مصري يحقق حلمه ببناء منزل مصنوع بالكامل من مواد مستخدمة
انطلاقاً من الشعور بعدم الارتياح إزاء البنايات المتراصة في الشوارع وبدائلها في التجمعات المغلقة ذات الأسوار والبوابات (كومباوند) بأنحاء العاصمة المصرية، اختار تيمور الحديدي حلمه الخاص ببناء منزل مصنوع بالكامل من مواد يعيد استخدامها مرة أخرى.
في بداية مشروعه قبل أربع سنوات لم يكن الحديدي يتصور شكلاً للمنزل. والآن، يقف المبنى الرائع المكون من طابقين في مدينة الشيخ زايد داخل حدود القاهرة الكبرى شاهداً على سنوات من العمل المضني والابتكار.
ولم يكن للحديدي، المتخصص في إدارة الأعمال، خلفية مهنية في أعمال الهندسة أو البناء ولم يكن يرغب سوى في تنفيذ فكرته التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة عندما بدأ يبحث عن منزل عند زواجه في عام 2012.
وعندما عجز عن العثور على منزل مناسب، جمع فريقاً يتألف من نحو عشرة عمال لديهم لمسات إبداعية، بما في ذلك بناؤون وفنيو كهرباء ونجارون ورسامون ساعدوه في تحقيق حلمه على قطعة أرض يمتلكها.
وقال الحديدي «إحنا فعلاً أصدقاء للبيئة عامة وبنحاول نبني بطريقة إننا نخلي البيت دا يبقى متعايش مع الطبيعة، يعني ملاقف الهوا، الهوا ييجي لها من حتة ويطلع من حتة تانية وإن هو في اتجاه البيت يبقى مراعي إن الشمس داخلة عليه في حتت معينة وإن البرودة متخشوش وإن الحرارة متخشوش. إن إحنا نخلي البيت يتعامل ويتعايش جوا (مع) الطبيعة».
قام الحديدي بجمع الخرسانة والطوب الأحمر الذي استخدم من قبل وتم التخلص منه والقوارير الزجاجية لعمل جدران المنزل والأسقف وحتى الأسرة. ويبدو إطار جرافة أعاد استخدامها في إحدى النوافذ مثل قطعة فنية في المنزل.
وقال «أنا ببلغهم (الشباب) رسالة إن البيوت بتاعتنا ممكن الواحد يلمها من الشوارع. يعني هي المخلفات دي كافية إنها تبني بيوت كتير جداً، ومن مواد كتير جداً مرمية في الشوارع يمكن الناس مش واخدة بالها منها لأنها بتعتبرها زبالة أو حاجات وحشة خلاص يعني محدش عايزها. بس فيه منها مواد ممكن تعيد استخدامها تاني وتبقى هايلة وتبني بيت فعلاً اقتصادي، مش لازم يبقى كبير بالشكل دة أنا قصدت إني أبني بيت كبير يمكن شوية عشان الفكرة تظهر والناس تاخد بالها منها».
وأضاف «دي مثلاً كاوتشة لودر (جرافة)، اللي هو اللودر الكبير دا اللي بيشيل الحجر والحاجات دي. الكاوتش دة إحنا لقيناه عند حد هو إداهولنا (أعطاه لنا) يعني والكوتشة دي قلنا دي مثل من الأمثلة إن احنا استخدمنا حاجة برضه من المخلفات، خلاص العجلة دي اشتغلت كتير جداً وباظت فإحنا خدناها وقولنا إن إحنا عايزين نشغل العجلة دي إن إحنا نعملها في الحيطة بتاعتنا وفي نفس الوقت عملنا فيها شباك والشباك دا راكب جواها ومنظرها حلو والناس كلها بتسأل عليها برضه فمنظرها جميل».
ويقول إنه جمع مواد البناء بالمجان تقريباً، لكنه دفع تكلفة الحرفيين المهرة التي بلغت قرابة مليوني جنيه مصري (124 ألف دولار). وحسب ما جاء في برنامج لميس الحديدي فقد كانت مهاجرا وعاد ليبني بيتا ويستقر فيه.
ويقول إنه يأمل في أن يقتدي به الشباب المصري الذي يكافح من أجل العثور على سكن مناسب.
وتخطط الحكومة المصرية لطرح عشرات الآلاف من الوحدات السكنية الجديدة في السوق كل عام في السنوات القلائل المقبلة، في محاولة للحد من الازدحام في المدن المكتظة بالسكان في مصر وتوفير المنازل للفقراء.
لكن محللين كثيرين يقولون إن المساكن الجديدة يتم تسعيرها بطريقة تفوق إمكانات معظم المصريين وسيبقى قسم منها لا يشتريه أحد.
مع ذلك، لم تتوان الحكومة، وتمضي قدماً بكل قوتها في إنشاء مدينة جديدة على بعد 50 كيلومتراً شرقي القاهرة، وهو مشروع مصمم لتوفير 240 ألف وحدة سكنية جديدة على مدار السنوات الخمس المقبلة.