محلل إسرائيلي: دفعنا ثمنا مقلقا للغاية شمالي غزة… وقد يتكرر السيناريو في خان يونس
قلل محلل عسكري إسرائيلي، من الطموحات الإسرائيلية في تحقيق نصر على حركة “حماس” في خان يونس جنوبي قطاع غزة، مذكرا أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من تفكيك “حماس” في الشمال رغم المعارك المستمرة، منذ نحو شهرين.
جاء ذلك في تحليل للكاتب الإسرائيلي، ناحوم برنيع، نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء.
وقال برنيع: “العناوين التي وُلدت نتيجة ما قاله رئيس الأركان (هرتسي هاليفي) مضللة، فالعملية البرية للجيش الإسرائيلي في منطقة خان يونس، لن تكون قابلة للمقارنة في نطاقها وقوتها بالعملية البرية في شمال قطاع غزة”.
ومضى برنيع، موضحا: “بالتأكيد لا، لقد حان الوقت لخفض التوقعات. إن النظرة الرصينة إلى الخيارات المفتوحة حاليًا تقود إلى استنتاج مفاده أن جولة القتال البري في خان يونس، لا يمكن أن تستمر أكثر من عشرة أيام إلى أسبوعين”.
وتابع: “إذا لم نطهر مدينة غزة وضواحيها خلال 59 يوما من الحرب، فلن نتمكن من تطهير خان يونس وضواحيها في فترة زمنية أقصر بكثير. إن الجمع بين مليوني نازح، 1.8 مليون من شمال قطاع غزة و200 ألف قادم جديد من خان يونس (أخلاهم الجيش الإسرائيلي من منازلهم)، والضغوط الأمريكية هي التي تحدد حدود العملية، وكذلك أيضا خطر إطلاق النار من قبل الجنود على بعضهم بعضا”.
وأضاف برنيع، بالقول: “الثمن الذي ندفعه في هذا الأمر (العملية البرية) شمالي قطاع غزة، مقلق للغاية، وقد تفرض خان يونس ثمنا مماثلا”.
وأردف برنيع، قائلا: “فوق أي نقاش حول الضغط الأمريكي، هناك تهديد بأن الدعم الأمريكي للجيش الإسرائيلي سوف يضعف”، مضيفا: “لم يحدث ذلك بعد، لكن الاحتمال حقيقي ويلقي بظلاله على كل قرار حكومي وكل خطة عملياتية، ويشعر البيت الأبيض بالقلق من تأثير صور الدمار على الناخبين الشباب (في الولايات المتحدة الأمريكية) والجناح التقدمي للحزب الديمقراطي”.
وأردف، بقوله: “على الرغم من ذلك، فإن الرئيس جو بايدن، مصمم على الوفاء بوعده بتزويد إسرائيل بمساعدات بقيمة 14 مليار دولار ويمنحها الدعم السياسي والعسكري، ولم تتم الموافقة على المساعدات بعد، فالجمهوريون في الكونغرس يضعون شروطًا صعبة، بعضها لا علاقة له بإسرائيل، والآن بعض الديمقراطيين يضعون شروطًا أيضا، تتعلق مباشرة بسياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين”.
ومضى المحلل الإسرائيلي، بالقول: “في البيت الأبيض، يُنظر إلى إسرائيل على أنها متعنتة وغير مبالية، متعنتة في كل ما يتعلق بالنقاش الجاد حول قطاع غزة والفلسطينيين في اليوم التالي للحرب، وغير مبالية بقصفها الضخم لمدن غزة واستجابتها للتحذيرات من كارثة إنسانية. والسؤال ليس من هو على حق في هذه المناقشة، بل إلى أي مدى تستطيع إسرائيل أن تمد الحبل. إن اعتمادنا على الولايات المتحدة أكبر من ما ترغب الحكومة في الاعتراف به”.
وأشار برنيع، إلى كلمة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمس الأول الأحد، قائلا: “تضمن الخطاب عبارة قاسية على الحكومة الإسرائيلية. إذ قال أوستن: عندما تدفع سكانًا مدنيين إلى أحضان العدو، فإنك تحول انتصارًا تكتيكيًا إلى هزيمة استراتيجية، لقد أوضحت ذلك مرارا وتكرارا لقادة إسرائيل. لديهم مسؤولية أخلاقية لحماية حياة السكان في غزة وهذا ضرورة استراتيجية”.
وخلص الكاتب الإسرائيلي إلى أنه “إذا افترضنا أن التحرك البري في خان يونس سيبدأ، فمن المرجح أن يكون التحرك الأخير. ولا يمكننا أن نمده إلى رفح، فالنازحون ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. المرحلة الثانية من الحرب، التي بدأت بالدخول البري إلى الشمال، ستنتهي على الأرجح في خان يونس”.