مستشار الرئيس الإماراتي: “اتفاقات التطبيع” لم تصمم لحل قضية فلسطين
أكد أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي، نجاح “اتفاقات أبراهام”، مشيرا إلى استمرارها على المستوى الإستراتيجي بغض النظر عمن يرأس الحكومة الإسرائيلية.
وقال قرقاش، خلال مشاركته في القمة العالمية الأولى للشرق الأوسط المنعقدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن “هذه الاتفاقات لم تصمم لحل القضية الفلسطينية”، مؤكدا أنه “كان هناك نفوذ على الفلسطينيين وتم إعطاؤهم شيكا على بياض، لكنهم لم يفعلوا أي شيء”، حسب تعبيره.
وشهدت العلاقات بين الإمارات وإسرائيل تطورا في الآونة الأخيرة، حيث تم ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في البلدين، وزار أكثر من 1.1 مليون سائح إسرائيلي الإمارات فقط في العام الماضي.
ونقل موقع “I24news” عن السفير الإسرائيلي لدى الإمارات العربية المتحدة، أمير حايك، تصريحات قال فيها، إن العلاقات بين إسرائيل والإمارات تشهد تطورا على جميع الأصعدة، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بلغ 2.5 مليار دولار في العام الماضي، وفي الأشهر السبعة الأولى من هذا العام وصل إلى 1.7 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 3 مليار دولار بحلول نهاية العام.
وأضاف السفير الإسرائيلي إلى أنه تم توقيع أكثر من 27 اتفاقًا بين البلدين، ومن المتوقع توقيع أكثر من 100 اتفاق في المستقبل القريب.
وتابع: “لدينا أكثر من 106 رحلات جوية أسبوعية مع الإمارات، ونحن نتعاون في مختلف المجالات مثل الأمن السيبراني، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والزراعة، والتجارة، والاتصالات، والنقل.
وفيما يتعلق باستقباله في الإمارات، صرح حايك بأنه شعر وكأنه في بيته منذ لحظة وصوله، وأضاف أنه يشعر بأن هذا المكان هو بيته منذ اليوم الأول، وعندما وصل إلى هنا، شعر وكأنه يزور عائلته، واستقبالهم له كان رائعا لدرجة أنه من الصعب تصديق مدى روعته.
وفي تصريحاته سابقة، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن تحقيق السلام مع السعودية سيكون له تأثير كبير على منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره.
وأفادت صحيفة “يسرائيل هايوم” عن نتنياهو أنه على الرغم من التهديدات التي تشكلها إيران، فإن هناك فرصة جيدة لإسرائيل لتحقيق المزيد من اتفاقات السلام مع بعض الدول العربية.
وأكد نتنياهو أنه يعمل بالتعاون مع الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن على توسيع نطاق السلام في منطقة الشرق الأوسط، ما سيؤدي إلى تغيير المنطقة والعالم بأكمله، وسيمهد الطريق لتحويل المنطقة بأكملها إلى ممر ضخم للبنية التحتية الحيوية.
ووقعت إسرائيل، أواخر عام 2020، اتفاقات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب وتفاهمات مشابهة مع السودان، برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في البيت الأبيض.
وتحاول إسرائيل السعي لتوقيع اتفاق مشابه مع السعودية لما لها من ثقل في العالمين العربي والإسلامي، لكن السعودية، في أكثر من مناسبة، أكدت أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل مرتبط بحل الصراع مع الفلسطينيين.
ولا يزال السلام بين إسرائيل وفلسطين بعيد المنال، فبعد عقود من إطلاق عملية السلام في مدريد عام 1991، لا توجد أفق حقيقية لتحقيق حل الدولتين، ولم يتم احترام الاتفاقيات الموقعة، بما في ذلك اتفاقيات أوسلو، بشكل كامل، فالاحتلال الإسرائيلي مستمر، ويأتي معه عدد من التعقيدات والصعوبات، التي تدفع الطرفين إلى الابتعاد عن التوصل إلى اتفاق محتمل.