مسلمو اليونان خائفون من انتقام أثينا بعد إعادة فتح آيا صوفيا مسجداً.. ينتظرون منذ سنوات افتتاح أول جامع بالبلاد
في أثينا -العاصمة الأوروبية الوحيدة التي لا يوجد فيها جامع- يخشى المسلمون من أن تنتقم منهم السلطات بعد تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، وتؤخر افتتاح أول مسجد رسمي لهم تم تأجيل تدشينه مرات عدة.
إذ قال الإمام عطا النصير لوكالة الأنباء الفرنسية، الخميس 6 أغسطس/آب 2020: “بعد هذا القرار قد يصبح إنشاء مسجد في أثينا كان منتظراً منذ عشرات السنين، أكثر صعوبة”.
مسجد بدون مئذنة: خلال عيد الأضحى، دخل عشرات الرجال واضعين أقنعةً من القماش بسبب وباء كوفيد-19 مكان العبادة غير الرسمي الذي يرأسه الإمام، في شقة قرب محطة لاريسيس في أثينا.
يمكن للمسلمين الدراسة هناك في مكتبة مليئة بالمصاحف بلغات مختلفة والصلاة في غرفة مغطاة بالسجاد الشرقي الملون.
تم إطلاق مشروع فتح مسجد رسمي في أثينا عام 2007. لكنه واجه على الفور معارضة شديدة من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية النافذة والمجموعات القومية.
بعد التأجيل لمرات عدة، يفترض أن يفتح المسجد بدون مئذنة وتحت إشراف الدولة اليونانية، للمسلمين بحلول نهاية الخريف في المنطقة الصناعية القديمة في إلايوناس شمال شرق أثينا، وفق وزارة التربية والتعليم والشؤون الدينية.
اليونان حوّلت مساجد إلى متاحف: يخشى رجال الدين المسلمون في أثينا من أن يؤدي قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 10 تموز/يوليو تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى إعادة تأجيل المشروع.
أوضح الإمام: “مثلما يريد المسيحيون أن تبقى آيا صوفيا كنيسة، يريد المسلمون أن يبقى المسجد مسجداً. يجب ألا يصبح كنيسة أو أي شيء آخر”.
بالنسبة إلى هذا الإمام وأصله من باكستان، كان من الممكن أن يكون مسجد -مثل ذلك الموجود في ساحة موناستيراكي في قلب المنطقة السياحية وسط أثينا الذي تم تحويله إلى متحف- مكاناً رسمياً للعبادة، كما كان يأمل الرئيس التركي.
مشاعر معادية للمسلمين: لكن الموضوع حساس في دولة احتلتها الإمبراطورية العثمانية لقرون قبل استعادة استقلالها في القرن التاسع عشر.
ففي اليونان، ما زالت المشاعر المعادية لتركيا قوية، كما أن التوترات الحالية بين البلدين بشأن قضايا الهجرة وعمليات التنقيب في شرق البحر الأبيض المتوسط تسهم في تعزيزها.
قال الإمام الباكستاني: “في أذهان اليونانيين، لا يزال المسلمون منغمسين في الغزو التركي والتوترات الحالية بين البلدين قد يضر بالمسلمين الذين يعيشون في اليونان”.
كان على هذا الإمام الذي يعيش منذ سبع سنوات في اليونان وعلى أتباعه، مواجهة العنصرية وأحياناً عنف بعض المقاتلين النازيين الجدد، لكنه أكد أن “التعايش بين المسيحيين والمسلمين بشكل عام سلمي”.
الصلاة في الشقق: أثناء انتظار مسجدها، تصلي الجالية المسلمة في أثينا التي يصل عدد أفرادها إلى ما يقرب من 300 ألف شخص، معظمهم من المهاجرين الذين أتوا إليها قبل 20 عاماً، في شقق أو أقبية أو مستودعات.
بهدف تنظيم نمو أماكن الصلاة غير الرسمية، توفر الدولة اليونانية تصاريح تشغيل.
من أجل الحصول عليها يجب أن تعلن أماكن العبادة اسم المسؤول الديني وخلفيته وعدد المؤمنين الذين يأتون إلى المكان والموارد المالية. ويجب أن يستوفي المكان أيضاً معايير السلامة وأن يكون مجهزاً بنظام إنذار للحرائق ومرافق صحية ومخارج طوارئ.
أشار الإمام إلى أن “الإجراءات معقدة وتستغرق وقتاً. وقلة من المساجد، خمسة فقط، حصلت على تراخيص”. في الحي الباكستاني في أثينا، خلف باب أخضر في شارع إسخيلو للتسوق، يقع مسجد الجبار.
مسجد بعيد عن تجمعات المسلمين: يظهر الإمام أبوبكر القادم من بنغلاديش الوثيقة التي تم الحصول عليها من وزارة التربية والتعليم والشؤون الدينية والتي ألصقها على الحائط عند المدخل “منذ عام 2017، ونحن نعمل بشكل قانوني”.
أوضح أن “المسجد الرسمي الذي تريد الدولة اليونانية فتحه بعيد عن وسط أثينا حيث يعيش العديد من اللاجئين المسلمين ويمكن أن يستوعب 350 شخصاً فقط، المساجد الأخرى مثل مسجدنا ستبقى ضرورية للمسلمين الذين يرغبون في ممارسة دينهم في أثينا”.
في اليونان، تقع المساجد الوحيدة التي يعود تاريخها إلى العصر العثماني والتي لا تزال مفتوحة في المنطقة الحدودية مع تركيا، في تراقيا حيث تعيش أقلية تركية تضم 150 ألف شخص.