مقابل مبلغ كبير.. تركيا تستعيد لوحة “نادرة” للسلطان الفاتح من لندن، رسمها واحد من أشهر الفنانين بأوروبا (صورة)
أعلن أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، الخميس 25 يونيو/حزيران 2020، أن البلدية قامت باقتناء لوحة للسلطان العثماني محمد الفاتح، تم عرضها في مزاد علني في العاصمة البريطانية لندن، لتتم إعادتها إلى تركيا.
هذا المزاد العلني أقيم في قاعة كريستي “Christie”، في العاصمة البريطانية لندن، فيما أكدت تقارير إعلامية تركية أن هذه اللوحة التي تعود للسطان العثماني محمد الفاتح بيعت بقيمة 770 ألف جنيهاً إسترلينياً (قرابة 948 ألف دولار).
تحفة نادرة: وفق تقرير لصحيفة “بريس تورك” التركية، الخميس، فإن هذه اللوحة يُعتقد أنه تم الحصول عليها من ورشة الرسام الإيطالي جنتيل بيلين (1429-1507)، فيما لم يتم الحسم في أمر مَن رسمها، إن كانت بريشة الفنان الشهير أم بريشة أحد تلامذته، وذلك سنة 1480 ميلادية.
Londra'da açık artırma ile satılan, Fatih Sultan Mehmet Han’ın günümüze kadar gelebilmiş üç orijinal portresinden biri olan, İtalyan ressam Gentile Bellini’nin atölyesinden 15. yüzyılda çıktığı tahmin edilen yağlıboya tabloyu İBB olarak satın aldık. pic.twitter.com/z3NVue07JR
— Ekrem İmamoğlu (@ekrem_imamoglu) June 25, 2020
يعتبر السلطان محمد الفاتح (1432-1481م) سابع سلاطين الدولة العثمانية، وعَرف عهده فتوحات كبيرة، أبرزها فتح القسطنطينية (إسطنبول حالياً)، عام 1453م.
رئيس بلدية إسطنبول كتب تغريدة على “تويتر”، جاء فيها: “اشترينا اللوحة الزيتية التي يُرجَّح أنها خرجت من ورشة الرسام الإيطالي جينتل بيليني، وهي واحدة من اللوحات الثلاث الأصلية للسلطان الفاتح، والتي تم بيعها بالمزاد في لندن”.
اللوحة التي بيعت في قسم “الفن الإسلامي والهندي” تستلهم أهميتها من أنها واحدة من ثلاث لوحات أصلية رُسمت للسلطان محمد الفاتح.
نجت إلى يومنا هذا: سارة بلومبلي، المسؤولة عن الأعمال الفنية الإسلامية والهندوسية في قاعة كريستي للمزايدة، أكدت أن هذه التحفة الفنية تعتبر الأهم من نوعها المعروضة في المزاد.
في تصريح لها، لقناة “تي آر تي” التركية، تقول بلومبلي إن الاستثنائي في هذه اللوحة هو أنها ” نجت حتى يومنا هذا، وتعتبر من 3 لوحات أصلية رسمت للسلطان”.
بخصوص الوجوه الأخرى الظاهرة في اللوحة، تقول المتحدثة نفسها: “يقال إنه أحد أبنائه الثلاثة، لكن فارق العمر بينهما يبدو قليلاً، ولذلك لسنا واثقين من هويته”.
تضيف أيضاً: “قد يكون أوروبياً لأنه أبيض البشرة وحليق اللحية، كما أن من غير المألوف في إطار الآداب العثمانية رسم شخص بنفس بُعد السلطان، لذلك يمكن أن تكون صورة للسلطان الفاتح في شبابه كما تخيلها الرسام، للشبه فيما بين الشخصين”.
عاشق للفن: تقول بلومبلي إن السلطان الفاتح كان مولعاً بالفن ويحترم الفنانين في ذلك العصر، خاصة الفن الغربي، وبالإضافة إلى هذه اللوحة فقد رُسمت له العديد من اللوحات الأخرى.
تقول أيضاً: “هذه اللوحة من النوادر التي وصلت إلى أيامنا، ونحن متحمسون لعرضها في المزاد، وأتوقع أن يصل سعرها إلى 460 ألف جنيه إسترليني. يسعدنا عرضها في مجموعتنا”.
جدير بالذكر أن السلطان الفاتح الذي اشتهر عصره بالنهضة، دعا الرسام الإيطالي جنتيل بليني، الذي عاش بين عامي 1429 و1507، إلى إسطنبول في عام 1479، وقبل أن يطلب منه رسم صورة خاصة به طلب منه رسم صور أشخاص في القصر ليتأكد من مهارته في الرسم.