مفتون ببوتين، أهان مانديلا، وغضب عقب فوز أوباما.. محامي ترامب يكشف أسراراً عن الرئيس “محتقر الأقليات”
ظهر محامي دونالد ترامب السابق، مايكل كوهين بكتاب جديد يتحدث فيه عن انشغال الرئيس بسلفه باراك أوباما، حيث شكك علناً في مسقط رأسه، ووصفه في الغرف المغلقة بـ”المرشح المنشوري” (نسبة إلى الرواية السياسية The Manchurian Candidate للكاتب ريتشارد كوندون) الذي لم يحصل على درجاته العلمية بالجامعات إلا بالعمل الإيجابي.
يضيف كوهين بالكتاب وفق اختصار نشرته شبكة CNN الأمريكية أن ازدراء ترامب لأوباما كان شديداً لدرجة أنه اتخذ خطوة إضافية بقيامه باستئجار ممثلاً شبيهاً بأوباما للمشاركة في مقطع فيديو أدى فيه ترامب “طقوس التقليل من شأن أول رئيس أسود، ثم فصله من وظيفته”.
لكن كتاب كوهين، “Disloyal: A Memoir”، لم يذكر اسم الرجل الذي يُزعم أنه عُيين ليلعب دور أوباما ولم يقدم تاريخاً محدداً للحادث، ولكنه يتضمن صورة لترامب جالساً خلف مكتب وهو يواجه رجلاً أسود يرتدي بدلة عليها دبوس العلم الأمريكي مثبت على طية صدر السترة. ويوجد على مكتب ترامب كتابان، أحدهما يعرض اسم أوباما بأحرف كبيرة.
هاجمه ومستعد للمزيد: وبصفته أحد المطلعين الداخليين الذي قضى سنوات كمحام شخصي لترامب وكما أطلق على نفسه “وسيطاً” له، يقول كوهين إنه مؤهل بشكل فريد لإطلاق عنان حكاياته عن ترامب، الذي يصفه كوهين بأنه “غشاش، كاذب، محتال، متنمر، عنصري، وحش، مخادع” ومهتم باستغلال منصب الرئاسة حصرياً لمصلحته المالية الشخصية.
لكن وفقاً للمدعين الفيدراليين وإقرارات كوهين بالذنب، فهو أيضاً كاذب ومخادع، حيث أقر في عام 2018، بأنه مذنب في تسع جرائم فيدرالية، بما في ذلك التهرب الضريبي والكذب على الكونغرس وانتهاكات تمويل الحملات التي قال هو والمدّعون إنها ارتكبت بناءً على توجيهات ترامب لمساعدته في الفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2016.
وقد أقر كوهين واعتذر عن دوره في صعود ترامب، قائلاً إنه “كان على أتم الاستعداد للكذب والغش والتنمر” لمساعدة رب عمله منذ فترة طويلة في الفوز والوصول للبيت الأبيض. وهو يعيد سرد الضغط والشعور بالذنب اللذين اختبرهما عندما تحدث ضد ترامب، وكتب أنه كان يرى في الانتحار “وسيلة للهروب من الجنون الذي لا يلين” في الأسابيع التي سبقت الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس في عام 2019.
لكن في الكتاب، يجادل في ارتكاب جرائم معينة اعترف بارتكابها بالفعل، فقد صور نفسه ضحية “تكتيكات العصابات” للمدعين الفيدراليين في مكتب المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية من نيويورك.
لكن تبقى رواية كوهين لطبيعة ترامب الشخصية وفترة رئاسته صادمة، وخلال فترة سجن كوهين، كتب: “أصبحت أكثر اقتناعاً بأن ترامب لن يغادر منصبه بسلام”.
مفتون ببوتين: أضاف كوهين إن قدوة ترامب للرجل صاحب السلطة هو فلاديمير بوتين، وهو يصف ترامب بأنه مفتون بثروة بوتين ونفوذه، ومندهش بما يراه من قدرة الرئيس الروسي على السيطرة على كل شيء، من صحافة البلاد إلى مؤسساتها المالية.
لكنه يكرر اعتقاده بأن ترامب ومسؤولي حملته كانوا غير منظمين لدرجة لم تسمح لهم بالتنسيق مع الروس خلال انتخابات عام 2016. وكتب كوهين: “ما بدا أنه تواطؤ كان في الحقيقة التقاء مصالح مشتركة في إيذاء هيلاري كلينتون بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك التدخل في الانتخابات الأمريكية، وهو الموضوع الذي تسبب في عدم ارتياح ترامب بشكل تام”.
يزعم بأنه مع توقع ترامب نفسه خسارة السباق الرئاسي، كان هدف ترامب في التقرب من بوتين هو تهيئة نفسه للاستفادة المالية من مشروع تطوير عقاري مخطط له في موسكو بعد الانتخابات.
يصور كوهين أيضاً ترامب باعتباره طموحاً لإقامة علاقات مع الرئيس الروسي. فبحسب كوهين، بعد أن باع ترامب قصراً في بالم بيتش اشتراه مقابل 41 مليون دولار لأوليغاركي روسي يُدعى دميتري ريبولوفليف مقابل 95 مليون دولار في عام 2008، أخبر ترامب كوهين أنه يعتقد أن المشتري الحقيقي هو بوتين.
غير أن كوهين يجادل في صحة شريط فيديو يُشاع أنه يصور ترامب في وضع خاص خلال رحلة إلى موسكو، قائلاً: “هذا الادعاء لم يحدث أبداً، على حد علمي وتحقيقاتي”.
لكن كوهين يكشف أنه خلال صيف 2016، تلقى مكالمة من رجل مجهول قال إن بحوزته شريطاً مطابقاً للوصف. وأخبر كوهين المتصل أنه سيحتاج إلى مشاهدة بضع ثوانٍ من الشريط لتحديد ما إذا كان حقيقياً، وطالب المتصل بمبلغ 20 مليون دولار قبل أن ينهي المكالمة، ولن يسمع منه أي شيء مرة أخرى.
يكتب كوهين أنه بينما يحتل بوتين أعلى مكانة في عقل ترامب، فإن الناخبين يحتلون مكانة منخفضة.
أعقاب إعلان ترامب عن خوضه السباق الرئاسي عام 2015، والذي وصف فيه المكسيكيين بالمجرمين والمغتصبين، استبعد المخاوف من أنه تسبب في نفور اللاتينيين منه. ويزعم كوهين أن ترامب قال له: “لن أحصل أبداً على أصوات ذوي الأصول الإسبانية. إنهم مثل السود، أغبياء جداً لدرجة لا تسمح لهم بالتصويت لترامب. إنهم ليسوا شعبي”. (حصَّل ترامب نسبة 28٪ من الأصوات اللاتينية في عام 2016)
وقد قال ترامب وهو في حالة هياج بعد فوز أوباما بالمنصب في عام 2008، “أخبرني أن دولة واحدة يديرها شخص أسود ليست خربة.. كلها مراحيض ملعونة”، وفقاً لكوهين. وبعد وفاة نيلسون مانديلا، زُعم أن ترامب قال عن جنوب إفريقيا “لقد قام مانديلا بتدمير البلد بأكمله. الآن البلد خربة. اللعنة على مانديلا. لم يكن زعيماً على الإطلاق”.
يكشف كوهين أيضاً تفاصيل شخصية عن ترامب، بما في ذلك روتين شعره، الذي وصفه بأنه مزيج من “ثلاث خطوات” مصمم لإخفاء “الندوب القبيحة على فروة رأسه من عملية زرع شعر فاشلة في الثمانينيات”.
يخصص جزء من الكتاب للحوادث التي ربما تكون معروفة في هذه المرحلة: جهود ترامب وكوهين المزعومة لإسكات النساء اللواتي يزعمن خوضهن علاقات حميمة مع ترامب خلال انتخابات عام 2016. وانتهاكات تمويل الحملة التي قادت كوهين إلى السجن وقول المدعين العامين إنها حدثت “بالتنسيق مع وبتوجيه من الشخص رقم 1″، المعروف أيضاً باسم ترامب.
وقد أنكر ترامب مسألة العلاقات الحميمة المزعومة وأي تورط في المدفوعات.
وفي وصفه للتحقيق والملاحقة القضائية، يصور كوهين نفسه على أنه متعاون للغاية، وهي فكرة دحضها المدعون العامون. وفي ما يتعلق بتهم التهرب الضريبي، يدعي أنه زود محاسبه بجميع سجلاته، وهو تأكيد قال المدعون الفيدراليون بأنه ادعاء كاذب.
بالنسبة لتهمة الكذب على أحد البنوك، يسميها كوهين “خيال المدعين الفيدراليين من المنطقة الجنوبية لنيويورك”.
ولكن بطريقة ربما قد يقدرها ترامب، يحتفظ كوهين ببعض أقسى أحكامه لوسائل الإعلام، والتي يلقي باللوم عليها في الوقوع في تكتيكات ترامب لجذب الانتباه إليه وهو ما دفعه إلى منصب الرئاسة.
كتب قائلاً: “رئاسة دونالد ترامب هي نتاج الصحافة الحرة. لا أقصد حرة كما هو الحال في حرية التعبير، أقصد بحرة هنا أنها غير مدفوعة الأجر. لقد بُثت المسيرات الحية، والتغريدات، والمؤتمرات الصحفية، والمقابلات الحمقاء، والتغطية المباشرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وكل ذلك دون إنفاق سنت واحد. الصحافة الحرة أعطت أمريكا ترامب، اليمين، اليسار، المعتدل، الصحف الصفراء، التلفزيون، الإذاعة، الإنترنت، فيسبوك؛ هؤلاء هم هو من انتخبوا ترامب وربما ينتخبونه مرة أخرى”.