نادي القصة في مصر.. صرح ثقافي مهدد بالإغلاق

يواجه نادي كتاب القصة في مصر، الذي أسسه الأديب يوسف السباعي ورأسه الأديب توفيق الحكيم عام 1954، خطر الإغلاق بعد صدور حكم قضائي بإخلاء مقره التاريخي في حي جاردن سيتي بالعاصمة المصرية القاهرة.

وقضت محكمة جنوب القاهرة الابتدائية قبل أيام بإعطاء “نادي القصة” أجلاً لمدة شهر في أول جلسة بالدعوى المرفوعة من ورثة القيادي السياسي الراحل فؤاد سراج الدين، لإخلاء المقر وتسليم العقار للورثة.

ويوجد المقر في قلب حي جاردن سيتي في البناية الشهيرة المعروفة ببناية “سيف الدين”، والتي كانت المطربة الشهيرة ليلى مراد من أبرز سكانها وأيضا يوسف السباعي مؤسس النادي.

وأطلق عدد من المبدعين في مصر حملة لإنقاذ المقر، إذ قال وزير الثقافة المصري السابق، الدكتور شاكر عبدالحميد، لـ”العين الإخبارية”، إن النادي كيان ثقافي مهم وينبغي التفكير في وسيلة قانونية لحمايته، لأنه يتضمن سجلاً من سجلات الثقافة المصرية ذات التاريخ العريق.

وأشار إلى أن تاريخ تأسيس النادي يعود لعام 1954 وتعاقب على رئاسته قامات كبيرة من بينهم طه حسين وتوفيق الحكيم ومن غير اللائق إغلاقه لعجز المثقفين والمؤسسات عن حمايته أو تقدير قيمته الرمزية.

وضم نادي القصة منذ تأسيسه عدداً كبيراً من الأدباء أمثال محمد تيمور، وإحسان عبد القدوس، وأمين يوسف غراب، ومحمد عبدالحليم عبدالله، ونجيب محفوظ، وعبدالحميد جودة السحار، ويوسف الشاروني، وثروت أباظة، وطه حسين، ومحمود تيمور، ومحمد فريد أبوحديد، وعلي أحمد باكثير، ويحيى حقي، وسهير القلماوي، ومصطفى محمود.

وتأثرت موارد النادي بعد تقليص دعم وزارة الثقافة منذ عام 2011، وتأثرت تبعاً لذلك إصدارات النادي؛ ومنها “الكتاب الفضي” ومجلة فصلية تعجز عن الصدور بشكل منتظم.

وقال الكاتب محمد قطب، نائب رئيس نادي القصة، إن قضية إخلاء المقر أُجِلت لجلسة 11 مارس/آذار، وجاء التأجيل بناء على طلب النادي لتحضير الدفاع والمستندات، للرد على القضية التي رفعها ورثة فؤاد سراج الدين المستحقون للإيجار.

وأوضح أنّ ورثة سراج الدين استندوا في قضيتهم إلى مادة في القانون بشأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، وهناك مَن يؤكد أن هذه المادة ثبت عدم دستوريتها فيما تضمنته من إطلاق عبارة: “لا يجوز للمؤجر أن يطلب إخلاء المكان، ولو انتهت المدة المتفق عليها في العقد”، لتشمل عقود إيجار الأماكن المؤجرة للأشخاص الاعتبارية، لاستعمالها في غير غرض السكن.

وأضاف أن وزارة الثقافة توقفت في السنوات الأخيرة عن تقديم أي دعم للنادي وكان آخر مبلغ دعم لا يكفي لتغطية إيجار شهر واحد للمقر.

وأوضح: “أعضاء النادي لا يكسبون أي عائد مادي من وراء المشاركة في أنشطته، بل يدفعون مكافآت المسابقة الأدبية من التبرعات أو من جيوب الأعضاء لتشجيع الشباب”.

من جهتها، قالت الكاتبة زينب العسال، عضو مجلس إدارة النادي، إن هناك محاولات للتنسيق مع وزارتي الثقافة والتضامن الاجتماعي للبحث عن أفضل وسيلة للحفاظ على نادي القصة والإبقاء عليه بمقره الحالي أو توفير مقر آخر في حالة صدور حكم المحكمة لغير صالحنا.

ويتبع النادي قانوناً وزارة التضامن الاجتماعي بحكم اعتباره جمعية أهلية مشهرة، وأوضحت العسال: “محاولات التنسيق مع الهيئات الحكومية لا تزال جارية ولكنها لم تصل إلى إجراء محدد”.

وقال القاص صابر رشدي إن نادي القصة يمثل كياناً اعتبارياً له قيمته التاريخية وينبغي الحفاظ عليه مهما كانت تحفظات بعض المثقفين على سياسات النادي أو ذائقة بعض الأعضاء، إلا أنه يمثل عتبة ضرورية لا بد من اجتيازها من قبل المبدعين الشباب.

ودعا إلى حملة للتضامن لحماية المقر عن طريق وزارة الثقافة، أو من بعض رجال الأعمال، أو المثقفين القادرين، عبر حملة اكتتاب وتوفير وديعة مالية للإنفاق على المكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى