور العاملين في شركات الطيران مقابل عدم تسريحهم مع انهيار الطلب على السفر الجوي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن أمريكان أيرلاينز هي أول شركة طيران تعلن خططها لشطب الوظائف مع انتهاء برنامج الدعم الحكومي، في حين انخفض عدد الركاب  لديها بنسبة 70 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

ومع الخطة التي أعلنتها أمريكان أيرلاينز اليوم يصل إجمالي عدد الوظائف التي ستشطبها الشركة منذ بداية جائحة كورونا إلى أكثر من 40 ألف وظيفة، في حين ستشطب شركات الطيران الأخرى آلاف الوظائف بعد انتهاء برنامج الدعم الحكومي للأجور يوم 30 أيلول/سبتمبر المقبل.

يذكر أن الكونجرس الأمريكي فشل في التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد برنامج الدعم الحكومي للأجور في شركات الطيران لمدة ستة أشهر أخرى والذي يضع بعض القيود على قدرة الشركات على شطب الوظائف. وقالت أمريكان أيرلاينز إنه يمكن تجنب خطوة التسريح القسري للعمال إذا وافق الكونجرس على تمديد برنامج الدعم الحكومي.

يذكر أن أكثر من 150 ألف عامل في شركات الطيران الأمريكية الأربع الكبرى وافقوا على التقاعد المبكر أو التسريح المؤقت منذ بداية جائحة فيروس كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى