مات بالحرب العالمية الأولى.. عائلة تخلد ذكرى أحد أفرادها بطريقة غريبة

لا يزال معطف الجيش ومسدس وغليون الملازم الثاني الفرنسي هوبرت روتشيرو، الذي قتل في قرية لوكر، بمقاطعة فلاندرز البلجيكية، في 26 أبريل/نيسان 1918 قبيل انتهاء الحرب العالمية الأولى على حالها.

لم يجد والداه المكلومين سبيلا للحفاظ على ذكرى ابنهما سوى إغلاق مدخل غرفته بالطوب حتى تظل تخليدا لذكراه.

تُظهر الصور الرائعة للغرفة من الداخل مسدسا وغليونا وسكاكين على مكتب روتشيرو المواجه للنوافذ إلى جانب صور لعائلته، بينما توجد قبعته العسكرية على السرير بجوار رفوف الكتب التي لم يتغير لونها، وحذائه العسكري.

دفن روتشيرو في البداية بمقبرة بريطانية، ولكن جثمانه نقل إلى مقبرة في قريته بيليبر، في الجنوب الغربي من فرنسا، بعد أربع سنوات.

وفي عام 1935، أهدى والداه منزل العائلة لجنرال فرنسي، يوجين بريدو، شريطة ترك الغرفة لمدة 500 عام على الأقل.

اندلعت الحرب العالمية الثانية بعد ذلك بثلاث سنوات، وبعد سقوط فرنسا في أيدي النازية عام 1940، تولى الجنرال منصبا في حكومة فيشي، المتعاونة مع النازيين.

وعقب هزيمة النازية فر الجنرال إلى إسبانيا هربا من الملاحقة القضائية، ولكن حكم عليه بالإعدام عام 1955 وتمت مصادرة المنزل.

اشترت حفيدة الجنرال بريدو المنزل في الخمسينيات، وظل زوجها دانيال فابر، يقيم في المنزل حتى عام 2014.

وحاول عمدة القرية، لوران لاروش، إقناع العائلة بتحويل الغرفة إلى متحف، لكنها رفضت مؤكدة “عزمها الوفاء بوعدها بإبقاء الغرفة على حالها”.

وأكد فابر لصحيفة “لو اكسبريس” الفرنسية أنه سيحتفظ بالغرفة على حالها “ليس بدافع التقوى ولكن بدافع الاحترام”.

وأضاف: “إنه الإحساس بالمسؤولية وربما الفخر الذي يخيم على مسكن هذه العائلة التي عمل جميع أفرادها في الجيش، والتي عمل أحد أسلافها مع نابليون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى