محلل سياسي: بريطانيا قد تشهد فوضى في بداية الخروج من الاتحاد الأوروبي
علق المحلل السياسي، أحمد المصري، على موافقة الاتحاد الأوروبي على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد (بريكست) بشكل نهائي، كما حدد ملامح العلاقة النهائية بين لندن وبروكسل.
وقال المصري، إن الفترة الماضية كانت هي صعبة لموافقة الاتحاد الأوروبي على بعض الشروط البريطانية والوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، الآن باعتبار أن يوم الجمعة القادم سيكون حاسما وهو يوم الخروج النهائي من الاتحاد الأوروبي، حيث سيكون هناك بعض الإجراءات التي ربما ستكون صعبة بالنسبة لبريطانيا وبالنسبة للاتحاد الأوروبي من حيث حرية التنقل سواء للأفراد أو البضائع، لكن كل هذه الأمور تم التفاوض عليها خلال الفترة الماضية منذ الاستفتاء البريطاني وحتى اليوم.
وتوقع المصري أنه ربما سيكون هناك نوع من الفوضى في نقل البضائع، حيث ستشهد هذه الفترة تحصيل رسوم على حركة البضائع، وهذا سيكون التحدي الأكبر أمام بريطانيا والاتحاد الأوروبي، خاصة أن بريطانيا تستورد من دول الاتحاد الأوروبي أكثر مما تصدر لها.
وتابع: “أعتقد أن بريطانيا جاهزة تماما، حيث تم استدعاء العديد من الجهات المختصة سواء في مسألة الهجرة والجنسية أو الجمارك، كما أن بريطانيا لديها خطة لوجستية كاملة حتى لا تنقص بعض البضائع من السوق، إذ ستشارك فيها كل أجهزة الدولة، كما أن هناك اتفاقا حول تبادل المعلومات الأمنية وما يتعلق بالتصدي للإرهاب، فربما تقتصر حالة الفوضى المتوقعة على يوم أو يومين”.
ويرى المحلل السياسي أحمد المصري أن الاقتصاد البريطاني ربما سيعاني أزمة في المستقبل القريب، لكنه سيتعافى، حسبما يرى المراقبون، لكن الفترة الانتقالية ربما تكون صعبة جدا من الناحية الاقتصادية، حيث رأينا الجنيه الاسترليني يهبط في الفترة الأخيرة وبعد أن كان مرتفعا نوعا ما، بدأ يهبط مقارنة بالدولار أو باليورو.
ورغم أن أغلب المحللين يركزون أكثر على الضرر الذي سيقع على بريطانيا، لكن اليورو سيتأثر بالطبع بعد عملية الخروج، والاتحاد الأوروبي سيتأثر اقتصاديا خاصة ألمانيا وفرنسا وبعض الدول الأخرى.
وفيما يتعلق بالتأثر السياسي، فإن المواقف البريطانية مختلفة دائما عن الاتحاد الأوروبي، كما حدث عندما رحبت بريطانيا بخطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، فيما كان للاتحاد الأوروبي ملاحظات على الخطة وتحفظ عليها، كما رفضتها بعض دوله.
وسعت بريطانيا للوقوف في الصف الأمريكي فيما يتعلق بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، فالأمريكان يعتبرون بريطانيا حدودهم مع الاتحاد الأوروبي، كما أن بريطانيا تعتبر أمريكا ظهرها وحليفها الأكبر، لذا فالعلاقة البريطانية الأمريكية بالتأكيد ستقوى بعد التوافق في المواقف السياسية فيما يتعلق بالشرق الأوسط، فالولايات المتحدة وعدت بريطانيا بالعديد من اتفاقات التجارة الحرة، كما ستفتح الهند والصين اتفاقات تجارية أكثر مع بريطانيا، وسيكون هناك العديد من الخيارات أمام السوق البريطاني.
واختتم المحلل السياسي بقوله “إنه رغم التوافق السياسي الكبير في المواقف السياسية بين واشنطن ولندن إلا أننا رأينا تململا أمريكيا في بعض الالتزامات التي قطعتها على نفسها تجاه بريطانيا، لكن ربما ستكون زيارة بومبيو حاليا هي لتوضيح الأمور، والاتفاق بشكل واضح على ما سيحدث في المستقبل القريب”.