ما الدور الذي تلعبه الجزائر بين الأطراف الدولية المعنية بالأزمة الليبية قبل مؤتمر برلين؟
تشهد الساحة الجزائرية تحركات سريعة بشأن الأزمة الليبية، في إطار لعب الوسيط بين الأطراف كافة، في ظل الاصطفاف الدولي لجوار أطراف الأزمة القائمة في طرابلس.
خبراء جزائريون أكدوا أن الدور الجزائري تجاه الأزمة الليبية يمثل أهمية كبرى، خاصة في ظل عدم الانحياز لطرف على حساب الأخر، كما هو الحال لمعظم الدول المعنية.
ويرى الخبراء أن الجزائر استقبلت وزير الخارجية التركي الذي تدعم بلاده حكومة الوفاق، وعلى الجانب الأخر وزير الخارجية المصري الذي تدعم بلاده المشير خليفة حفتر، والعديد من المسؤولين المعنيين بالأزمة في إطار البحث عن الحل السياسي ورفض التدخل الأجنبي في ليبيا.
من ناحيته قال عضو مجلس الأمة الجزائري، إن الجانبين المصري والجزائري اتفقوا على وقف إطلاق النار في ليبيا، وعلى عدم التدخل الأجنبي مهما كان نوعه.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، السبت، أن مصر والجزائر اتفقا على التنسيق لحضور مؤتمر برلين، من أجل حل الملف الليبي نهائيا عن طريق الحوار لا غير.
وأشار إلى أن الجزائر في انتظار زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكذلك ترتيب زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لمصر، فيما تلقت الخارجية الجزائرية دعوة رسمية لحضور مؤتمر برلين.
فيما ينتظر الجميع وقف إطلاق النار من قبل المشير خليفة حفتر، خاصة أن حكومة السراج وافقت على الجلوس إلى طاولة الحوار برعاية دولية.
وأكد على أن الجزائر أصبحت داخل الملف الليبي، وأنها تدفع نحو الحل السياسي والالتزام بالمسار السياسي بعيدا عن لغة السلاح.
من ناحيتها قالت حدة حزام عضو لجنة الحوار والوساطة الجزائرية، إن الرئيس الجزائري يقوم بتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بالأزمة الليبية، وأن استقبال وزير الخارجية التركي وكذلك وزير الخارجية المصري يهدف إلى لعب الدور الصحيح في الأزمة دون الانحياز.
وأشارت إلى أن بعض الأطراف الدولية تنحاز إلى أطراف الأزمة في ليبيا طبقا للمصالح، إلا أن الجزائر ستعمل على حل الأزمة عن طريق الحوار، وستذهب لمؤتمر برلين من هذا المنطلق، على أن تكون الحلول تحت رعاية الأمم المتحدة.
ونقلت صحيفة “الشروق” الجزائرية عن عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني، والمرشح الرئاسي السابق، تساؤله عن سبب تحرك اللواء خليفة حفتر في ليبيا، كلما حدث أمر في الجزائر منذ بداية الحراك الشعبي.
وبحسب الصحيفة قال بن قرينة في لقاء مع أعضاء حزبه أمس الجمعة “نلتقي اليوم وليبيا تحترق وأؤكد لكم أن المستهدف الأول منها هو الجزائر.. نؤكد موقفنا الثابت ونحن مع أشقائنا في ليبيا، ونحن أيضا ضد أي تدخل من أي جهة أجنبية في الساحة الليبية، والتدخل الأجنبي لن يأتي بخير مطلقا لا يأتي إلا باختراق السيادة وانتهاك الأعراض وسفك الدماء واخذ الثروات”.
واستقبلت الجزائر في وقت سابق وزيري الخارجية المصري والتركي، فيما وجهت دعوة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة الجزائر، فيما وجه وزير الخارجية المصري دعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لزيارة مصر.
وأكدت معظم الأطراف الدولية المعنية بليبيا، أن حل الأزمة الليبية يجب أن يكون عن طريق الحل السياسي، داعية الأطراف إلى الذهاب إلى مؤتمر برلين المرتقب.