من دمشق هنا مسقط… المقداد في مهمة دبلوماسية ترسم خيوط الحل للأزمة السورية
حيث تعد زيارة المقداد إلى مسقط هى الأولى له إلى بلد عربي وخليجي منذ تسلمه مهام منصبه في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، وسط تغيرات سياسية كبيرة تشهدها المنطقة، خصوصا للتكيف مع وصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض.
وفي إشارة إلى أهمية الزيارة لمسقط، علق الكاتب الصحفي العربي غسان شربل على “تويتر”: زيارة المقداد مثيرة للاهتمام بمكانها وتوقيتها، ومثيرة أيضا لأن النوافذ العمانية تطل على دروب كثيرة وغير تقليدية”.
ومن جانبه يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة دمشق الدكتور بسام أبو عبد الله، أن العلاقة الجيدة بين دمشق ومسقط هى التي جعلتها وجهة وزير الخارجية الأولى للوزير فيصل المقداد، حيث أن العلاقة بين الجانبين لم تنقطع منذ عشر سنوات بعدما أغلقت الدول العربية سفاراتها في سوريا، لكن بقيت سفارة السلطنة لم تغلق أبوابها، علاوة على ذلك قد يكون المقداد حمل معه العديد من الملفات من بينها العلاقات الثنائية.
دور مسقط
وتحدث أبو عبد الله لـ”سبوتنيك”، بأن “مسقط تلعب دور الوساطة في العديد من ملفات المنطقة، فهى تلعب دور الوساطة في الملف النووي الإيراني وفي نقل الرسائل بين الولايات المتحدة الأمريكية وأنصار الله في اليمن، لكن ليست هناك معلومات مؤكدة عما حمله المقداد إلى مسقط، لكنني أعتقد أنه بعد جولة وزير الخارجية الروسي إلى منطقة الخليج والحديث عن عودة سوريا للجامعة العربية، الزيارة تعد هامة خاصة أنها الأولى له، وقد يكون هناك رسائل متبادلة مع بعض القوى الدولية الكبرى”.
حراك سياسي
وحول الانتخابات السورية والعلاقات مع دول الخليج قال أستاذ العلاقات الدولية، إن “معظم دول الخليج باستثناء قطر تتقارب مع دمشق وتريد عودة سوريا إلى الجامعة العربية وإن كنت أرى أن سوريا لم تخرج منها، وعلى من قالوا أنهم أخرجوها أن يعيدوها إلى مكانها، أما ما يتعلق بالانتخابات، هى قرار داخلي سوري وغير مسموح لأحد بالتدخل فيه”.
ولفت أبو عبد الله، إلى أنه “بدا واضحا للعيان أن هناك حراك سياسي بدأه وزير الخارجية الروسي بزيارة دول الخليج وما تبع الزيارة من تصريحات إيجابية استمعنا لها، لذا قد تكون العديد من الملفات على الطاولة خلال تلك الزيارة التي لم تكن زيارة قصيرة ما يوحي بأن هناك تقارب بشكل أعمق، وقد يتم نقل رسائل أيضا عن موقف دمشق بشكل واضح حول العديد من القضايا المحلية والإقليمية”.
تشاور مستمر
من جانبه أكد البرلماني السوري عمار الأسد، أن “هناك تشاورات على الدوام بين دمشق ومسقط، وسفارة سلطنة عمان موجودة في سوريا وتفتح أبوابها رغم أن أغلب الدول العربية أغلقت سفاراتها، لكن السلطنة كان لها بعد نظر وقرار مستقل تجاه الأزمة”.
ويرى الأسد في حديثه لـ”سبوتنيك”: أن زيارة المقدار إلى مسقط تأتي في إطار المشاورات المتبادلة بين الطرفين، خاصة وأن الوزير المقداد تولى منصب الخارجية حديثا بعد رحيل الوزير وليد المعلم، وقد كانت هناك تصريحات عربية إيجابية خلال الأيام الماضية خلال زيارة سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي لدول الخليج.
ولفت، إلى أن “زيارة مسقط لها خصوصيتها، ويمكن الأخوة العمانيين إطلاع دمشق على كل ما يدور في منطقة الخليج، كما أنها إفصاح عن رغبة سوريا في التعاون مع الأشقاء العرب في أي اتجاه بما يخدم مصلحة سوريا ويخفف عنها عبء هذا الحصار وتلك العقوبات التي تفرضها أمريكا وعملائها على الدولة والشعب السوري”.
وأعلن التلفزيون السوري، الجمعة الماضية، وصول وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والوفد المرافق له إلى مطار مسقط الدولي في سلطنة عمان.
وأضاف التلفزيون السوري أن زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى سلطنة عمان رسمية وستستمر عدة أيام.
كان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف قد بحث الثلاثاء الماضي، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري فيصل المقداد، سبل تعزيز عملية التسوية السياسية في سوريا، وأطلعه على نتائج جولته الخليجية الأخيرة.
ووفقا لبيان الخارجية الروسية، “بحث الوزيران الوضع الراهن في سوريا وما حولها، مع التركيز على تعزيز التسوية السياسية الشاملة من خلال حوار وطني وبدون تدخل خارجي”.
وأشار البيان إلى أن “روسيا جددت التزامها بالعمل المشترك مع إيران وتركيا ضمن صيغة أستانا من أجل تحقيق الأهداف المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بما في ذلك ضمان سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
وأوضح البيان أن “لافروف أطلع نظيره السوري على نتائج زيارته الأخيرة إلى كل من الإمارات والسعودية وقطر، منوها بالالتزام المبدئي في العالم العربي باستعادة المشاركة السورية في أعمال جامعة الدول العربية”.