مسؤول أمني إسرائيلي يتحدث عن الوجهات المحتملة للأسرى الفارين من السجن.. هآرتس: قد يكونون الآن في الأردن!
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين قولهم إن عمليات التمشيط والبحث ما زالت سارية خاصة في شمال فلسطين، لكنه أقر بأنها “ما زالت بدون جدوى” لحدود الآن.
فرار الأسرى أربك الاحتلال؟
المصادر نفسها أكدت تخوف سلطات الاحتلال من عمليات فدائية يقوم بها الأسرى الستة الفارون، ما جعلهم يصنفون على أساس أنهم يشكل خطراً “عالياً”، كما أن هناك مخاوف من حدوث اشتباكات بين الفلسطينيين في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، حيث ينحدر الأسرى، وقوات الاحتلال، نتيجة لعمليات البحث.
وما زاد من هذه المخاوف، حسب المصادر نفسها، هو تهديد فصائل المقاومة الفلسطينية من أي مساس بالسلامة الجسدية للأسرى الستة، وتلويحه بالتصعيد، في حال أي خطوات انتقامية ضد الأسرى داخل السجون.
إلى جانب ذلك، فإن هناك مخاوف من تشجيع عملية الهروب المقاومين على القيام بعمليات فدائية جديدة سواء في الضفة الغربية أو القطاع، وهو الأمر الذي وضع الاحتلال في حالة “التأهب القصوى”.
ما الوجهة؟
بخصوص مصير الأسرى الفارين، فإن مسؤولاً أمنياً قال إنه “بالنظر للوقت المنقضي فإن السيناريوهات المطروحة، هي عبور الأسرى للضفة الغربية أو عبورهم حدود الأردن”، وذلك على الرغم من عدم وجود أي مؤشرات تدل على ذلك، حسب تعبيره.
وتشير التحقيقات الأولية، وفق ما نقلته “هآرتس” إلى أن الأسرى الستة هربوا بداية مشياً على الأقدام قبل أن يستقلوا سيارة على بعد 3 كيلومترات.
في حين قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن سلطات الاحتلال وصلت إلى “الطريق المسدود” بخصوص التحقيقات.
الفصائل الفلسطينية تحذر تل أبيب
فقد أصدرت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية (فصائل فلسطينية)، الثلاثاء، تحذيراً لإسرائيل من تداعيات المساس بالأسرى داخل السجون، وذلك عقب فرار ستة أسرى من سجن “جلبوع” أمس.
زكي دبابش، في كلمة له بالإنابة عن الفصائل، قال خلال مؤتمر صحفي عقد بمدينة غزة: “نحذّر الاحتلال من تداعيات أي مساس بالأسرى”.
كما أضاف أن “المساس بالأسرى خطٌّ أحمر، وأن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية وقواه الوطنية ومقاومته الباسلة لن يقف مكتوف اليدين أمام تصعيد الاحتلال وإرهابه الهمجي بحق الأسرى الأبطال”.
المتحدث ذاته لفت إلى أن “لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ومعها كل الهيئات والمؤسسات المعنية بالأسرى قررت أن تبقى في حالة انعقاد دائم ومتواصل لمتابعة كافة المستجدات والتطورات الخطيرة داخل السجون”.
وطالب دبابش، المؤسسات الدولية “بأن تأخذ دورها وأن تقوم بمسؤولياتها الكاملة للجم الاحتلال وإيقاف الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الأسرى داخل السجون”.
كما حمَّل إسرائيل “كامل المسؤولية عمّا يجري داخل السجون من إرهاب وعدوان”.
توتر شديد
حسن عبد ربه، الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين (رسمية)، قال في حوار صحفي، إن هناك حالة من “التوتر الشديد” تسود في أوساط المعتقلين الفلسطينيين في كافة السجون الإسرائيلية، جراء فرض إجراءات عقابية، عقب تمكن 6 معتقلين من الفرار، من سجن “جلبوع”.
كما أضاف أن السلطات الإسرائيلية نقلت كافة الأسرى من سجن “جلبوع” إلى عدد من السجون الأخرى، ووضعت غالبيتهم في زنازين انفرادية.
وأشار عبد ربه إلى أن قيادات الحركة الأسيرة في “جلبوع” يخضعون منذ أمس (الإثنين)، للتحقيق من قبل المخابرات الإسرائيلية، وبيّن أن الإجراءات العقابية شملت كافة السجون، وليس فقط “جلبوع”.
من هذه الإجراءات: إغلاق السجون أمام زيارة المحامين والأهالي، وتقليص مدة الفورة (الفسحة اليومية) إلى ساعة واحدة، وإغلاق متجر الأسرى الذي يشترون منه احتياجاتهم الخاصة (الكانتين).
يذكر أن فرار المعتقلين الستة، فجر الإثنين، من سجن جلبوع، شديد الإحكام، قد تسبب بصدمة واسعة في المستويات الأمنية والسياسية والإعلامية الإسرائيلية.
فيما تقول سلطة السجون الإسرائيلية إن الأسرى استخدموا نفقاً من فتحة في زنزانتهم للخروج من السجن.
ويقبع 4 آلاف و850 أسيراً وأسيرة فلسطينية داخل 23 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف إسرائيلياً، ويعانون من انتهاكات عديدة، وفق مؤسسات فلسطينية معنية بالأسرى.