“مرض غير مبرَّر” يوقف تجارب أحد أكثر اللقاحات تقدماً ضد كورونا.. انتكاسة لآمال دول طلبته مسبقاً
أعلنت مجموعة “آسترازينيكا” للصناعات الدوائية، الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول 2020، أنّها قرّرت “طواعية تعليق” التجارب السريرية التي تجريها حول العالم على لقاح تجريبي ضدّ مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا، طوّرته شريكتها جامعة أوكسفورد، وذلك بعد إصابة أحد المشاركين في هذه التجارب بـ”مرض محتمل غير مبرّر”.
نتائج مُقلقة: المجموعة قالت في بيان إنّه “في إطار التجارب السريرية العشوائية العالمية للقاح أوكسفورد المضادّ لفيروس كورونا، تم تفعيل عملية التقييم القياسية لدينا، وعلّقنا طواعية عمليات التلقيح للسماح بإجراء عملية مراجعة لبيانات السلامة من قبل لجنة مستقلّة”، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تُعد “آسترازينيكا” الشريك الصناعي لجامعة أوكسفورد البريطانية، ولقاحها هو أحد أكثر المشاريع الغربية تقدّماً، إذ جرى اختباره على عشرات آلاف المتطوعين في بريطانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، ومنذ 31 آب/أغسطس في الولايات المتحدة، وذلك في إطار المرحلة الثالثة والنهائية من التجارب السريرية الرامية للتحقّق من سلامة اللّقاح وفعاليّته.
المجموعة الدوائية لفتت في بيانها إلى أنّ تعليق التجارب السريرية هو “إجراء روتيني مطلوب بمجرد ظهور مرض محتمل غير مبرّر في إحدى التجارب، أثناء التحقيق، بهدف ضمان نزاهة التجارب”.
إلا أن بيان المجموعة لم يوضح طبيعة المرض الذي استدعى هذا الإجراء ولا مدى خطورته، لكنّ موقع “ستاتنيوز” الإلكتروني أفاد بأنّ الشخص الذي أصيب بهذا المرض يتعافى، ومن المتوقع أن يتماثل للشفاء.
تأخير مُحتمل للقاح: وهذه أول عملية تعليق لتجارب سريرية على لقاح لكوفيد-19 يتمّ الإعلان عنها، بحسب الوكالة الفرنسية.
وإذا طال أمد التحقيق الذي ستجريه اللجنة المستقلّة، فإنّ استئناف التجارب السريرية سيطول، ممّا سينعكس تأخيراً على الجدول الزمني الضيّق لتطوير اللقاح.
من جانبه، كان وزير الصحّة البريطاني، ماثيو هانكوك، قد قال الإثنين الفائت، إنّه يأمل في الحصول على نتائج من تجارب “آسترازينيكا” بحلول نهاية هذا العام أو مطلع العام المقبل.
وكانت بلدان عدّة قد حجزت منذ الآن مئات ملايين الجرعات من لقاح آسترازينيكا لشرائه إذا ما أثبت فعاليته ضدّ الفيروس الفتّاك.
البحث عن اللقاح: وإلى جانب اللقاح المُحتمل من “آسترازينيكا” فإن العديد من الدول حول العالم تعكف على إجراء تجارب للقاح لفيروس كورونا، لكن لم يتم التوصل حتى الآن إلى لقاح مُعتمد.
تهدف تجارب اللقاحات إلى جعل الجهاز المناعي قادراً على التعرف على الفيروس الممرض بسرعة ومهاجمته والقضاء عليه قبل أن ينتشر ويتكاثر داخل الجسد.
هناك طرق متعددة لجعل الجهاز المناعي يتعرف على الفيروس، ويقوم العلماء بتجربة كل طريقة تقريباً مع فيروس كورونا، فمن بين اللقاحات التي يجري اختبارها بالفعل على البشر توجد أربعة لقاحات خاملة، إذ يحقن الأشخاص بفيروس كورونا في صورة خاملة كيميائياً بحيث يكون الفيروس غير قادر على التكاثر داخل الجسم.
ومن اللقاحات الثانوية الأخرى لقاح الوحدات الجزئية، الذي يتكون من بروتين أشواك سطح فيروس كورونا، الذين يستخدمه الفيروس باعتباره مفتاحاً لدخول خلايانا، وتميل اللقاحات الخاملة واللقاحات الجزئية إلى عدم إثارة استجابة مناعية كبيرة؛ لذلك يتوجب غالباً إضافة بعض المواد الكيميائية لتعزيز آثارها.
يُشار إلى أنه حتى صباح الأربعاء 9 سبتمبر/أيلول 2020، وصل عدد الإصابات بفيروس كورونا في العالم إلى نحو 27.5 مليون إصابة، بينما وصل عدد الوفيات إلى 897,614.