مشاكسات

سليم يونس

“إنها محاولة لقراءة الأحداث من زوايا أخرى، تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا تفصح عنه مباشرة، عبر مشاكسة السائد من اللغة  بعين ناقدة، والتي قد لا ترضي الكثيرين ، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المخالف ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة التفكير قيمتها”.

 

مساواة عنف المقاومة بعنف الاحتلال..!!

أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، يوم الثلاثاء الماضي ، على التزام الجانب الفلسطيني بالمقاومة الشعبية السلمية ونبذ العنف بكافة أشكاله.

مشاكسة.. ماذا يعني الرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما يقول (نبذ العنف بكافة أشكاله)؟   وما مفهوم العنف الذي ينبذه السيد عباس؟ أليس التركيز على المقاومة السلمية وحدها يعني حرمان الشعب الفلسطيني من التصدي لعدوان قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه من حق الدفاع عن النفس بالوسائل المشابهة التي تمارس ضده؟ ألا يحمل هذا التركيز المريب على المقاومة الشعبية السلمية وحدها في مواجهة عدو كولنيالي إحلالي مدجج من قمة رأسه حتى أخمص قدميه  بترسانة من السلاح تستخدم ضد الشعب الفلسطيني  من أجل قهره ومصادرة حقه في الحياة وتحرير أرضه؟  ثم أليس من المعيب بالمعني السياسي والقانوني والأخلاقي مساواة عنف الاحتلال بالعنف الذي يجب أن يمارسه الشعب الواقع تحت الاحتلال؟ وهل يمكن في مواجهة مثل هكذا عدو الاقتصار على المقاومة الناعمة وحدها فيما هو يستخدم آلته العسكرية ضد الشعب الفلسطيني مستهدفا كل مظاهر الحياة ؟ ثم كيف كانت سترد مقاومة السيد عباس الشعبية الناعمة على عدوان الكيان الصهيوني  الأخير على غزة الذي راح ضحيته المئات من الأطفال والنساء وكبار السن وجرح الآلاف،  وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة؟ ثم أليس من حق الشعوب المحتلة أرضها ووفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة استخدام كافة وسائل المقاومة لرد العدوان وتحرير أرضها؟ ثم هل كان وزير الخارجية الأمريكي سيهرول للقائه لولا العنف الذي يرفضه تلميحا وتصريحا السيد عباس؟  وهل يتصور هذا العقل السياسي للبعض الفلسطيني والذين يمثلهم، أن الكيان الصهيوني وحاميته الولايات المتحدة ستمنحه شيئا من حقوقه المصادرة دون مقاومة وكفاح مسلح، يرغم العدو ومن معه على التسلم بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في حدها الأدنى على الأقل؟ ثم ألم يكن من السياسة عدم تبرع السيد عباس المجاني بالتنازل عن أرقى أشكال النضال وهو الكفاح المسلح في مواجهة عدو لا يعرف غير هذه اللغة؟ ثم متى يدرك السيد عباس أن الصراع مع الكيان الصهيوني هو صراع وجود متعدد الأوجه، وأن من حق الشعب الفلسطيني أن يستخدم كل أشكال المقاومة التي تمكنه من التخلص من هذا الاحتلال بدءا من العامل الديموغرافي ومرورا بالمقاومة الشعبية عبر الاشتباك اليومي وصولا إلى الصاروخ؟

ولي الأمر هنية..!

قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، إن عقد اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين تركيا وفلسطين، أمر ممكن.

وكشف هنية عن زيارة قريبة سيجريها إلى تركيا، للقاء الرئيس التركي أردوغان، “لإجراء مشاورات سياسية حول المستقبل”.

مشاكسة.. هل تتحدث يا شيخ هنية باسم إمارة حماس في قطاع غزة؟ أم باسم كل فلسطين؟ ثم لماذا تستعجل يا شيخ إسماعيل هنية بصفتك زعيما لحركة حماس تنصيب نفسك وليا لأمر الفلسطينيين؟ أليس من المبكر يا شيخ هنية مصادرة حق الفلسطينيين في اختيار من يمثلهم ويتحدث باسمهم ويعقد الاتفاقيات الاستراتيجية مع دول إقليمية باسمهم؟ أم أن موجبات إمارة حماس في غزة التي جاءت نتيجة انقلاب دموي توجب ذلك؟ ثم أليس من المبكر محاولة استثمار صمود وجهد مجموع الأذرع العسكرية لمختلف الفصائل التي خلقت توازنا جديدا مع الكيان الصهيوني وفرضت على 80% من المستجلبين الصهاينة في فلسطين التاريخية البقاء في الملاجئ لعشرة أيام؟ ثم هل هذا السلوك من زعيم حماس بداية انقلاب سياسي في الأدوار على منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية على غرار انقلاب 2007 في غزة؟ ثم هل نجانب الصواب لو طلبنا من الشيخ هنية أن يتريث قليلا في انتظار ما الذي سيقوله الشعب الفلسطيني حين تحين اللحظة لذلك عبر صندوق الاقتراع وحده؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى