مستقبل النفط في عصر كورونا.. هل يصل البرميل إلى 20 دولارا؟

حالة من عدم الاستقرار تعتري أسواق النفط عالمياً ما بين صعود وهبوط، بعد فشل “أوبك+” في التوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج لمواجهة آثار فيروس كورونا على أسعار الخام.

وسجلت أسعار النفط الخام عالمياً، ثاني أكبر هبوط في تاريخها، خلال التعاملات الصباحية، أمس الإثنين، نتيجة رفض روسيا تمديد الاتفاق الذي قادته رفقة السعودية منذ 2017.

ويبقى السؤال المطروح هل تتأثر أسواق النفط بحالة الجدل الدائرة داخل “أوبك+”، وتواصل الأسعار الانخفاض في ظل الانتشار المستمر لفيروس كورونا، أم أن التراجع مؤقت؟

بنك أوف أمريكا جلوبال ريسيرش توقع هبوط أسعار النفط، مقدراً سعر برميل خام برنت عند نطاق 20 دولاراً خلال الأسابيع المقبلة، بعد أن بدأت حرب أسعار على خلفية إخفاق أوبك في التوصل إلى اتفاق لتخفيض الإنتاج، ولكن أسعار النفط خالفت التوقعات، اليوم الثلاثاء، وقفزت 10%، بعد يوم من أكبر هبوط في حوالي 30 عاماً.

وبحلول الساعة 1041 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.36 دولار، ما يعادل 10% تقريباً، إلى 37.72 دولار للبرميل، وذلك بعد أن بلغت أعلى مستوى في الجلسة عند 37.75 دولار للبرميل.

والإثنين، تراجعت أسعار النفط بنسبة 31.4%، مقارنة بإغلاق جلسة الجمعة الماضي، إلى متوسط 32.5 دولار لبرميل خام برنت، مقارنة بـ45.5 دولار، وفق أسعار إغلاق الجمعة الماضي، بحسب شاشة بلومبرج لأسعار النفط العالمية.

وفقدت أسعار النفط، الإثنين، ما يصل إلى ثلث قيمتها في أكبر هبوط يومي لها منذ حرب الخليج في 1991، وذلك بعد أن خفضت السعودية سعر البيع الرسمي لنفطها وأعلنت خططاً لزيادة إنتاج الخام بشكل كبير عقب انهيار اتفاق أوبك لخفض الإمدادات.

ويقول نصر عبدالكريم الخبير في الاقتصاد الدولي، إن احتمالية هبوط أسعار النفط إلى أقل من 27 دولاراً غير وارد في الوقت الحالي، على الرغم من فشل تحالف “أوبك+” وتفشي فيروس كورونا.

وأضاف عبدالكريم، أن “الانخفاض الحالي مؤقت ولن يدوم طويلا.. فهو مثل أسواق المال التي سرعان ما تعوض خسائرها بعض انقضاء الظروف الطارئة”.

واعتبر الخبير الاقتصادي أن الأسباب الحالية التي دفعت أسعار النفط للهبوط لمتوسط 32 دولاراً، الإثنين، من 45 دولاراً في ختام تداولات الجمعة الماضي، هي مؤقتة لأنها ليست في صالح كبار منتجي التحالف (السعودية وروسيا).

وقالت وزارة المالية الروسية، الإثنين، إن موسكو قادرة على التكيف مع أسعار النفط الحالية خلال فترة تتراوح بين 6 – 10 سنوات مقبلة، لأن أحد خيارات الحصول على السيولة المالية لتغطية النفقات، سيكون عبر اللجوء إلى صندوق الثروة الوطني، الذي يملك 150 مليار دولار، لكن عبدالكريم يرى أن التصريحات الروسية هي من باب إظهار قوتها المالية، “لكن في الوقت نفسه ستكون موسكو متضررة جداً من بقاء الأسعار عند مستوياتها الحالية وبالتالي سيكون هناك توافق في النهاية داخل أوبك+”.

وهو ما يتوافق مع تصريحات وزير الطاقة الجزائري ورئيس أوبك الحالي محمد عرقاب، الإثنين، التي أكد فيها أن هناك جهوداً مبذولة حالياً لإعادة بناء اتفاق بين أعضاء التحالف.

وأشار عبدالكريم إلى أن كل ما يتعرض له سعر برميل النفط، هو أسباب طارئة وليست دائمة، وأن أساسيات الاقتصاد العالمي لا تزال قوية، بالتالي هذا الانخفاض في الأسعار مؤقت وسيزول بزوال الأسباب الطارئة.

ويقول الخبير في الاقتصاد الدولي محمد سلامة (أردني مقيم في السعودية)، إن أسعار النفط الخام الحالية دون قيمتها الحقيقية والمنطقية في الأسواق.

وتوقع سلامة، التوصل لاتفاق يعيد لملمة تحالف (أوبك+)، قبل نهاية الشهر الجاري، لأنه في حال عدم التوصل لاتفاق، بالإضافة إلى تأثيرات كورونا وزيادة الإنتاج وضعف الطلب، فقد يصل سعر البرميل لحاجز الـ20 دولاراً، وهو ما لا يريده المنتجون.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، الإثنين، انكماش الطلب على النفط الخام خلال العام الجاري، ولأول مرة منذ 2009، مدفوعاً بهبوط طلبات دول العالم، خاصة الصين، كأحد تبعات تفشي فيروس “كورونا المستجد”.

وتوقعت الوكالة أن يصل الطلب العالمي على النفط 99.9 مليون برميل يومياً في 2020، بانخفاض 90 ألف برميل يومياً عن 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى