تحليلات و آراء

مشاكسات

سليم يونس

احتلال خمسة نجوم..!

قالت الولايات المتحدة إنها “قلقة للغاية” من مستويات العنف في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة خشية أن يؤدي إلى “انتكاسة الجهود المبذولة لاستعادة الهدوء”

وشدد، نيد برايس، على أن واشنطن “تتفهم مخاوف إسرائيل الأمنية”.

مشاكسة.. يبدو أن نيد برايس لا يعرف من هي الجهة التي تمارس العنف والتمييز والقتل بدم بارد ومصادرة الأراضي وشن الحرب على كل مظاهر الحياة في فلسطين؟ ثم ما معني مفردة الاحتلال في العقل السياسي الأمريكي؟ أليس الاحتلال هو ذروة العنف؟ ومن ثم هل على الفلسطيني أن يلام كونه واقع تحت الاحتلال وهو بذلك أعطي الكيان الصهيوني مكنة ممارسة ثقافته كمحتل؟ ثم ماذا يعني مصطلح الهدوء في ثقافة اليانكي الأمريكي؟ هل يعني أن على الفلسطيني أن يسمع ويطيع وأن لا يتصرف بما يجعل المحتل الصهيوني يغضب، فيمارس هواية القتل؟ فهل يريد برايس من الفلسطيني أن يسلم بحق المحتل ممارسة كل أنواع الجرائم، وأي سلوك خلاف ذلك، هو استدراج يتحمل هو مسؤوليته؟ ثم ماذا يعني تفهم مخاوف إسرائيل الأمنية”؟  هل تريد واشنطن من الشعب الفلسطيني أن يوفر للمحتل بيئة احتلال (خمسة نجوم)؟ ألا يعني ذلك في الذهن والسلوك الأمريكي، أن المحتل هو الضحية والشعب الواقع تحت الاحتلال هو الجاني؟ لكن لم يخش القائم بالاحتلال وهو المدجج بالسلاح وترسانة نووية من شعب أعزل إلا من حجر وإرادته؟ ألا يكشف ذلك أن أمريكا هي العدو للشعب الفلسطيني؟

حلال علي..حرام عليهم..

أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء تعزيز العلاقات بين روسيا والصين، معتبرة أنهما “تتحديان النظام العالمي بمختلف الطرق. وهذا ما يقلقنا في العلاقات المتعززة بين هذين البلدين”.

مشاكسة.. أي نظام عالمي هذا الذي تتحداه كل من روسيا والصين؟ هل هو النظام ثنائي القطبية ؟ أم نظام القطب الواحد الذي بشر به جورج بوش الأب العالم بعد حرب الخليج الأولي ورسمّ فيه هيمنة أمريكا العالمية؟ أم النظام الذي عزز حلف الناتو ليكون هراوة أمريكا في مواجهة الدول المستقلة؟ هل هو نظام الكذب الأمريكي المفضوح عن سلاح الدمار الشامل كذريعة لتدمير العراق؟ هل نظام العدوان الذي دمر يوغسلافيا وأفغانستان وحاصر بعض دول المنطقة؟ ليكون السؤال من الذي يتحدى النظام العالمي وفق ميثاق الأمم المتحدة؟ روسيا والصين أم أمريكا؟  ثم لماذا هذا القلق  من قوة العلاقات الروسية الصينية التي تصب في مصلحة العالم لثقل الدولتين السياسي والاقتصادي والعسكري، الذي يشكل عامل استقرار عالمي؟ وهل روسيا والصين تتحديان النظام العالمي وفق التصور الأمريكي لأنهما تعملان من أجل عالم متعدد الأقطاب يستند إلى توازن قوى موضوعي؟  لكن هل من حق أمريكا أن تحتفظ بنظام الهيمنة الراهن في مواجهة إرادة دولية تعمل من أجل نظام متعدد الأقطاب كنظام متوازن بعيدا عن هيمنتها؟ أليس هذا هو الذي يمثل تحديا لنظام أمريكا العالمي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى