مجلة أمريكية: احتجاجات إيران وصلت لنقطة الغليان وسيناريو 1978 قريب
قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إن الاحتجاجات الإيرانية وصلت إلى نقطة الغليان وربما تشهد تكرارا لسيناريو عام 1978 الذي أدى إلى الإطاحة بالشاه الأسبق محمد رضا بهلوي.
وأصافت المجلة، خلال تقرير منشور عبر موقعها، أن الاحتجاجات الحالية تختلف عن تلك التي شهدها عام 2009 بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، ووصفتها بأنها عفوية وبلا قائد إلى حد بعيد، وتتجاوز الانقسامات العرقية والطبقية.
وأوضحت أن تعامل قوات الأمن التابعة للنظام مع الاحتجاجات جاء سريعا ووحشيا وتسبب في مقتل المئات من المحتجين بدم بارد يعيد إلى الأذهان أحداث 1978 التي أدت إلى سقوط الشاه.
ويردد المحتجون العديد من الشعارات في شوارع المدن والبلدات تطالب بالإطاحة بالمرشد الأعلى علي خامنئي.
وذكرت المجلة الأمريكية أن الاقتصاد الإيراني يشهد حالة تدنٍ، وهو ما تسبب في اندلاع تلك الاحتجاجات، مشيرة إلى أنه في وضع أسوأ بكثير عما كان عشية سقوط الشاه.
وكانت الأزمة الاقتصادية التي وقعت نهاية سبعينيات القرن العشرين مرتبطة ارتباطا وثيقا برأسمالية المحسوبية لنظام الشاه؛ التي خيمت بظلالها على الطبقة التجارية التقليدية، فضلا عن الطبقة المتوسطة الناشئة حديثا، وبالتالي لم تكن مصادفة أن يقوم أصحاب تلك الطبقة بتمويل الحركة التي أطاحت بالشاه.
وأشارت المجلة إلى أن الأزمة الاقتصادية الحالية نتيجة العقوبات خاصة على مبيعات النفط، التي فرضتها الولايات المتحدة عام 2018؛ إذ يعتبر النفط شريان الحياة للاقتصاد الإيراني ويستأثر بربع إجمالي الناتج المحلي للبلاد، كما يُسهم في نحو ثلاثة أرباع الإيرادات العامة.
وأوضحت أن رأسمالية المحسوبية مع المؤسسات الدينية التي يسيطر عليها النظام، وخاصة مليشيا الحرس الثوري الإيراني، التي تسيطر على جزء كبير من الاقتصاد وتحتكر قطاعات حساسة بعينها زاد من المحن الاقتصادية للإيرانيين.
وتساءلت المجلة الأمريكية حول “هل سيكون للاحتجاجات الحالية نفس نتيجة مثيلتها في 1978 أم سيكون النظام قادرا على قمعها باستخدام القوة الوحشية؟
قبل أن تستدرك: “قد يكون من الصعب الإجابة عن هذا السؤال بأي درجة من اليقين، خاصة بسبب التعتيم شبه الكامل الذي يفرضه النظام على الأخبار”.
وحول أسباب استخدام العنف مع المحتجين، قالت المجلة الأمريكية إن القوات العاملة تحت إمرة النظام ليست فقط مدربة تدريبا جيدا على قمع الاحتجاجات، بل إنها ملتزمة أيديولوجيا أيضا بنظام الحكم الذي يهيمن عليه رجال الدين، فضلا عن أن قادتهم يدركون أن سقوط النظام الإيراني قد لا يعني نهاية سلطتهم فقط بل وجودهم المادي أيضا؛ إذ كان هذا هو الدرس الذي استوعبوه من سقوط الشاه.
وأمس الإثنين، قالت منظمة العفو الدولية إن 208 متظاهرين على الأقل قتلوا في الاحتجاجات التي بدأت في 15 نوفمبر/تشرين الثاني ردا على رفع سعر البنزين في بلاد تشهد ركودا اقتصاديا حادا.