“مناقشات غير عادية” في إسرائيل وحديث عن دفع “أثمان باهظة” في الصفقة المنتظرة
أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الأربعاء، بأن “مناقشات غير عادية” حصلت الليلة بإسرائيل، فيما يدور حديث على المستوى السياسي عن “أثمان باهظة” سيتم دفعها في الصفقة المنتظرة.
وقالت الصحيفة إن المجلس الوزاري السياسي الأمني انعقد الليلة، لإجراء نقاش غير عادي لبحث الاقتراح الأمريكي الجديد الذي لا تزال حماس تدرسه، كما انعقدت أيضا حكومة الحرب المحدودة.
وبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن الاقتراح الأمريكي الذي قدمه رئيس وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز إلى إسرائيل وحماس وقطر ومصر، يتضمن وقفا لإطلاق النار يستمر لمدة 6 أسابيع، ستفرج حماس خلاله عن 40 من بين 133 أسيرا تحتجزهم، وذلك مقابل إطلاق سراح 900 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، من بينهم 100 أسير يقضون أحكاما طويلة.
ويتضمن الاقتراح وفق الصحيفة، عودة 150 ألف نازح إلى شمال قطاع غزة، لكن مسؤولين سياسيين كبار نفوا ذلك لاحقا، إذ تعتبر مسألة عودة اللاجئين إلى الشمال إحدى نقاط الخلاف الرئيسية مع حماس.
كذلك، فإن مسألة عدد وهوية السجناء الأمنيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة، تشكل قضية خلافية أخرى.
وأعربت واشنطن عن إحباطها من حقيقة أن حماس لم ترد بعد على الاقتراح، وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي في الإدارة الأمريكية، إن “تصريحات حماس غير مشجعة”، مشددا على أن إسرائيل من ناحية أخرى، أظهرت استعدادها للتحلي بالمرونة.
كما أشار إلى أنه تحدث مع القطريين للضغط على حماس والحصول على إجابة على الاقتراح.
ولفتت “يديعوت أحرونوت” إلى أنه بحسب التقديرات فإن رد حماس قد يأتي خلال يوم أو يومين، ونقلت عن مصادر قولها إنه “يجب ألا نرفع التوقعات.. هناك ضغوط قوية من الولايات المتحدة على الوسطاء.. لكن من السابق لأوانه أن نكون متفائلين لأن السنوار يتباطأ ويريد الاستمرار في إشعال النار في غزة والشرق الأوسط وقد رفض حتى الآن كل العروض”.
يأتي ذلك، فيما يمارس اليمين الإسرائيلي ضغوطات على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أن انسحاب القوات من خان يونس أثار غضب الوزيرين بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن غفير.
ووصف سموتريتش النقاش بالحكومة بأنه “معقد وحرج”، معربا عن معارضته لطريقة إجراء الاتصالات، وتصريحات كبار المسؤولين في المؤسسة الدفاعية، والتي بموجبها ستدفع إسرائيل “أثمانا باهظة” ستفرض عليها في إطار الصفقة، وفق تعبيره.
وكتب سموتريش عبر وسائل التواصل: “أولئك الذين يدعمون الصفقة بأسعار باهظة يجب أن يسعوا لخفض هذه الأسعار إلى الحد الأدنى. هذه التصريحات المشينة تفعل العكس تماما”.
وعلى خلفية الانسحاب من خان يونس، قال: “التصريحات بشأن استمرار الحرب يمكن أن تصبح شعارا لا أكثر وذلك عندما يضغط العالم كله بكل قوته من أجل إنهاء الحرب ويرى في الاتفاق الحالي مقدمة لمرحلة قادمة تتضمن إنهاء الحرب وحماس لا تزال على قيد الحياة”.
وحذر من عودة سكان غزة إلى شمال القطاع، وادعى أن ذلك سيؤدي قريبا إلى تجدد إطلاق الصواريخ. وطالب سموتريش بإطلاق العملية المزمعة في رفح، ودعا إلى “التحدث مع (قائد حماس في غزة يحيى) السنوار بالقذائف والقنابل”.
وقال: “لدينا التزام عميق بعودة المختطفين.. لكن ثبت مرارا وتكرارا أن التفاوض من موقع الضعف والاستسلام يؤدي إلى نتيجة عكسية.. السنوار يفسر ذلك على أنه ضعف، ويحصن موقفه أكثر ويرفض أي عرض”.