محللون عسكريون إسرائيليون: الجيش يتوقع ردا على «اليد الطويلة»
وضعت إسرائيل سلاح الجو في حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء البلاد خوفا من رد على الهجوم في اليمن أسماه الجيش الإسرائيلي “اليد الطويلة”.
ولكن ليلاش شوفال، مراسلة الشؤون العسكرية في صحيفة “إسرائيل اليوم” نقلت عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن “قرار الهجوم اتخذ على الرغم من حقيقة أن إسرائيل فهمت أنه بعد هذه العملية سيكون هناك تبادل مستمر للضربات”.
وأضاف: “التقييم كان أن الفشل في الرد على الطائرة بدون طيار في تل أبيب سيكون أكثر حدة، أيضا من حيث الردع في مواجهة إيران وحزب الله والحوثيين”.
وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن إسرائيل خشية من أن نجاح الحوثيين بالضرب في تل أبيب سيفتح شهيتهم لمزيد من الضربات ولذلك قررت المسارعة في الرد.
ومع ذلك فإن الضربة تكشف النقاب إن إسرائيل قد خططت مسبقا لها.
وقال المصدر الإسرائيلي: “تنبع القدرة على تنفيذ الهجوم في غضون 24 ساعة من التحضير الأولي من قبل القوات الجوية وسلسلة من المناقشات حول هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة”.
وكشف النقاب عن أنه “عقدت آخر جلسة استماع حول هذا الموضوع قبل 10 أيام فقط برئاسة وزير الدفاع يوآف غالانت”.
وأشارت شوفال نقلا عن الجيش الإسرائيلي إن “هجوم مساء السبت في منطقة الحديدة اليمنية نفذته 20 طائرة مقاتلة، بعضها تم تزويده بالوقود في الجو، وعي تقع على بعد أكثر من 1,700 كيلومتر من إسرائيل”.
وقالت: “يعد هذا ردا تراكميا على هجمات الحوثيين، التي بلغ عددها نحو 220 عملية إطلاق خلال الأشهر التسعة الماضية، تم اعتراض معظمها حتى الآن وإسقاطها من قبل القيادة المركزية الأمريكية ومنظومة الدفاع الجوي”.
رسالة واضحة للإيرانيين
وبدوره، قال دورون كادوش، مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، في تحليل نشره على حسابه في “إكس” وتابعته “العين الإخبارية”: “أهمية العملية ليس فقط في الهجوم الفعلي والأهداف التي تم ضربها، ولكن أيضًا في تحمل المسؤولية والوقوف وراء العملية وهو ما لم يحدث في مناسبات أخرى عندما هاجمت إسرائيل في ساحات مختلفة ومتباعدة”.
وأضاف: “من المهم الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي يوضح أن هذا ليس ردًا فقط على الطائرة بدون طيار التي ضربت تل أبيب، بل ردًا على مئات الهجمات ضد دولة إسرائيل في الأشهر الأخيرة، حيث تم إطلاق حوالي 200 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية حتى الآن منذ بداية الحرب”.
وتابع: “وقد اختارت إسرائيل حتى الآن السماح للتحالف الدولي بالعمل وامتنعت عن الهجوم، ولكن المسيرة في تل أبيب هي القشة التي قسمت ظهر البعير”.
وأشار كادوش إلى أن “من المهم بنفس القدر الانتباه إلى سرعة العملية”.
وقال: “في غضون يوم ونصف من هجوم الحوثيين، كانت طائرات سلاح الجو قد قصفت اليمن بالفعل، على مسافة 2000 كيلومتر من إسرائيل”.
وأضاف: “هذه عملية جوية معقدة إلى حد ما، وتتطلب استعدادات طويلة، وخلاصة القول: بعد التحضير المستمر منذ نحو عامين في سلاح الجو لهجوم في إيران وفي ساحات بعيدة، يبدو أن سلاح الجو مستعد جيدًا الآن لذلك وبالتالي يعرف أيضًا كيفية تنفيذ الهجوم بسرعة، وهذه رسالة واضحة للإيرانيين أيضاً”.
عملية اليد الطويلة
وقال موقع “واينت” الإخباري وهو النسخة الالكترونية من صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مستودعات أسلحة ومنشآت لتكرير النفط ومحطة كهرباء في المدينة تعتبر خط إمداد الحوثيين”.
وأضاف: “شمل الهجوم التزود بالوقود في الجو بسبب المسافة الكبيرة إلى البلاد (1700 كيلومتر عن إسرائيل، إلى جانب الرحلات الجوية على ارتفاعات منخفضة للتهرب من رادارات العدو”.
ووصف مراسل الشؤون العسكرية في الموقع الهجوم بـ”التاريخي”.
وقال في تحليل تابعته “العين الإخبارية”: “بدأ الهجوم الإسرائيلي التاريخي على ميناء الحديدة اليمني حوالي الساعة 6 مساء يوم السبت، بعد ساعات من إبلاغ سكان إيلات عن تحليق طائرات حربية إسرائيلية فوق المدينة، بينما هرع وزراء الدين إلى اجتماع خاص لـ”الكابينت” في كيريا” في تل أبيب.
أما المعلق العسكري في الموقع رون بن إيشاي فكتب في تعليق تابعته “العين الإخبارية”: “الهجوم في اليمن يثبت القدرة على العمل لمسافات طويلة على حين غرة. وبطبيعة الحال، فإن لإسرائيل مصلحة في فرض ثمن على الحوثيين”
مناقشات سبقت الهجوم بأيام
وكشف المحلل العسكري في القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية النقاب نير ديفوري إن في الأيام الأخيرة، كانت هناك مناقشات مهمة قبل الهجوم الإسرائيلي في اليمن، حيث قدم كبار مسؤولي الدفاع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخطط وأعطاهم الضوء الأخضر”.
وأضاف: ” سلاح الجو في حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء البلاد خوفا من الانتقام”.
ماذا قال الجيش الإسرائيلي؟
قال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي: ” أغارت طائرات سلاح الجو على أهداف لنظام الحوثي الارهابي في ميناء الحديدة في اليمن ردًّا على هجمات الحوثيين على مدار الأشهر التسعة الأخيرة. في الدقائق الأخيرة عاد طيارو سلاح الجو إلى أرض الوطن بسلام”.
وأضاف: “على مدار الأشهر الأخيرة أطلق الحوثيون نحو 200 تهديد جوي مختلف نحو دولة إسرائيل بتمويل وتوجيه إيراني. تم اعتراض أو إسقاط معظم التهديدات من قبل التحالف الدولي بقيادة القيادة المركزية الأمريكية ومن قبل قوات جيش الدفاع العاملة جوًّا وبحرًا وبرًّا”.
وتابع: “طيارو سلاح الجو استهدفوا الأهداف في منطقة ميناء الحديدية على بعد أكثر من 1700 كيلومتر. قمنا باستهداف منطقة الميناء لأنها تعتبر مصدر تموين لنقل وسائل قتالية إيرانية الصنع من إيران إلى اليمن”.
وقال: “اليمن هي دولة كبيرة لكن الارهاب الحوثي يسيطر على جزء منها. ليست لدينا أي نية لضرب الشعب اليمني. نحن نعمل ضد الإرهاب الحوثي”.