مالك عقار: دارفور معزولة عن السودان والوضع هناك كارثي والهدنة تفتقر لآليات التنفيذ
حذر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، من أن الوضع في منطقة دارفور غربي السودان أصبح كارثيًا، جراء الصراع الدائر في البلاد بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وقال عقار، في حديث لقناة “القاهرة الإخبارية” المصرية، إن “الوضع يتفاقم في دارفور، والتأثير هناك أكثر من التأثير الذي يحدث في الخرطوم، كما أن معاناة الشعب السوداني في دارفور متكررة”.
وأضاف: “الوضع كارثي في المناطق الهامشية مثله مثل الوضع في الخرطوم، بل إن الخرطوم يصلها بعض المعونات البسيطة لكن دارفور صارت معزولة نهائيا عن السودان، وهنالك الآلاف يتجهون إلى دول الجوار”.
وأكد عقار أن “مجلس السيادة السوداني يحترم الهدن كلها، لكن كل هذه الهدن ناقصة، وتنقصها آليات تنفيذها، والآن هناك هدنة لمدة 72 ساعة، وهذه الهدنة أيضا تنقصها آليات تنفيذ بنودها”.
وحول المبادرات المقدمة من عدة أطراف لوقف الصراع في السودان، ذكر عقار أن “المبادرات أحسب أنها كلها تستهدف إنهاء الحرب في السودان، ولكن هنالك بعض المبادرات قد لا تكون صالحة أو مواتية للوضع السوداني، وبالتالي فإن المبادرة التي تستهدف إنهاء الحرب في السودان يجب أن تراعي المصالح السودانية ووحدة السودان وسيادته وسيادة المصادر السوادنية”.
وتابع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، أنه ناقش مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد في القاهرة، قضية الصراع في السودان وتداعياته على مصر، وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
ولفت إلى أن “مصر ستسهم في حل هذه المشكلة بقدر التأثير الذي يقع عليها، فمصر أكثر الدول تأثرا، لأن مئات الآلاف من السودانيين توجهوا إلى المعابر في مصر بعد اندلاع الحرب، وبالتالي ستكون مصر الأكثر إسهاما في حل هذه المشكلة”.
وشدد مالك عقار على أن “القوى والدوائر السياسية في السودان ترفض الحرب، بصرف النظر عن الأيديولوجيات، الكل يرفض الحرب في السودان، لأنه ليس في الحرب ما هو جميل، لكن كل ما في الحرب قبيح”.
وأعلن بيان سعودي أمريكي مشترك، أول أمس السبت، أن ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد اتفقوا على وقف لإطلاق النار في أنحاء السودان لمدة 72 ساعة، اعتبارًا من الساعة السادسة من صباح يوم الأحد 18 يونيو/ حزيران بتوقيت الخرطوم.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، تدور اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من أنحاء السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
واتفق طرفا النزاع عدة مرات على وقف لإطلاق النار دون التقيد به.
واتضحت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن، بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع، تمردا ضد الدولة.