«مرشح التغيير».. هاريس تجرد ترامب من لقبه
سباق البيت الأبيض 2024 شهد عدة أحداث متلاحقة لكن أحد العوامل الحاسمة مع اقتراب موعد الانتخابات في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل أن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب فقد إحدى نقاط تميزه كـ”مرشح التغيير” بعد أن اقتنصت منه نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس هذا اللقب.
وبفضل صعودها المفاجئ وإلى جانب هوية وشخصية خصمها، أصبحت كامالا هاريس، على الأقل في الوقت الراهن المرشحة التي تجسد التغيير وذلك وفقا لما ذكرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.
وفي عام 2016 سخرت حملة وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، من فكرة أنها قد تمثل الوضع الراهن، وأشارت إلى أنه في حال فوزها فإنها ستصبح أول رئيسة للبلاد واعتبرت أن تلك الفكرة تحمل قدرا كبيرا من التغيير.
لكن “بوليتيكو” اعتبرت أن هذه الفكرة كشفت عن سوء تقدير خطير حيث كانت كلينتون شخصية رئيسية في البيت الأبيض لمدة 8 سنوات كسيدة أولى إلى جوار زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، كما أنها كانت عضوة في مجلس الشيوخ لمدة 8 سنوات تالية وأخيرا عملت كوزيرة للخارجية كل هذه الأدوار جعلت منها شخصية بارزة ومهمة في أعلى مستويات السياسة الأمريكية لمدة ربع قرن.
في المقابل، كان ترامب يمثل التغيير فكان يفتقر إلى كل الصفات المرتبطة عادة بالرئاسة فهو جاهل بالتاريخ، وحياته مكرسة فقط للتضخيم الشخصي كما أنه مشهور كنجم لتلفزيون الواقع وفقا لـ”بوليتيكو”.
لكن في هذه الصفات بدت وكأنها مميزات حيث كان العديد من المواطنين يشعرون بالظلم بسبب فشل الحكومة في حماية حياتهم وثرواتهم.
وبعيدًا عن ترامب، أظهر الجمهور الأمريكي منذ فترة طويلة رغبة في الانفصال عن السياسة “العادية” بطرق كبيرة وصغيرة مثل انتخاب المصارع السابق جيسي فينتورا حاكمًا لولاية مينيسوتا من حزب ثالث وأيضا انتخاب لاعب كمال الأجسام السابق والممثل أرنولد شوارزينغر حاكما لكاليفورنيا.
هذا التوجه هو ما يفسر فوز ترامب في انتخابات 2016 حيث بدا وكأنه نسخة غريبة من شعار يلفه الديمقراطي باراك أوباما “نعم نستطيع”، حيث قال الناخبون “نعم يمكننا وضع مرشح بلا خبرة ولا مؤهلات تقليدية في البيت الأبيض ونعم يمكننا تجاهل تحذيرات الصحافة ونعم يمكننا التصويت للتغيير الأكثر تطرفًا في تاريخنا”.
ومع ذلك أصبح من الصعب أن يزعم ترامب في سباق 2024، أنه قادر على التغيير فقد سبق له أن شغل منصبا في البيت الأبيض ولا يمكنه تنحية ولايته الأولى عن المشهد.
وعلى الجانب الآخر، كان الديمقراطيون يواجهون على مدار عام أو أكثر احتمالا ضئيلا للاحتفاظ برئيس عجوز ولا يحظى بالشعبية داخل البيت الأبيض قبل أن يرضخ جو بايدن للضغوط ويعلن تخليه عن سعيه لولاية ثانية.
وبدا الأمر وكأن الحزب الديمقراطي أعاد اكتشاف قوة لم يستخدمها قبل ذلك وربما لم يكن يدركها وفي غضون أسبوعين، أصبح الناخب أمام حقيقة كانت تبدو مستحيلة قبل ذلك في السابق، فإذا كان الناخب لا يريد التصويت لبايدن أو ترامب، لم يعد مضطرا لذلك وإذا كان يريد التغيير فها هي كامالا هاريس.
وتدرك هاريس وحملتها الديناميكية المتغيرة للسباق الرئاسي وأصبحت عبارة “لن نعود” شعار لها في إشارة للتقدم للأمام وهي طريقة للحديث ليس فقط عن قضية مثل الإجهاض وإنما الكثير من الأشياء المتعلقة بولاية ترامب.
ومع ذلك سيسعى ترامب والجمهوريون لتذكير الناخبين بأن هاريس هي ثاني أعلى مسؤول في إدارة بايدن وتحميلها مسؤولية الاستياء بشأن قضايا مثل الهجرة والتضخم.