مشاكسات.. العراق.. توطن الفساد / أشبعتهم إدانات.. !!
سليم يونس
“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته…أليست مشاكسة”؟
العراق .. توطن الفساد
أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية في العراق، أنها أصدرت خلال يناير الماضي 90 أمر قبض واستقدام، بحق مسؤولين كبار حاليين وسابقين على خلفية قضايا فساد مختلفة.
وقالت إن من بين تلك الأوامر، صدرت أومر بحق 79 من كبار المسؤولين من ذوي الدرجات العليا و19 أمر قبض و71 أمر استقدام.شملت 4 من أعضاء مجلس النواب الحالي و5 نواب سابقين، ووزيرين سابقين وآخرين أسبقين، إضافة إلى وكيلي وزير حاليين، ووكيلي وزير سابقين ووكيل أسبق.
مشاكسة.. هل حقا هؤلاء الفاسدين من قيادات الدولة التي تسيطر عليها الأحزاب الدينية هي نتاج شعب العراق العظيم؟ وماذا يعني وجود فساد بين فئات الصف الأول من مسؤولي الدولة؟ ألا يمكن ألقول إن هذا النوع من الفساد في المستوى الأعلى من السلطة يعبر عن ثقافة الغنيمة التي هي نقيض لثقافة الانتماء الوطني؟ لكن ألا يمكن القول إن ظاهرة الفساد أيضا هي أحد تجليات خلل ثقافي واجتماعي وسلوكي ضمن تربية نمت في ظل الاحتلال الأمريكي الذي غزا العراق بناء على كذبة هو رتبها مع أدواته العراقية انتقاما من النظام السابق؟ لكن ألا يمكن القول أيضا إن تشريع سياسة المحاصصة الطائفية هي منتج لمثل هذا الفساد؟ وهل يمكن اعتبار هذه الظاهرة مرضا حزبيا كون هؤلاء الذين يتولون مسؤوليات في الدولة ضمن التقاسم الطائفي، هم من صفوة أحزابهم؟ لكن أين هي الروادع القانونية والدينية والاجتماعية حتى بات الفساد ظاهرة مستشرية في عراق التحرير الأمريكي له؟ لكن إذا كان الفساد ظاهرة يعرفها ويتظاهر ضد تفشيها الشعب العراقي المطحون، فكيف وصل هؤلاء إلى مراكز السلطة المنتخبة أو المعينة وفق تقاسم النفوذ الطائفي؟ ولكن أليس النظام الريعي الطائفي هو المنتج الأساس لهذه الظاهرة؟
أشبعتهم إدانات.. !!
أدان أحمد أبو الغيط،، بأشد العبارات قرار الحكومة الإسرائيلية شرعنة عدد من البؤر الاستيطانية وخططها لبناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية.
واعتبر أبو الغيط أن ذلك استخفاف مقيت بإرادة المجتمع الدولي، كفيل بإشعال الأوضاع في الضفة، ويشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي”، وعلى “المجتمع الدولي تحمل مسئولياته في مواجهة هذه الحالة الصارخة من الخروج على الشرعية والضرب بالقانون الدولي ومبادئه عرض الحائط.
مشاكسة.. هل يكفي من أمين الجامعة العربية وهو يقول إن إقرار الكيان الصهيوني تشريع بؤر استيطانية ستشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي، مجرد الإدانة وهو المسؤول العربي الأول؟ ثم إذا كان تشريع البؤر سيكون أمرا محتما، فأين يمكن للشعب الفلسطيني صرف إدانة أبو الغيط؟ ثم لو سألنا أبو الغيط كم مرة استخدمت الجامعة العربية تعبير(أدان)؟ وماذا كانت النتيجة ؟ وهل التفت الكيان الصهيوني لمثل هذه الإدانات التي تبقى مجرد كلام بلا قيمة؟ ثم أليس الأولى بأبو الغيط عوض أن يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، أن تتحمل الجامعة العربية أولا مسؤولياتها؟ ولكن إذا كانت الجامعة بهذا الهوان والضعف فما هو مبرر وجودها؟ لكن يبدو أن هناك مشكلة تسكن عقل أبو الغيط وكل من هم على شاكلته من المسؤولين العرب تتعلق بهذا التوصيف الذي يعتبر تزويرا للوقائع بقوله إن تشريع البؤر كفيل “بإشعال الأوضاع في الضفة، ويشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي ، لأن السؤال أليست الضفة مشتعلة فيما تشهد حربا يواجهها أبناء فلسطين وحدهم؟ ثم أين هو الاستقرار الذي يخاف عليه أبو الغيط في ظل العربدة الصهيونية داخل فلسطين المحتلة وفي دول الإقليم؟ ثم لا باس من استعارة مضمون هذا المثل الذي لتوصيف واقع حال جامعة أبو الغيط الذي أتصوره يقول ” لقد أشبعتهم إدانات وفازوا ببناء المستوطنات”!!