نازحون للعراء… تفاقم الأوضاع داخل مراكز الإيواء في طرابلس الليبية مع تزايد الأعداد
معاناة متواصلة يعيشها أهالي الأحياء التي طالتها الاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس، منذ الرابع من أبريل/ نيسان الماضي.
بحسب مصادر محلية ومسؤولين، فإن النازحين يعانون من سوء الأوضاع وعدم وجود الأماكن المناسبة للمعيشة، حيث يقطن بعضهم في المدارس بينما يقطن البعض الآخر في عمارات دون أبواب أو نوافذ.
معدل النزوح من أماكن الاشتباك في تزايد يومي، بحسب صندوق التضامن الاجتماعي الليبي، المعني بالنازحين ومتابعة أوضاعهم، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة الاشتباكات ودخولها إلى أحياء داخل العاصمة طرابلس.
في البداية، يقول مدير إدارة الإعلام بصندوق التضامن الاجتماعي أسامة زياني، إن عمليات النزوح في العاصمة مستمرة بشكل متواصل.
وأضاف زياني، في تصريحات صحفية، “اليوم الجمعة، أن نحو 40 ألف سجلوا أسماءهم ضمن كشوف النازحين، إلا أن اللجنة الخاصة بالأمر تجري حصر الأسماء والحالات للتأكد من دقتها.
وأوضح أن أهالي منطقة صلاح الدين نزحوا إلى احياء أخرى ومنهم من استقر ببعض المدارس والبعض الآخر لدى أقاربه أو في أماكن أخرى بالعاصمة.
في ذات الإطار، قال خالد مسعود، مسؤول إعلامي بوزارة الشؤون الاجتماعية الليبية، إن الوزارة تقدم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر النازحة بشكل متواصل خاصة في ظل ارتفاع عمليات النزوح.
وأضاف، أن زيادة الأعداد في الفترة الأخيرة ضاعف من المسؤوليات الواقعة على الوزارة، خاصة أنه تعمل من خلال فرق للتأهيل النفسي وعمل على تخفيف الأعباء على الأسر للتأقلم على الوضع الجديد.
بحسب تأكيد مسعود فإن الأيام المقبلة يتوقع معها زيادة أعداد النازحين، في ظل عدم توفر أماكن إيواء جيدة، خاصة أن المدارس تعتبر الوجهة الأولى للنازحين، كما أن بعضها يستغل بعض فصوله للإيواء والبعض الآخر للدراسة.
من ناحيتها قالت هدى علي، مواطنة ليبية، إن النازحين يعانون صعوبة الأوضاع خاصة في ظل برودة الشتاء وعدم توفر الاحتياجات اللازمة للمعيشة.
وأضافت، أن بعض الأسر توجهت إلى عمارات بمنطقة السكة مبنية فقط بالطوب دون أي تجهيزات للمعيشة، إلا أنهم افترشوها دون نوافذ أو أبواب.
وتقطن العائلات في المشروع السكني الحكومي الذي شيد خلال حكم معمر القذافي، ويتكون من 150 وحدة سكنية موزعة على 6 عمارات توقف العمل فيها عام 2008 بسبب مشاكل فنية.
وأشارت إلى أن دخول منطقة الهضبة سيسبب كارثة، خاصة أنها مكتظة بالسكان، وأن المعارك باتت على مقربة منها، إلا أن الأهالي لن يجدوا وجهة يتجهون إليها حال نزوحهم لعدم توفر أي أماكن وسط العاصمة طرابلس.
وفي تصريحات سابقة قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية في حكومة الوفاق الليبية، فاضي منصور الشافعي، إن عمليات النزوح من أحياء طرابلس في تزايد مستمر نتيجة استمرار الاشتباكات الدائرة.
وأضافت، أن آخر الإحصائيات بشأن أعداد النازحين التي وثقت حتى يوم 6 سبتمبر/ أيلول، تؤكد نزوح 1380عائلة في 47 مركز إيواء، فيما أغلقت بعض المراكز ونقل من كان فيها إلى مراكز أخرى.
وأوضحت أن العائلات المستضافة لدى أقاربهم بلغ تعدادهم نحو 22 ألف و405، وأن إجمالي الأسر النازحة حتى اليوم الأحد 23 ألف و788 عائلة منكوبة.
وتابعت أن عمليات النزوح شملت مدينة مرزق بالجنوب الليبي، حيث نزحت 3315عائلة خلال الأيام الماضية، وصل بعضهم إلى العاصمة طرابلس.
وتشهد العاصمة الليبية طرابلس ومحيطها، منذ الرابع من أبريل/ نيسان الماضي، معارك متواصلة بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات تابعة لحكومة الوفاق، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى حسب منظمة الصحة العالمية.
دعوات عاجلة
دعت لجنة الشؤون الإنسانية ببلدية طرابلس المركز كل لجان الأزمة المعنية بالبلديات والمناطق المجاورة خارج مناطق الاشتباكات المسلحة الحالية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لاستقبال النازحين الجدد من مناطق الاشتباكات، بحسب “218”.
وبحسب ما ذكر الموقع بلغ عدد الأسر النازحة المسجلة لديها نحو 4500 أسرة نازحة.
وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا قد أكدت في وقت سابق أن أوضاع النازحين والمهجرين في مدينة طرابلس ومحيط المدينة مأساوية، مرجعة ذلك لتأخر تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين في طرابلس، إضافة إلى البلديات التي نزح إليها المواطنين من المدينة ، حيث بلغ عدد النازحين والمهجرين والفارين من مناطق النزاع والتوتر بمناطق بطرابلس نحو 140 ألف نازح حسب ما ورد عن اللجنة الوطنية.