مصادر: فشل اجتماعات اللجنة العسكرية بليبيا رغم عدم الإعلان.. وتوقعات باشتباكات عنيفة
تتبادل الأطراف القصف في العاصمة طرابلس رغم استمرار الهدنة المعلنة حتى الآن، إلا أن الأوضاع على الأرض تؤكد عكس ذلك.
حسب المعلومات التي أكدتها مصادر ليبية، فإن اجتماعات اللجنة العسكرية “5+5” لم تتوصل إلى نتيجة من شأنها التوافق الأمني، أو الوصول لحلول دائمة، خاصة أن بيان البعثة الأممية الأخير قال إن اللجنة العسكرية الليبية “5+5” توصلت إلى وقف مستدام لإطلاق النار في البلاد، وهو ما يتنافى مع الأوضاع وما حدث في العاصمة مساء الخميس من اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
الشواهد الأخرى تتمثل في انسحاب الوفد السياسي لمجلس النواب بعد وصوله لجنيف، ولقاء بعض الأعضاء مبعوث الأممي غسان سلامة، إلا أنهم قرروا عدم المشاركة والعودة إلى ليبيا، وهو ما يمكن قراءته في سياق فشل المحادثات العسكرية أيضا، خاصة أن الجهات السياسية في الشرق الليبي تتخذ قراراتها بالتنسيق مع الجانب العسكري المتمثل في الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر.
المعلومات التي أكدتها بعض المصادر الليبية يتوازى معها قول العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجية المعنوي بالجيش الوطني الليبي، وآمر غرفة الإعلام، إن الطرف الآخر في الغرب الليبي حاول التحايل على مسألة نزع سلاح الميليشيات وتفكيكها.في حديث صحفي، أشار المحجوب إلى أن هناك محاولة لإعادة تجربة الصخيرات مرة أخرى والإبقاء على جماعة الإخوان مرة أخرى، وأن القوات المسلحة الليبية ترفض هذا الأمر.
وأشار إلى أن الجيش أوقف العمليات العسكرية وذهب للمحادثات حتى لا يقال إنه لا يرغب في الحل، إلا أن عمليات التحايل والإبقاء على جماعة الإخوان والميليشيات غير مقبولة.
وفيما يتعلق بجنيف واحتمالية تشكيل حكومة جديدة، أوضح أن اللجنة السياسية المشكلة من البرلمان، وبالتالي فإن ما يحدث الآن لا يعبر عن الشعب الليبي.
فشل المحادثات الأمنية بات مؤكدا بحسب المصادر والشواهد التي يؤكدها أيضا إعلان المجلس الأعلى للدولة في ليبيا الأسبوع الماضي، تعليق مشاركته في الحوار السياسي المنعقد في جنيف.
وأشار البيان إلى أن “أهم تلك العوامل، تحقيق تقدم في المسار العسكري “5+5″، والاعتداد برأي فريق الضباط الخمسة المكلفين من المجلس الرئاسي في حوار اللجنة العسكرية”، مضيفا أن تلك العوامل هي “الالتزام بالاتفاق السياسي، كونه القاعدة والمرجعية الأساسية لأي اتفاق”، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن.
من ناحيته انتقد عثمان بركة عضو الجبهة الشعبية بليبيا، منهجية عمل البعثة الأممية في ليبيا، بأنها تعمل بشكل خاطيء لا يمكن معه حل الأزمة.
ويرى بركة أن عمليات الحوار العسكري أو السياسي فشلت قبل أن تبدأ، خاصة أنها لم تبن على أسس سليمة تراعي التركيبة الليبية، وأن الإصرار على بقاء الإخوان في المشهد في ليبيا لن يساهم في اي تقدم على الأرض.
ويضيف، أن طرابلس تحترق، بسبب القصف التركي، وأن العالم يتجاهل هذا التدخل وقتل الشعب الليبي، على حد قوله.
وأوضح أن من حضروا في جنيف هم جماعة الإخوان وأعضاء المقاتلة الذين يبحثون عن فرصة للبقاء في المشهد السياسي بأي شكل.
وشدد عثمان أنه بعد فشل اجماعات اللجنة العسكرية وكذلك السياسية، فإنه من المتوقع أن تشهد طرابلس اشتباكات عنيفة بين الأطراف.
المسار السياسي
في 25 فبراير/ شباط، رحبت بعثة الأمم المتحدة برسائل الدعم من المجتمع الدولي للحوار الذي تيسره البعثة في المسارات المختلفة، وآخرها البيان المشترك الصادر عن سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وتصريحات وزير الخارجية السعودي.
في وقت سابق، قال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي، فتحي عبد الكريم المريمي، إن قرار المجلس تعليق مشاركته في الحوار السياسي بجنيف حول الأزمة الليبية جاء بعد تجاهل البعثة الأممية إلى ليبيا تساؤلات المجلس حول المشاركين في الحوار وإطاره الزمني.
وجميع المصادر، على مدار الأيام الماضية من”النواب” و”الأعلى للدولة”، أجمعوا على فشل المسار السياسي في ظل عدم حضور الأطراف السياسية.