مسؤول مصري سابق يكشف تفاصيل مثيرة عن “مقالب” حسني مبارك
ووقال الدكتور مصطفى الفقي في مذكراته التي طرحها مؤخرا بعنوان “الرواية… رحلة الزمان والمكان”، واطلعت عليها صحيفة “الوطن” المصرية، عن مروره بمجموعة من “النوادر” بحسب وصفه مع الرئيس مبارك خلال رحلات الطيران، بعد تعيينه سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة فى مؤسسة الرئاسة في 1985، وذلك بسبب قلقه الشديد منها.
وأشار مصطفى الفقي إلى أنه في إحدى المرات أثناء السفر إلى الصين، اهتزت الطائرة التي كانت تقله مع الرئيس المصري الراحل بصورة شديدة، ما جعل الأخير يستغل خوفه ويطلب منه إحضار البريد السياسي والمجيء به إلى صالون الطائرة للاطلاع عليها.
وقال في مذكراته: “كان هذا أمرا صعبا في ظل الهزات العنيفة، حيث كنت أحرص على ربط الحزام بشدة متصورا أن ذلك تأمين لي وما كان هناك بد أمامي، إلا التوجه إلى الرئيس، وهو يبدو هادئا ومستمتعا ولا يشعر بأي قلق، ثم يقول لي إن الطائرة التي توجد بها الآن مثال الدراجة بالنسبة للطائرة العسكرية، وسوف أحرص عند عودتنا إلى مصر أن أطلب من أحد الطيارين المقاتلين أن يصحبك في جولة جوية، يقوم فيها بقلب الطائرة عدة مرات، حتى يتم تطعيمك ضد الخوف من الطيران”.
وتابع الفقي أنه رد على الرئيس المصري الراحل وقتها وهو أعصابه مشدودة بسبب اهتزازات الطائرة:
“يا سيادة الرئيس، أرجو ألا تفكر في ذلك، لأن لياقتي البدنية ليست مثل الطيارين، كما أننى أخشى كثيرا ألاعيب الطيران”.
كما روى الدكتور مصطفى الفقي مقلبا آخر للرئيس الراحل مبارك، وهو عندما كان ينادي أحيانا كبير الطيارين في الطائرة، جمال لطفي، لكي يتفق معه على أن يقول أمامه بخوف وقلق إن هناك سحابة رعدية سوداء مقبلة تجاههم في الجو، وذلك لكي يتابع مبارك ملامح وجهه.
وأضاف الفقي أنه بعد أن اكتشف أن تلك كانت دعابة من الرئيس الراحل، حسني مبارك، برر له خوفه قائلا: “يا سيدى الرئيس إنني مواطن من 50 مليونا – عدد سكان مصر بمنتضف الثمانينيات – ولكن أنت رئيس الدولة”.
وأردف الفقي أنه ضحك من رد عليه، ولكن اعتبره نوعا من “المداعبة الخبيثة”.
ويشغل الدكتور مصطفى الفقي حاليا منصب مدير مكتبة الإسكندرية.
يشار إلى أن الفقي صرح لبرنامج “شيخ الحارة” في رمضان 2019 أنه كان حريصا على نقل الحقيقة كاملة إلى الرئيس المصري الراحل، محمد حسني مبارك.
وقال: “الكل يعلم أنني كنت أكثر شخص كان الرئيس مبارك يصيح فيه، وكنت أنقل له الحقيقة كما هي إلى جانب آراء الشارع المصري”.
وأوضح أن “مبارك” كان مستمعا جيدا، ولم يكن عدوانيا، كما تردد عنه، وقال موضحا: “عندما كنت أنقل له الحقيقة كان يسألني “ألا توجد أخبار جيدة”، وكنت أجيبه بـ “لا”، معقبا: “بعض الناس كانت تحب تقول أخبار وردية، وكنت سكرتير الرئيس السياسي لمدة 8 سنوات، وإذا طلب مني الرأي أقوله بصراحة، وصححت صورة الكثيريين لديه”.
كما كشف مصطفى الفقي للبرنامج أن مبارك وصفه بـ”راكب مراجيح الهوا”، مشيرا إلى أنها شهادة حق له يعتز بها، كونه يعلم أن لديه ملاحظات على النظام، والجملة تعني أنه صاحب موقف بحسب رؤيته.
كما صرح أن مبارك منع سفره لمدة عام بسبب قوله في إحدى الندوات: “الولايات المتحدة تنظر لسوريا باحترام وغير حب وتنظر لمصر بحب وغير احترام”.
وتوفي الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، في شهر فبراير/شباط 2020 عن عمر ناهز الـ92 عاما.