مشاكسات

سليم يونس

“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته…أليست مشاكسة”؟

“أمن روحي”.. !

قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن من أولويات بلاده التصدي لأطماع إيران في إفريقيا، متهما طهران بالسعي إلى الدخول لغرب إفريقيا لنشر المذهب الشيعي.

ونقل بوريطة،أن “الأمن الروحي للمغاربة ولإفريقيا يعتبر من بين الأولويات للتصدي للأطماع الإيرانية في القارة”.

 

مشاكسة.. ألا يبدو حديث بوريطة عن حماية الأمن الروحي للمغاربة وإفريقيا وكذلك أطماع إيران في كل القارة مفارقة تثير الاستغراب؟ والسؤال من فوض المغرب التحدث باسم شعوب القارة ودولها التي لها علاقة مع إيران؟ وهل الأمن الروحي والأطماع  التي تستهدف إفريقيا  شعوبا ودولا هي قصر على إيران؟ وماذا عن محاولات استباحة القارة من دول وجماعات في الشرق والغرب؟ ثم إذا كانت لطهران أطماع فهي مجرد أطماع “نظرية حتى الآن. لكن ماذا عن الوجود العسكري الأجنبي الأمريكي والفرنسي والروسي؟، ثم أليس الشيعة مسلمين؟ وهل هناك من كفر المذهب الشيعي حتى يعتبر الوزير المغربي التشيع تهديدا للأمن الروحي؟ ولكن أليست الجماعات الإرهابية المنتشرة في القارة من بوكو حرام إلى القاعدة وداعش من أهل السنة، هم التهديد الدموي القائم فعلا للأمن الروحي؟ ثم ماذا يا سيد بوريطة عمن لا  يهدد الأمن الروحي فقط وإنما يستهدف القدس وأقصاها وأهلها من العرب المسلمين السنة؟ أليس هذا الخطر هو الأولى على الأقل بفضح والتنديد بفاعله؟ ثم من الذي يدرب المقاومة الفلسطينية ويمدها بالخبرة والتمويل والسلاح كي يستعيد الفلسطينيون أرضهم ويحرروا أقصاهم الأسير؟ أليست هي إيران الشيعية؟ والسؤال الأهم هل تشيَّع الفلسطينيون، مقابل دعم إيران الشيعية التي اعتبرها  بوريطة العدو الأول للمغرب؟ ثم أليس مستغربا هذا الموقف العدائي المشترك من قبل الكيان الصهيوني والمغرب تجاه إيران المسلمة؟!

مجرد كلام..!

“قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي إن “الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتصوغ سيزور تركيا في مارس القادم”.

وأضاف إن “أي خطوة تتخذها أنقرة لتطبيع علاقتها مع إسرائيل ليس على حساب” القضية الفلسطينية وأن موقفهم منها ثابت. بل سيساهم في تعزيز دور أنقرة للتوصل لـ “حل الدولتين”.

مشاكسة.. السؤال إلى من يوجه أوغلو خطابه للداخل التركي أم للفلسطينيين وبعض العرب؟ ثم ماذا يعني الوزير التركي أنه موقفهم من القضية الفلسطينية ثابت؟ هل هو ثابت وفق الرؤية الفلسطينية أم الصهيونية؟ ثم أين يمكن صرف هذا الموقف الثابت إذا كانت الأغلبية الفلسطينية الشعبية والمقاومة وحتى بعض المنخرطين في أوسلو قد نعوا مكنة حل الدولتين ومنذ زمن؟ ثم كيف يمكن الوثوق في تعهدات حزب العدالة والتنمية التركي إذا ما استعرضنا تعهداته السابقة وعلاقاته مع كيان الاحتلال، ألم يسبق للرئيس التركي أن قال إن “القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين” هكذا قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فما الذي قامت به من أجل القدس؟ ثم أين هو الخط الأحمر فيما وثيقة تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال وقبل حملة ترامب على القدس تقول “لقد تم هذا الاتفاق بين أنقرة والقدس” أي القدس وليسا تل أبيب”؟ ثم ماذا يعني الخط الأحمر في ظل عملية الإجرام الصهيوني ضد القدس والأقصى، إذا كانت العلاقات الاقتصادية قد توسعت بأن صدرت تركيا عام 2020 بـ 4.7 مليار دولار إلى كيان الاحتلال.فيما كانت قبل عشر سنوات (في عام 2011)  2.4 مليار دولا؟ ثم ألا يمكن اعتبار أن الحديد والصلب التركي المصدر للكيان هو الذي تقام به المستوطنات؟ ومن ثم فإن السؤال هو: أيهما نصدق لغة الدعاية أم الوقائع؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى