مسؤولة إغاثية تحذر من “كارثة مروعة” ستحل بسكان غزة إذا لم تسمح إسرائيل بدخول المساعدات
حذرت مؤسِسة منظمة الشبكة الدولية للعون والغوث والمساعدة “إنارة” أروى دامون، من أن سكان غزة سيموتون “بمعدل مروع” من الأمراض إذا لم تسمح إسرائيل بدخول المساعدات.
وفي حديثها لشبكة “سي إن إن” عما يواجهه عمال الإغاثة في غزة وخلال عملية التطعيم ضد شلل الأطفال الجارية بالقطاع، أوضحت أروى دامون قائلة: “إنهم يواجهون مجموعة كبيرة من التحديات. لا يستطيع الغالبية العظمى منا حتى أن يتخيلوا ما الذي قد يواجهونه بدءا من إدخال اللقاحات إلى غزة نفسها، إلى ضمان سلسلة تبريد اللقاحات، ثم جميع التدريبات التي كان لابد أن تتم لجميع هؤلاء الأشخاص الذين يديرون اللقاح بالفعل، ثم محاولة إيصال السكان إلى نقاط التطعيم هذه”.
وأضافت “دامون”: “يجب أن تتذكر أنه ليس بإمكانك أن تستقل حافلة في غزة أو حتى تقود سيارتك للوصول إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه. إن وسيلة النقل الرئيسية الآن هي إما أن تسير على قدميك أو تستقل عربة يجرها حمار. ناهيك عن الازدحام الشديد الذي يوجد في بعض هذه الأماكن، مما يعني أن الطريق الذي يستغرق عادة 15 دقيقة يستهلك حوالي 3 ساعات”.
وتابعت: “ولكن هناك أيضا نقطة يجب توضيحها، وهي لماذا وكيف عاد شلل الأطفال إلى الظهور في غزة؟ وهذا ببساطة لأن حملة القصف الإسرائيلية دمرت البنية التحتية في غزة بالكامل. هناك مياه الصرف الصحي تتدفق في الشوارع، وهناك أكوام من القمامة، ولديك نقص حاد في النظافة لأن منظمات الإغاثة، بسبب القيود الإسرائيلية، لم تتمكن من الحصول على مستويات كافية من معدات النظافة لتوزيعها على السكان. في الواقع، نحن في مرحلة حيث بالكاد نستطيع الحصول على قطعة صابون”.
ولدى تعليقها على المخاطر الصحية العديدة التي يواجهها الأطفال في غزة. خاصة بوجود مقاطع فيديو لأطفال يعانون من مرض القوباء الجلدي، علقت المسؤولة الإغاثية بالقول: “إنه أمر مروع للغاية. انظر، أنت تتحدث إلى الناس وتسألهم كيف يحاولون الحفاظ على نظافتهم وأطفالهم، والكثير منهم يضطرون إلى خلط الرمل بالملح والليمون بسبب عدم وجود الصابون. إن أول الأسئلة التي يسألك عنها الناس كعامل إغاثة: هل لديك مجموعة أدوات نظافة؟ هل لديك صابون؟ ومن المحبط للغاية أن نجيب: “لا، آسف، ليس لدي”، وما حدث لم ينتج عنه فقط هذا الانتشار الهائل لحالات مرض القوباء الجلدي، والذي في الواقع، لديه القدرة على أن يكون مميتا لأنه في الحالات الأكثر شدة، يحتاج الأطفال إلى دخول المستشفى، وإذا لم يتم ذلك، فقد يواجهون خطر الإصابة بالفشل الكلوي، مما يعني أنهم قد يخاطرون بحياتهم”.
وأردفت: “كما أن هناك انتشارا لأمراض مثل التهاب السحايا، والذي قد يكون قاتلاً أيضا، ثم التهاب الكبد الوبائي من النوع “أ”. وفي مستشفى ناصر وحده، أخبرني رئيس قسم طب الأطفال أن طفلين يموتان كل أسبوع بسبب التهاب الكبد الوبائي من النوع “أ”. وأنت تشعر حقا أنه، حتى لو توقفت القذائف عن السقوط غدا، إذا لم تسمح إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وإذا لم تسهل إسرائيل وتؤمن الطرق التي حددتها لمنظمات الإغاثة لاستخدامها لالتقاط المساعدات، فإن سكان غزة سيستمرون في الموت بمعدل مروع بسبب الأمراض المنتشرة التي نراها”.