مشاكسات

سليم يونس

“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث والمواقف من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة  التي ربما  لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق .. ولكنه فيما نعتقد الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة  السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة.

أين الأفعال؟

“حملت حركة حماس في فلسطين إسرائيل المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات جريمة قتل المتظاهرين، وأضاف بيانها أن المقاومة ستبقى الدرع الحامي لهذا الشعب، ولن تتخلى عن واجبها في الدفاع عنه وحماية مصالحة وردع الاحتلال المجرم”.

مشاكسة…هل مسؤولية الكيان الصهيوني يا”حماس” هي في قتل متظاهرين اثنين ؟! وهل بات بعض الفلسطينيين يتعاملون مع الكيان وفق آخر جريمة؟ ثم أليس وجود الكيان الصهيوني في حد ذاته جريمة مستمرة، ناهيك عن جرائمه اليومية في كل ربوع فلسطين؟ وأين هو الدرع الحامي يا”حماس” ويا كل الفصائل من عدوانية الكيان الصهيوني وتغول قطعان مستوطنيه؟ ومتى ستقرر “حماس” والفصائل الأخرى هذا الردع للاحتلال؟ ألا يشكل تكرار هذه العبارات في بيانات حماس والفصائل الأخرى دون فعل، أن حديث “البروبجندا” شيء  وترجمة الأقوال إلى أفعال شيء آخر؟

تركستان صينيون في سوريا…!!!

“نقل مراسل “سبوتنيك” عن مصدر ميداني سوري تأكيده أن وحدة من الجيش السوري رصدت رتلا عسكريا للمسلحين التركستان “الصينيين” التابعين لتنظيم “الحزب الإسلامي التركستاني” بريف حماة الشمالي الغربي.”

مشاكسة…ماذا يفعل التركستانيون الصينيون في حماه في سوريا؟ وما علاقتهم بالشعب السوري وسوريا، وهم ليسوا أحد مكونات الشعب السوري أو حتى مفردات المنطقة العربية؟ ومن أجل ماذا يقاتلون؟ ولمصلحة من؟ ثم كيف وصلوا إلى سوريا بهذه الأعداد؟ ومن أين لهم هذه الكميات من العتاد؟ أليست مفارقة، صينيون تركستانيون يقاتلون في سوريا، وتدعمهم قوى خارجية تحت ذريعة إقامة الديمقراطية في سوريا، إذا لماذا لا يقيموا هذه الديمقراطية ابتداء في بلدهم أولا؟ ثم إذا كان هناك من يدعمهم ويتبنى طروحاتهم الفكرية والسياسية، فلماذا لا يوطنهم عنده ويستفيد منهم؟!!

قبضة أمنية

“قالت مصادر حقوقية وقانونية مصرية إن نيابة أمن الدولة العليا في مصر، قررت حبس 136 متهما بالتظاهر والانضمام لجماعة إرهابية.

فيما أفادت المفوضية المصرية للحقوق والحريات بأن موجة التوقيفات طالت أكثر من 220 متظاهرا في 12 محافظة”.

مشاكسة…ألا تعبر سياسة  القبضة الأمنية وكم الأفواه في مصر وغيرها من دول المنطقة عن عدم ثقة في النفس وفي الجمهور؟ ثم من قال إن قسوة الإجراءات الأمنية يمكن أن تمنع حالة الغضب من أوضاع سياسية واقتصادية تطحن الناس بثقلها؟ وهل ذريعة الإرهاب مبرر لتصفية الحساب مع كل مُختلف مع سياسة النظام حزبا أو شخصا طبيعيا؟ ثم أليس الاختلاف حق طبيعي يكفله الدستور وهو شرط للنظام الديمقراطي بدلا من نظام يريد من الشعب أن يكون قطيعا؟  ثم أليس قفل النوافذ دون السماح لهواء نظيف ( النقد)سيجعل من البلد مع الأيام بيئة فاسدة تماما؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى